كل الأمم والمجتمعات تتمنى وتريد النصر في كل الجوانب وهي غريزة في بني البشر. وإذا بنيت على العوامل المنطقية فهي محمودة وإذا كانت مبنية على غير ذلك من العاطفة الجياشة التي تصطدم بجدار الواقع في كل مرة ما لم تعطي لكل حدث واجبه بقناعة وتقبله بصدر رحب.
هو أمر عام وعادي بالنسبة للأمم والمجتمعات كلها أن تتقبل طعم الهزيمة، لكن عند الجزائري هو أمر مر أكثر من اللزوم لعوامل يعرفها أهل البيت كما أن أهل مكة أدرى بشعابها. في هذا المشهد المتشدد والمشحون بالفوز مهما كان ثمنه. فمَنْ يحضر للهزيمة ينجو منها، لأنه يدرك ويعرف ما هو ظاهر وما هو باطن منها، فإن استطاع الفوز نال رضى الكل وإن لم يستطع أمام قوة تفوق تحضيراته فهو فائز في نظر البعض ومعذور ومشكور لأن المكيدة أقوى مما دبر وحضر وخارجة عن نطاقه واختصاصه. بكيت كما بكى بلماضي على شيء خفي على بعض المغفلين وليس على الإقصاء من كأس إفريقية أمام الفريق الموريتاني الشقيق الذي نكن له كل المحبة والاحترام.
مَنْ قال بلماضي أصبح من الماضي له حق ومَنْ قال بلماضي سيعيد الماضي له حق ومَن عرف مجريات سير الأمور في العالم الثالث كان مرتاحا أكثر وعرف من أين تؤكل الكتف. كما قال حفيظ الدراجي:
” الحمد لله خسرنا مجرد مباراة في كرة القدم ، ولم نخسر أنفسنا و كرامتنا، ولا سيادتنا وشرفنا، ولا أرضنا و عرضنا. الحمد لله خرجنا من بطولة كروية ولم نخرج عن عقيدتنا وملتنا وقيمنا ومبادئنا” وأعتقد أنه أدرى في هذا الميدان مني ويعرف شعابه. ويضيف حفيظ الدراجي: العودة الى نقطة الصفر لا تلغي تماما ما قدمه بلماضي، وما تركه من إيجابيات نبقى نثمنها ونحتفظ بها، ويجدها المدرب القادم للخضر، سواء في أوساط المنتخب أو في الأوساط الجماهيرية التي ازدادت تعلقا ببلدها ومنتخبها، رغم الشرخ الذي حدث في الأوساط الإعلامية والجماهيرية بسبب الصدام الدائم.
و في نفس السياق يصرح وزير السعادة التي نتذكرها يوما على لسان الإعلام ” المدرب جمال بلماضي صرح بعد الخروج المخيب للآمال قائلا انه حقيقة توجد مشكلة في منتخبنا لكن انا اصلا لم افهمها.
قال عندما أشاهد فريقنا نجده يستحوذ ويصنع الفرص ويلعب كرة جميلة لكن الفشل في الانتصار لم أجد له سبب ( يلمح للإتحاد الإفريقي والكولسه) كلامه فيه باع طويل وعريض من الصحة وهذا لا يمنع من استقالته أو إنهاء دوره كمدرب للفريق لكن في إفريقيا لو كنا نملك رئيس اتحادية قوي مع مدرب مثل بلماضي لما عشنا هذه الخيبات في قارة مثل إفريقيا إذا لم يكن لديك رصيد لشراء الذمم فلا تدخل معهم في اي لعبة ولا تتباكى” و من جهة رئيس الاتحادية السابق شرف الدين عمارة عبر منشور له على الفايسبوك” يعلق عن الاقصاء المبكر للخضر
-خروج المنتخب الوطني من “الكان” ، استقالة بلماضي، انسحاب بعض اللاعبين من المنافسة الدولية
– هذه هي الوقائع الأولى المخيبة للآمال والمؤسفة.. وفي كل هذه الحسرة ستزول
– لكن لا تضيعوا الوقت في البحث عن المذنب ابحثوا عن أسباب انكساراتنا المتعاقبة
– المستقبل هو نتاج ما نفعله اليوم.
وبخصوص قائد الفريق رياض محرز يصرح:
“لم نكن جيدين، ولم نكن على المستوى المطلوب. لقد خرجنا من الجولة الأولى مرتين، وهو الفشل الثالث على التوالي، لذلك كان الأمر صعبًا”.
“كان هناك الكثير من الضغط السلبي حول المنتخب الوطني، وهذا لم يساعدنا”
“لدينا فريق جيد جدًا من اللاعبين الجزائريين، لذا من المخيب للآمال أن نقوم بهذه الرحلة.
“حتى لو لم يكن ذلك عذرا، إلا أنه كان هناك ضغوط سلبية للغاية حولنا، وخاصة من الصحفيين”.
