كلما قاربت جداراً أسند عليه جرحي
أقول لعلّه الأخيرُ
سرعانَ ما يسقط قبلَ وصولي إليه
فاين اكتب اسمي العربي الجريح
ولم أجد في تغريبة الزمان العربي
غيرَ صدرِ أخي المطعونَ مثلي بألفٍ وجُلّى
.. الملوّع مثلي.. الصارخ في الكون إلى الله
أعانِقه فيلتمُّ الجرحُ على الجرح
ويؤازرُ الدّمُ
براقَ الدم
مثل كزّ الشفة على الشفة
وأنفاسِ شقيقٍ يملأ الحقول
ولا عبْادُ شمس في جنونِه
كلما قاربتُ شفاهَ كرزٍ أمير أقطف منها قبلةَ طفولةٍ بعيدةٍ في تُمّتيّ ورد
تسبقني إليها شفةُ غَيرى
وتكيلُ لي بكيد الشّامت عجزي
مع أنني
منذ الطفولة أقف على الطرقات بزهر المشمش واللوز
وأمدّ يدي للسيارات القادمة من شام والراجعة اليها بباقاتي
لعلّها تكون فيها
بينَ أهلٍ وجيران
وانا العاشقُ بسبقي وسهري
خذي قلبي يَتُها البهيّة أقول
كلّما راودَتني عينا الحرية السهرانة مثلي
طلعَ الصباحُ عليّ بعد شتاءات عصفٍ وليل وهول بمزاريبه
يقولُ لي :
اشرب كؤوس انتظارك ولا تَتعجّلَ الطيرَ ينهلُ الماءَ من نَهره
فلابدّ لمؤمنِ الحبّ أن يجدَ ضالّته
ولو على أعتاب الرّمق الأخير
لقد طلعَ ألف صباحٍ وصباحٍ
ومازلتُ على انتظارها معطّشاً يا أمي
وكلّما كَسَّرتِ العواصفُ صاريةً لي
انتزعتُ من الصّخر والغابةِ ورفعتُ صاريةً بأغصان الحور
ومازلت أنا أنا
لا العواصف الأرياح ُتثنيني
ولا الليل المزؤوووووودُ بغيلانِه
يُريح..
أنا المحبوسُ بها
المصدر: صفحة حسان عزت
شعر ثوري عروبي جميل ومعبر عن السقوط .. واستمرار السقوط للجران التي نعتبرها عروبية ثورية [كلما قاربت جداراً أسند عليه جرحي .. أقول لعلّه الأخيرُ .. سرعانَ ما يسقط قبلَ وصولي إليه .. فاين اكتب اسمي العربي الجريح .. ولم أجد في تغريبة الزمان العربي .. غيرَ صدرِ أخي المطعونَ مثلي بألفٍ وجُلّى …..].