بعد عشر سنوات على اعتقاله من قبل أجهزة أمن النظام السوري، أعلنت عائلة الشاعر والناشط المدني ناصر بندق استشهاده في المعتقل. وقد جاء الإعلان على لسان شقيقه، الذي قال أمام المُتظاهرين والمتظاهرات في “ساحة الكرامة” وسط مدينة السويداء أمس الجمعة؛ إنّهم عاشوا طوال هذه السنوات العشر يستمدّون الأمل في بقائه على قيد الحياة فقط من دائرة السجلّ المدني وورقة إخراج القيد المدني، إلى أن استخرجوا له إخراج قيد جديد قبل أيام، فوجدوا أنّه رحل منذ الخامس من مارس/ آذار 2014.
كانت أجهزة الأمن السورية قد اعتقلت الشاعر (1967)، الذي ينحدر من بلدة ريمة حازم غربي محافظة السويداء، من بيته في بلدة صحنايا بريف دمشق في السابع عشر من شباط/ فبراير 2014، إثر مشاركاته في الانتفاضة الشعبية إلى جانب نشاطه في العمل الإنساني المدني الذي صاحب اندلاع الثورة السورية عام 2011.
وقال شقيقه الأصغر، جمال بندق، لـ”العربي الجديد”: “لم نستطع الحصول خلال عشر سنوات من اعتقاله على أيّة معلومة تؤكّد أو تنفي رحيله، فبقينا نعيش الأمل في عودته حيّاً، ولم يكن أمامنا إلّا دائرة السجلّ المدني لنبقى على هذا الأمل، وما أخشاه أن تكون السلطات قد أصدرت قرار رحيله في هذا الوقت، بعد المطالبات الكبيرة في انتفاضة السويداء، بالإفراج عنه وعن رفاقه من مُعتقلي الرأي، وبعدما أصبحت صورته لا تُفارق ساحة الكرامة”.
وأضاف: “هذا لن يغيّر شيئاً من موقفنا الرافض لهذه السلطة، على الرغم من قتل الحلم بلقائه في نفوسنا كأُسرة، ولدى أطفاله الذين أصبحوا شباباً في غيابه، وبكلّ تأكيد هو واحد من آلاف المغيّبين في سجون النظام الذين يُجهل مصيرهم، ولكن ما يزيد من ألمنا وآلام جميع السوريّين أن تكون أرواح إخوتنا وأبنائنا رخيصة إلى الحدّ الذي تُزهق فيه وتُرمى في مقابر جماعية، ويُترك ذووهم على مرّ السنين يعيشون الأمل دون معرفة أو يقين”.
ونعت “رابطة الكُتّاب السوريّين” الشاعرَ في بيانٍ لها عبر صفحتها على “فيسبوك”، مُعتبرة “أنّ قصّة الشاعر الشهيد ناصر بندق كنايةٌ عن مصائر عشرات ومئات الآلاف من مواطنيه، ممّن شاركوا في ثورة الحرّية والكرامة، واختفت أخبارهم في مجاهل إرهاب النظام الأسدي”.
ولفت بيان الرابطة إلى أنّ هذه الحادثة “تَفرض علينا بتفاصيلها المؤلمة، نحن الكُتّاب في الداخل وفي المنافي، رفع الصوت عالياً من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيّين وكشف مصير المغيَّبين. ومن موقعنا هذا نهيب بكافة الروابط والاتحادات الخاصة بالكُتّاب العرب والأجانب مشاركة السوريّين نداءاتهم من أجل الحرّية”.
يُشار إلى أنّ مدينة السويداء، الواقعة في الجنوب السوري، تشهد منذ آب/ أغسطس الماضي حركة احتجاجية واسعة ضدّ النظام وسياساته التي انتهجها في قمع الثورة طيلة أكثر من عقد، حيث يرفع المحتجّون شعارات تطالب بالتغيير السياسي وإطلاق سراح المعتقلين، وكفّ يد الأجهزة الأمنية.
المصدر: العربي الجديد
الشهيد البطل “ناصر بندق” بعد عشر سنوات من اعتقاله من قبل نظام طاغية الشام ، أعلنت عائلته استشهاده في المعتقل أمام المتظاهرين بساحة الكرامة، نظام طاغية مستبد، قصّة الشاعر الشهيد ناصر بندق تمثل مصائر عشرات ومئات الآلاف من شبابنا المشاركين بثورة الحرّية والكرامة، واختفت أخبارهم في مجاهل إرهاب النظام الأسدي, الله يرحمه ويتقبله .