نتنياهو: إسرائيل لن تدفع أي ثمن لإعادة  المحتجزين في غزة

الصين مستاءة من عرقلة أميركا مشروع قرار لوقف إطلاق النار وقطر تعلن بدء وصول أدوية للأسرى في القطاع.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش أمس الثلاثاء إن إسرائيل لن تدفع أي ثمن لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة وذلك وسط مفاوضات جارية لتأمين إطلاق سراحهم.

ورداً على سؤال بشأن الرهائن البالغ عددهم 134 الذين ما زالوا في غزة، قال سموتريتش لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) إن عودتهم “مهمة جداً” لكن لا يمكن إطلاق سراحهم “بأي ثمن”.

وقال إن السبيل لتحريرهم هو تكثيف الضغط العسكري على غزة وإلحاق الهزيمة بحركة “حماس” التي تدير القطاع المحاصر.

وأثارت تصريحاته انتقادات زعيم المعارضة يائير لبيد والوزير بيني غانتس، كما أثارت غضب بعض أسر الرهائن الذين يسعون للضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق.

وبعد وقت قصير من بث المقابلة، نشر مكتب نتنياهو بياناً يكرر موقف سموتريتش.

وقال نتنياهو “توجد ضغوط كبيرة على إسرائيل من الداخل والخارج لوقف الحرب قبل أن نحقق كل أهدافنا، ومنها اتفاق لإطلاق سراح الرهائن بأي ثمن… نحن لسنا على استعداد لدفع أي ثمن، وبالتأكيد ليس التكلفة الوهمية التي تطالبنا بها (حماس)، والتي ستعني الهزيمة لدولة إسرائيل”.

جاءت هذه التصريحات بينما تعتزم الولايات المتحدة إرسال مبعوثها للشرق الأوسط إلى المنطقة لمواصلة المحادثات بين الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر والتي تتوسط لإعلان وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.

وخلال الهدنة الوحيدة التي استغرقت أسبوعاً في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أطلقت “حماس” سراح 110 من الرهائن الإسرائيليين والأجانب.

توقف الحرب قبل رمضان

وفي السياق، عبر عضوان بارزان بمجلس الشيوخ الأميركي عن أملهما في إمكان التوصل إلى اتفاق يسمح بهدنة إنسانية في حرب غزة قبل شهر رمضان.

وقال العضوان الديمقراطيان ريتشارد بلومنتال وكريس كونز في مقابلة مع “رويترز” في عمان إن هناك “أملاً كبيراً” في التوصل إلى اتفاق قريباً لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى “حماس” مقابل وقف القتال.

والتقى عضوا مجلس الشيوخ أمس الثلاثاء مع العاهل الأردني الملك عبد الله في عمان وأجريا محادثات مع مسؤولين إسرائيليين في القدس. وقال بلومنتال، وهو عضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، “في غضون أسابيع قد نشهد توقفاً قبل رمضان”.

وأعربت الدول العربية عن مخاوفها من أن الهجوم الإسرائيلي المستمر على “حماس” خلال شهر رمضان قد يؤجج الحرب.

لكن المحادثات التي جرت بوساطة مصرية وقطرية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وتأمين إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة إسرائيلية محتجزين في القطاع الذي تسيطر عليه “حماس” لم تفض بعد إلى نتائج. وانتهت جولة من المحادثات غير الحاسمة في القاهرة الأسبوع الماضي.

وأشار بلومنتال إلى أن المحادثات مع القادة الإسرائيليين تشير إلى أن إسرائيل منفتحة على وقف موقت للعمليات مع اختتامها مرحلة من القتال العنيف في غزة والانتقال إلى التركيز المحتمل على قتال المسلحين.

وأضاف بلومنتال “بمجرد التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، فإنه يفتح الطريق أمام مفاوضات يمكن أن تؤدي إلى حكم ذاتي للفلسطينيين، (و) دولة تمنحهم السيطرة على مصيرهم”.

لكن الهجوم الإسرائيلي على رفح، التي لاذ بها مئات الآلاف من الفلسطينيين، من شأنه أن يعقد الجهود الرامية إلى وقف القتال، ونبه عضوا مجلس الشيوخ إلى أن إسرائيل ملزمة بحماية المدنيين والسماح بإعادة التوطين قبل التحرك نحو رفح.

وقال كونز “هناك محاولة لتحقيق التوازن بين دعم إسرائيل وحربها على (حماس) ودعم التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني للحكم الذاتي وإنهاء الصراع”.

الصين “مستاءة”

من جانبها، ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) نقلا عن مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون أن بكين عبرت عن “خيبة أملها الشديدة” إزاء عرقلة الولايات المتحدة مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية.

واستخدمت الولايات المتحدة الثلاثاء حق النقض (الفيتو) للمرة الثالثة ضد مشروع قرار للمجلس التابع للأمم المتحدة، مما عرقل مطلباً بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. غير أنها تضغط على المجلس المكون من 15 عضواً للدعوة إلى وقف موقت لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم “حماس”.

