منذ أن بدأت هجماتها على سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، بات تأثير ومكانة جماعة الحوثي اليمنية في صعود سريع، مما قد يدفعها إلى تصعيد هجماتها إلى مستوى ربما يعرض حليفتها إيران لانتقام أمريكي مباشر، ما ينذر بخلافات بين الجماعة وطهران، بحسب إليونورا أرديماني، وهي زميلة أولى في “المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية” (ISPI).
وقالت أرديماني، في تحليل ترجمه “الخليج الجديد”، إن “هجمات الحوثيين ضد إسرائيل والأهداف البحرية الغربية ولدت صدى عالميا قد يثير تنافسا مع الجماعات المسلحة الأخرى الموالية لإيران”.
واعتبرت أن “هذا السيناريو محتمل بشكل خاص في حالة استمرار “مخطط الهجوم الانتقامي” بين القوات المرتبطة بإيران والولايات المتحدة (على خلفية الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، ولكن دون تصعيد كبير”.
وتابعت: “بسبب تصرفاتهم البحرية، فإن الحوثيين يصورون أنفسهم في الواقع على أنهم “منجزو” المقاومة” ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، وهذا ما يميز الحركة المسلحة اليمنية عن الجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة بإيران، والعديد منها لديه تاريخ أطول من “المقاومة” إلى جانب الحرس الثوري الإيراني”.
و”يمكن لجرأة الحوثيين أن تفسر جزئيا التطورات الأخيرة في المحور، مما يدفع بعض الجماعات إلى تجربة تكتيكات جديدة أو رفع مستوى التهديد”، بحسب أرديماني.
وتضامنا مع غزة، شنت جماعات أخرى موالية لإيران، بينها “حزب الله” في لبنان وجماعات في الجارتين العراق وسوريا، هجمات على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية، وهو ما ردت عليه الحليفتان تل أبيب وواشنطن بهجمات خلفت قتلى وجرحى.
سيف ذو حدين
وقالت أرديماني إن “التحالف الحوثي-الإيراني، الذي نما بسبب الحرب في اليمن (منذ عام 2014)، مبني على وجهات نظر عالمية مماثلة ومصالح استراتيجية مشتركة وملاءمة سياسية”.
وأوضحت أنه “لا يزال الحوثيون بحاجة إلى أسلحة إيران لدعم القتال طويل الأمد في اليمن (والبحر الأحمر)، فيما تدرك طهران جيدا أن الحركة اليمنية المسلحة يمكن أن توفر لها بابا لا يقدر بثمن على البحر الأحمر”.
و”مع ذلك، فإن الصعود السريع لـ”العلامة التجارية” الحوثية يمكن أن يكون سيفا ذا حدين بالنسبة لإيران، فقد أصبح الحوثيون الآن أقوى من أي وقت مضى، وتكتسب أفعالهم شعبية لدى الجماهير اليمنية والشرق أوسطية، وهي تحافظ على استقلاليتها في اتخاذ القرار”، بحسب ما استدركت أرديماني.
واعتبرت أن “الحرب بين إسرائيل وحركة حماس تمثل نقطة تحول بالنسبة للحوثيين، فحقيقة أن الحركة اليمنية تبيع الآن “علامتها التجارية” الخاصة بها قد تؤدي، في مرحلة معينة، إلى خلافات مع طهران”.
انتقام أمريكي
و”مع استمرار الحوثيين في تعطيل التجارة البحرية، على الرغم من قوة المهام البحرية (تحالف دولي) التي تقودها الولايات المتحدة والغارات الأمريكية البريطانية، يمكن لواشنطن أن تختار الانتقام من الأراضي الإيرانية في نهاية المطاف”، كما زادت أرديماني.
وشددت على أن “هذا أمر تسعى كل من إيران والولايات المتحدة إلى تجنبه. وبدون وقف إطلاق النار في غزة، قد يميل الحوثيون إلى المزيد من التصعيد ضد المصالح الأمريكية في البحر الأحمر والمنطقة”.
ورجحت أن “واشنطن، التي يبدو أنها لا تزال تبالغ في تقدير النفوذ الإيراني على قرارات الحوثيين، قد تنتقم في النهاية بمهاجمة أهداف في الأراضي الإيرانية، وهو سيناريو يختبر حدود التحالف الحوثي الإيراني”.
المصدر | إليونورا أرديماني/ المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
تصاعد نجم الحوثيون سلاح ذو حدين، لأنه يحرج نظام ملالي طهران لتفاهمات حدود النفوذ كماً ونوعاً مع الادارة الأمريكية، وكذلك يؤمن موقع استراتيجي لملالي طهران على البحر الأحمر، بالاضافة لحاجة الحوثيين آنياً للدعم المادي العسكري لملالي طهران لتنفيذ أجندتها بمواكبة حرب غزة ضمن وحدة الساحات مع المقاومة الفلسطينية، فهل ينجو الإثنين؟. .