اتهم النظام السوري مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، بسرقة قضبان السكك الحديدية ومعدات من محطات القطارات في محافظة دير الزور، شرق سورية، ونقلها إلى الأسواق التركية بأوامر أميركية، في حين تُتهم مليشيات النظام بسرقة الحديد من منازل المدنيين أيضاً.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام (سانا) إن مسلحين تابعين لـ”قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، سرقوا قضبان السكك الحديدية في ريف دير الزور لتهريبها وبيعها.
وأضافت أن المسلحين التابعين لـ”قسد” أقدموا وعلى مدى الأيام الماضية على تفكيك مئات الأمتار من السكك الحديدية على امتداد محطات قطارات في منطقة بير جويف الوعرة، الواقعة بين دير الزور والحسكة، والسكة الحديدية الممتدة على محيط قرية الصبحة التابعة لمنطقة البصيرة.
وذكرت أنهم نهبوا أيضا عدداً من المحطات والمعدات وقطع الإصلاح والصيانة ونقلوها عبر شاحنات مخصصة للأوزان الثقيلة إلى مناطق سيطرتهم.
وزعمت الوكالة أن “مجموعات قسد التي تأتمر بأوامر قوات الاحتلال الأميركية في المنطقة تتعامل مع سماسرة وتجار يقومون بنقل السكك الحديدية إلى الأسواق التركية لصهرها في معامل خاصة وتحويلها إلى قضبان حديدية وبيعها”.
وذكرت أن الأهالي في مناطق “قسد” يواجهون تلك الاعتداءات بشكل يومي عبر الخروج في مظاهرات تطالب بطرد مسلحي تلك المليشيات التي تعيث فسادا في المنطقة وتسرق النفط والبنى التحتية.
في المقابل، قال الناشط محمد الجزراوي، لـ”العربي الجديد”، إن ما ذكرته وكالة سانا صحيح ولكن هؤلاء المسلحين يسرقون وينقلون السرقات إلى مناطق النظام، كذلك النفط المسروق معظمه يُباع للنظام عبر سماسرة ووسطاء محليين، ومن بينهم متنفذون في “قسد”.
وذكر الناشط أن تجارة الحديد الخردة تقوم بها مليشيات “قسد” بالتعاون مع مليشيات النظام، ومعظم الحديد يهرب عن طريق النظام إلى موانئ لبنان ويصدر إلى البلدان التي توجد فيها صناعات تعتمد على الحديد المعاد تصنيعه.
وأكد الناشط أيضا أن هناك عدة معامل لصهر الحديد وإعادة صبه مجدداً في مناطق “قسد” ومناطق النظام ومناطق سيطرة المعارضة أيضاً، وجميع تلك المعامل اعتمدت في فترة ما على الحديد المسروق، سواء من المنازل المدمرة أو من المنشآت الحكومية والبنى التحتية التي خرجت عن سيطرة النظام.
وشدد الناشط على أن سانا ذكرت ما تفعله مليشيات “قسد” لكنها نسيت ما فعلته المليشيات الإيرانية ومليشيات “الدفاع الوطني” في منازل المدنيين على امتداد الضفة اليمنى لنهر الفرات، حيث قامت بتدمير منازل للمدنيين بهدف سرقة الحديد الموجود داخل الأعمدة والسقوف.
وتعد تجارة الحديد هذه من أهم التجارات التي تدر المال على عناصر المليشيات من طرف “قسد”، ومن طرف النظام السوري. وكان ناشطون من إدلب قد رصدوا أخيراً قيام مليشيات النظام بتدمير منازل في مدينة معرة النعمان بهدف إخراج الحديد منها وذلك أمام أعين القوات الروسية الموجودة هناك.
وفي مايو/أيار الماضي تداول ناشطون صورا لتفكيك برج التبريد في محطة زيزون الحرارية في ريف حماة من قبل فصيل “الحزب الإسلامي التركستاني” المعارض للنظام السوري، وتعرضت الكثير من المنشآت الأخرى للسرقة من قبل مختلف الأطراف.
المصدر: العربي الجديد