“بالطبع فزنا في الماضي، لكن ليس لدينا 10 كؤوس أفريقية أيضًا، وفي كل مسابقة نحن المرشح الوحيد”.
“”نحن المسؤولون، أنا أولاً، وأضع نفسي أولاً. لم نصل إلى المستوى المطلوب خلال السنوات الثلاث الماضية، إنه أمر محزن للغاية”.
“هدفي للمستقبل؟ لا أعلم، رأسي مقلوب، لذا لا أعلم”
“سيكون هناك مدرب جديد ولاعبون جدد وعلينا أن نتعافى من ذلك. سنرى لاحقا”. ويضيف في استجواب محرز: شعرنا للأسف أن الإعلام الجزائري كان ضدنا، الأجواء لم تكن جيدة والضغط الكبير أثر سلباً علينا. ودائما في نفس السياق عيسى مندي يضيف: الأخطاء التحكيمية ضمن أسباب خروج الجزائر من كأس أمم إفريقيا2023 ومن جهته لخضر بلومي يصرح: جمال بلماضي مدرب كبير الجزائر ستندم على رحيله، صحيح اخفق ،لكن عملوا ضغط كبير من طرف الصحافة .
على الإتحادية الجزائرية لكرة القدم عدم التسرع في لحظة الغضب يمكن عمل سنندم عليه طوال العمر. كل المنتخبات الكبيرة تريد جمال بلماضي مدربا لمنتخباتهم، مصر الإمارات، قطر، ساحل العاج، ونوادي قطرية وسعودية، حتى نادي مارسيليا الفرنسي، لا يمكن أن نفرط في جوهرة جزائرية كل الدول تريده. جمال بلماضي وطني ويحب الجزائر والشعب الجزائري لايريد الاموال كما يسوق بعض الخونة، اموال قطر والامارات والسعودية اعطوه اضعاف مضاعفة.
أعتقد أنني لم ولن أكون أكثر دراية من هؤلاء بالوضع العام في الميدان لكن خارجه يمكن التحليل على المؤشرات وترتيب بعض العوامل والإنتباه إليها حتى تطرح بعض الأسئلة تبقى غامضة ليس على الفريق الجزائر فحسب وأيضا في مجالات أخرى قيل إنها راجعة لخصوصية الكولسة الإفريقية، ومَنْ لم يستجب لها يعتبر متمرد والجزائر وبعض الدول رياضيا وثقافيا واقتصاديا وخاصة خاصة سياسيا….
مثلا فريق يرتب على رأس المجموعة على أساس نتائجه وفي كل مرة لمدة ثلاثة كأوس يقصى دائما في الدور الأول وبنفس المدرب ويطلب منه البقاء من طرف الرأي العام وذوي الدراية عجيب وغريب.
يطلب البعض تعويضه بمدربين لم يحققوا ما حققه ويفتخرون بلاعبين لم يحقوا ما حققه الفريق الحالي. هل هذا تحليل أم التهريج.
هل نحن بحاجة لإستقرار الفريق أم لماذا؟ يشير بعض الملاحظين أن تسيير الرياضة عموما على كل الأصعدة لم يفلت من الوضع في المعمورة وقضية إقصاء الفريق الجزائري وربما غيره من المنافسات القارية ليس مسألة تحضير ولا تكتيك ولا أخطاء المدرب ولا يدخل فيما يتعلق بالجانب الرياضي. هو ببساطة تحضير لإقصائه مهما تطلب الأمر. وليس بغريب عندما يجد فريق ما كل الملاعب جاهرة في بلاده وعند جيرانه ويصرون على أن يلعبوا في ملعب مدينة مراكش السياحية ضد فريق الجزائر أو فريق جيبوتي الشقيقة على سبيل المثال تختار نفس ملعب مراكش وهناك ملاعب بجانبه في السعودية ومصر أجود وأرقى منه. زيادة على أنهم متعودون أن يكون الفار معطل مع أخطاء من الحكم والمشرفين في قاعة المراقبة في مبارة الفريق الجزائري في عمق افريقيا فترى أداء الفريق متغير.
إن لم يتغير الوضع في المؤسسة المشرفة في القارة سنشاهد نفس النمط مع فرق أخرى في نفس المواقف هذا راجع لحاجة في نفس يعقوب.
الفوز والربح بمباراة كرة القدم ظاهرة عادية لدى معظم الشعوب ولكن لدى بعضها وقع الخسارة مر ويتضمن وقع كبير ومنهم الشعب الجزائري ، لذلك إن خسرنا فهي مباراة كرة القدم خسرناها ولم نخسر أنفسنا و كرامتنا، ولا سيادتنا وشرفنا، ولا أرضنا و عرضنا. الحمد لله خرجنا من بطولة كروية ولم نخرج عن عقيدتنا وملتنا وقيمنا ومبادئنا” قراءة دقيقة وموضوعية عن خسارة الجزائر بكرة القدم وإنعكاساتها .