ونقلت شينخوا عن تشانغ جون قوله “تعبر الصين عن خيبة أملها واستيائها الشديدين من الفيتو الأميركي”.

وقال تشانغ “الفيتو الأميركي يبعث برسالة خاطئة، ويدفع الوضع في غزة إلى مستوى أكثر خطورة”، مضيفاً أن الاعتراض على وقف إطلاق النار في غزة “لا يختلف عن إعطاء الضوء الأخضر لاستمرار المذبحة”.

تسليم الأدوية للرهائن

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء إن قطر تلقت تأكيداً من “حماس” يفيد باستلامها شحنة أدوية بناء على اتفاق بوساطة قطرية وإنها بدأت تسليمها إلى الرهائن في غزة.

وتوسطت قطر وفرنسا في اتفاق مع إسرائيل و”حماس” الشهر الماضي لنقل أدوية عاجلة للرهائن الذين تحتجزهم الحركة في غزة، مقابل إرسال مساعدات إنسانية وطبية للمدنيين الأشد تضررا في القطاع.

وقال الأنصاري في بيان “دولة قطر تلقت هذه التأكيدات باعتبارها وسيطاً في الاتفاق الذي يشمل إدخال أدوية وشحنة مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة، لا سيما في المناطق الأكثر تأثراً وتضرراً، مقابل إيصال الأدوية التي يحتاج إليها المحتجزون في القطاع”.

أطباء بلا حدود: اجتياح رفح سيحولها إلى “مقبرة”

حذر مسؤولو منظمات إغاثية عالمية الثلاثاء من أن الهجوم البري الذي تعد له إسرائيل على رفح سيحول المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة إلى “مقبرة” ويزيد من خطر المجاعة الجاثم عليها.

وقالت أفريل بنوا المديرة التنفيذية لمنظمة أطباء بلا حدود في الولايات المتحدة للصحافيين إن “عواقب شن هجوم شامل على رفح لا يمكن تصورها حقاً”. وأضافت في مؤتمر صحافي عقدته منظمة أطباء بلا حدود ومنظمة اللاجئين الدولية وأوكسفام ومنظمة العفو الدولية ومنظمات أخرى أن “شن هجوم عسكري هناك سيحول المدينة إلى مقبرة”.

وتابعت بنوا أن رفح التي يتكدس فيها 1,4 مليون فلسطيني في ملاجئ ومخيمات مكتظة، هي “الخط الأخير. … إنها الموقع الأخير لخدمات الرعاية الصحية والمساعدات الإنسانية لسكان غزة”، معتبرة أن “مهاجمة رفح تعني فعلياً قطع شرايين الحياة عن الناس الذين فقدوا كل شيء باستثناء حياتهم”.

وقال جيريمي كونينديك، رئيس منظمة اللاجئين الدولية، إن الضربات الإسرائيلية جعلت من “المستحيل عملياً” على المنظمات الإنسانية العمل بأمان داخل غزة، فيما يزداد خطر المجاعة.

وأضاف أن “الناس، وخصوصاً في هذه المرحلة في الشمال، أصبحوا بالفعل على حافة المجاعة. الخطر هنا، إذا لم يتم السماح بتنفيذ عملية إنسانية حقيقية بدون قيود وعلى نطاق واسع في جميع أنحاء غزة، هو المجاعة”.

وتابع “ولن تحدث تلك المجاعة بسبب أي ظاهرة طبيعية ولكن ببساطة بسبب الطريقة التي تدار بها هذه الحرب والرفض المستمر والمتعمد لوصول المساعدات الإنسانية من قبل الحكومة الإسرائيلية بشكل أساسي”. وقال كونينديك أيضاً إن الاعتقاد بإمكان إجلاء سكان رفح بأمان هو “سراب”، لأنه لا يوجد مكان آخر آمن لهم للذهاب إليه.

وحثت بنوا مسؤولة منظمة أطباء بلا حدود الولايات المتحدة والدول الأخرى على الدعوة إلى وقف إطلاق النار. وقالت إن “وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لمنع مزيد من الوفيات والمعاناة في غزة. ما زالت فرقنا على الأرض تشهد لعدم قدرة المرضى على الوصول إلى الرعاية الطبية التي يحتاجون إليها بسبب الهجمات المتكررة والمستمرة على مرافق الرعاية الصحية والمناطق المحيطة بها”.

وأضافت “أخبرتنا إحدى طبيباتنا في رفح مؤخراً أنها تكتب أسماء أطفالها على أذرعهم وأرجلهم حتى يمكن التعرف عليهم بسهولة إذا قُتلوا في القصف”.

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ما يزال الكيان الصhيوني يتعامل بأنف عالي مع المجتمع الدولي، رئيس الحكومة المتطرف نتNياهو يعتبر إعادة الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية مهم جداً ولكن لن يدفع أي ثمن لإعادتهم، الدعم الغربي بقيادة أمريكا منحتهم هذا الإستعلاء والفيتو الأمريكي بمجلس الأمن زادتهم عنجهية، ولكن الى متى ؟ الجميع مستاء من الموقف الأمريكي وحكومة التطرف .

زر الذهاب إلى الأعلى