إِلَيكَ رَبِّ نَجوانا
تُؤَلفُ بَيْتَ أُخْوانا
هِلالٌ آخَ صُلْبانا
فَلَيْسَ نحنُ مَنْ ضاعوا
وللأوطانِ قَدْ باعوا
فكرَّازٌ ومِرْياعُ
وراعٍ لَيْسَ يَرتاعُ
أقاموا الأَمْرَ في سِرٍّ
على تَشريدِ قِطْعانا
إِذا ما صِحْنا مِنْ أَلَمٍ
لأنَّ الجُرْحَ أَنْواعُ
فلا بالكَوْنِ أَسْماعُ
ولا بالأَهْلِ تِحْنانا
كبيرٌ جُرْحُ بَلْوانا
ـــــــــــــــــــــــ
قُضاةُ الأرضِ تَنْظُرُنا
ولِلأَنْباءِ مِذياعُ
فلا تَعْدوْ لِنُجْدَتِنا
يُديرُ الأَمْرَ داوودٌ
ولِلأَحْقادِ تِذْكارٌ وإرْجاعُ
فَيَأْمُرُهُمْ بأنْ يَقْسو
على الأَعْرابِ كُلِّهِمِ
وَأَوَّلُهُمْ إذا نُسِبوا
إلى الفاروقِ أَتْباعُ
ـــــــــــــــــــــــ
لماذا نَحنُ ما زِلْنا
ضِعافًا في مَنازِلِنا
تَداعَتْ مِنّا أَضْلاعُ
إِذا كُنّا عَبَدْناك
يَصيرُ الدّينُ إرْهابي
سَئِمنا كُلَّ أَوْصافٍ
وأَلْقابٍ كما شاؤوا
بأَنَّا نحنُ مَنْ يَسْعى
إلى الإرْهابِ صُنَّاعُ
ـــــــــــــــــــــــ
إذا الآمالُ تَأتينا
خَيالاتٍ وأَوْهاما
فَنَطْبِخُها ونَشْويها
ونَطْعِمُها لِأَحْفادٍ
نِيامًا على أَمْجادِ ماضينا
غَفَوْنا على إِشعاعِ تاريخٍ
وللأَفْيونِ تَخديرٌ وإشْعاعُ
رَجْوناكَ يا ربُّ
غَيِّرنا إِلى الأَفْضَلْ
لِكَيْ تَشْتَدَّ أَضْلاعُ
فَأَنْتَ الّذي تَعْلَمْ
إِذا سِرْنا إلى الأَمْثَلْ
ـــــــــــــــــــــــ
تُعَشِّشُ فينا أَمْراضٌ
تُصيبُ الكُلَّ في مَقْتَلْ
تداوَينا وَلمْ نُشْفَ مِنَ العِلَلِ
صِغارٌ في تَآلُفِنا
كِبارٌ في تَزَلّفِنا
ظِلالُ الحَجْمِ تَخْدَعُنا
على أَنّا مَلايِينٌ وأَسْقاعُ
تَسابَقْنا إلى ذُلٍّ
تَرَكْنا الذِّئبَ يَرْعانا
وَفُزْنا في مُداهَنَةٍ
فَعَمَّ الجِسْمَ أَوْجاعُ
وأَصْبَحْنا كَقِطْعانٍ
وُحوشَ الأَرْضِ تَأْتينا
إِذا ما الكُلُّ قَدْ جاعوا
ولا قَلَمٌ ولا سَيْفٌ
يَعارِضُها فَنَرْتاعُ
رَكَعْنا وَرَغْمَ الأَنْفِ صَلّينا
لِغيرِ اللهِ والقِبْلَهْ
وَشَتْمُ الأصلِ مَوْجودٌ
وفي الآذانِ إِسْماعُ
فها نَحْنُ يا ربُّ
وضَعْنا فيكَ نَجْوانا
فَإِمَّا تَوْبَةٌ فُضْلى
وإِلَّا فَعَمِّق فينا بَلْوانا.
شعر جميل ومعبر عن رؤية وطنية من الواقع ونظرة القوى التي تحاول ان تنهش بجسد أمتنا لذل نعيشها [إِلَيكَ رَبِّ نَجوانا … تُؤَلفُ بَيْتَ أُخْوانا .. هِلالٌ آخَ صُلْبانا .. فَلَيْسَ نحنُ مَنْ ضاعوا .. وللأوطانِ قَدْ باعوا ….. وأَصْبَحْنا كَقِطْعانٍ .. وُحوشَ الأَرْضِ تَأْتينا ….. رَكَعْنا وَرَغْمَ الأَنْفِ صَلّينا .. لِغيرِ اللهِ والقِبْلَهْ .. وَشَتْمُ الأصلِ مَوْجودٌ ….. فَإِمَّا تَوْبَةٌ فُضْلى .. وإِلَّا فَعَمِّق فينا بَلْوانا] .