قراءة في رواية: شروق الصحراء

أحمد العربي

تبدأ رواية شروق الصحراء للروائي محي الدين قندور من مجيء مارك الشاب الإنجليزي. ذي الخمسة عشر عاما..الذي جاء  ليزور عمه المتواجد في الأردن منذ سنوات طويلة . العم جون الصحفي الإنجليزي الذي كان له مجده أيام حرب البلقان (البوسنة والهرسك) . وكان له كتابه المتميز عن الحرب والذي صنع له مجده الصحفي و جعله مشهورا. ولكنه بقي سجينا في تجربته هذه والتي تبخر مجدها وما جنى من ورائها أيضا مع مرور الوقت. عاد يبحث عن فرصة أخرى ومجد جديد. عاش الصحفي جون موغلا بالوحدة والخمر. مستقبله خلفه.. كان له حظ أن ينقذ موكب ولي العهد الأردني عبر معلومة إخبارية عن كمين لموكب ولي العهد أدت لخلق علاقة صحبة مع الضابط سليمان الذي كان مسؤولا عن أمن الأمير. وجعله صديقه الذي فضّل عليه … وعندما اغلقت الأبواب في وجه جون. استنجد بسليمان الذي أمّن له عقد عمل في الجامعة الأردنية..

جاء جون للأردن معه كلبه ماكس الذي أخذه أجرة عن تربيته زوج كلاب عند من كان يسكن عندهم.. ولادة الجراء وتربيته لهم. الكلب الذي كان صديقه الوحيد في عالم أدار له ظهره…

في الجامعة الاردنية ابتسمت له الدنيا  حيث نجح باستقطاب الطلاب وجذبهم.. وكانت بينهم عايدة طالبة جميلة ومتميزة ومنطلقة. وكانت بينهم قصة حب مجنونة . انتهت بعمل مجنون فاضح في الحرم الجامعي وتحت نظر الهيئة الإدارية.. مما أدى لطرده من الجامعة وذهبت معه الفتاة تاركة وراءها أما ثكلى بها.. وعاشت مع جون علاقة غير شرعية.

كان سليمان في قرية صغيرة يمضي حياة تقاعده بعد خدمة عسكرية مليئة بالأمجاد. انعكست عليه بحياة مترفة في قرية فيها الخيول والحيوانات وقصرة الكبير … جاء جون وعشيقته عائده واستقبله صديقه . وأمن له مصدر عيش حين سلمه مسؤولية حسابات مزرعته…

.جاء مارك الشاب الذي يحلم ان يكون كاتبا على نسخة عمه.. مشبعا بافكار مراهقة عن مجد مغامرات الصحافة وقرر ان يكون كاتبا. وصل لعمه ففاجأه رجلا شبه محطم نفسيا. يقتات على بطولاته الماضيه التي اصبحت مجرد اوهام تقتل ايامه . عم يشرب الخمر بشكل متواصل يعيش حياة عبثية.. ووجد بصحبته عايده الفتاة الباهرة الجمال و المنفلتة في ملبسها و مسلكها نسبيا. فهي عشيقة غير شرعية لعمة جون… ويتعرف رويدا رويدا على تاريخ عمة وعمله وضياعه وأنه هو وعائده محط أنظار الناس وسخريتهم وتهكمهم واحلامهم الاباحية المضمرة والمعلنة.. وعاش قصة كلب عمه الذي صار صديق عايدة. والذي تسلط على اغنام سليمان قتلا وتجريحا وهي دوما تحميه وتمنع عنه العقاب . وعاش اجواء حفلات سليمان ومعاناته بعد ان فقد زوجته تحت حوافر حصانها في رحلة مع زوجها في القرية. وعاش مشاعر متناقضة تجاه عائده التي حركت غرائزه وسكن حبها قلبه وخاصة انها كانت دائما ضحية تحرشات دائمة ويصل بعضها لدرجة الاعتداء الجنسي .. وانها المرأة المشتهاة من الكل.. وكانت قد أعطته من عواطفها واعتقد انها تحبه .. وتواصلا الى ما قبل الالتحام الجنسي وتركتة معلقا في الهواء… كلب جون اصبح البطل الذي يحرك أحداث الرواية وكان لا بد أن يكتشف ويضر أحد عمال المزرعة ويقتله سليمان بحركة بطولة مسرحية. وتحضر عائدة لتنتقم  ولكن بدل ذلك يلتحمان جنسيا و يكتشفا انهما يحبان بعضهما ويعودان للقصر لتكون ملكته المتوجة..

.تنتهي الرواية جون وابن أخيه مارك في مطار عمان مع أمتعتهم للعودة للندن..

في التعقيب على الرواية اقول:

.نحن أمام نوع سيئ من الروايات التي لا تحترم عقل القارئ .. فلا منطقية بترتيب الأحداث ولا منطقية في سلوكيات البشر.. فكل عمل إنساني يخدم على هدف محدد وهذا ما لم نجده في الرواية.. وفيها الكثير من المثيرات الجنسية.. لشد القارئ وفيها توصيف خاطئ لدرجة الخطيئة داخل المجتمع.. فعندما أراد تفسير لماذا عائده منفتحة بملابسها وسلوكها إعادة لكونها مسيحية ؟!!. وفسر استهتار القرويين بالأخلاق وتهتكهم مع عائده لأنها مستهترة بملابسها واعتبروها مشاع. وهذا اتهام لهم اصلا ، القرية تبقى أكثر محافظة والأخلاق عندهم حدية.. وعندما أحبت مارك كادت تمارس الجنس معه.. وتركته لم نعرف لماذا.؟. وكذلك كيف تحول عدوها سليمان لعشيق ؟. وكيف تحول سليمان بموقفه منها انها عاهرة.. لتكون ملكة حياته وقصره. وكيف يعيش جون هذه الحياة الفارغة دون اي مبرر  او ضابط.؟…الخ ..

.النقد يطول… وكثير من الوقت نحتاج للحديث عن المفيد.. نحن نحتاج لثورة على هذا النمط من الكتابة…

.صدق التعبير وعمق فهم الحياة والإنسان وانتصاره فردا وجماعة لقيم الخير والحرية والعدالة والحياة الأفضل.. هو ما يجب أن نستحضره بأي عمل أدبي ناجح. “

وبضدها تعرف الاشياء” هكذا نفتقد للروايات الجيدة بهكذا رواية سيئة…

20.2.2014…

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. رواية “شروق الصحراء” للروائي “محي الدين قندور” قراءة جميلة وتعقيب موضوعي للكاتب “احمد العربي” تروي سيرة مواطن إنكليزي جاء للأردن مع كلبه ومعاناته ، استخدم بعض التعبيرات الغير منطقية ، وبتعقيب القارئ “نحن نحتاج لثورة على هذا النمط من الكتابة…”

زر الذهاب إلى الأعلى