أكد وزير الخارجية سامح شكرى أمس الرفض التام للإجراءات المتخذة لإجبار الشعب الفلسطينى على التهجير من غزة، وأشاد خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بعمق علاقات التعاون التى تربط بين البلدين فى شتى المجالات والتنسيق الوثيق حيال القضايا والملفات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
وقال وزير الخارجية إن المباحثات تناولت العلاقات المتميزة بين البلدين والأوضاع الإنسانية فى غزة واستمرار الأعمال العسكرية والآثار المدمرة لذلك، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع وكيفية التعامل مع الأوضاع بشكل يحافظ على وحدة قطاع غزة والضفة الغربية.
وقال وزير الخارجية إن المباحثات مع نظيرته الألمانية تناولت العمل على استعادة الآفاق السياسية المتصلة بحل الدولتين، وأضاف أن الاحتلال يعد من الأسباب الرئيسية لعدم الاستقرار فى المنطقة، ولابد من التعامل مع كافة القضايا المرتبطة بأمن شعوب المنطقة والحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.
وأوضح شكرى أن نظيرته الألمانية ستتعرف خلال زيارتها العريش ومعبر رفح بشكل مباشر على الجهود الضخمة التى تبذلها مصر والهلال الأحمر المصرى فى توفير المساعدات الإنسانية رغم العقبات والإجراءات المبالغ فيها من جانب السلطات الإسرائيلية، وأشار إلى “أننا نتطلع أن يأتى تعيين منسق الأمم المتحدة للمساعدات وفقا لقرار مجلس الامن ٢٧٢٠ بآليات تيسر من إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع»، مؤكدا المعاناة الانسانية لمليونين و٣٠٠ الف فلسطينى، وعمليات التهجير القسرى من الشمال إلى الجنوب فى القطاع، وما يتعرض له الشعب الفلسطينى الآن فى الجنوب من استهداف وقتل للمدنيين. وأضاف أننا نرى ضرورة وقف إطلاق النار، الذى أصبح أمرا حتميا للتعامل مع الأزمة سواء من حيث إطارها السياسى وقضية الرهائن والوضع الانسانى للشعب الفلسطينى، مؤكدا ضرورة تحقيق الامن للجميع وتحقيق الاستقرار وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وانتهاء الاحتلال، وكلها هى المكونات الرئيسية التى تخرجنا من دوائر العنف المتواصل التى تعيشها المنطقة.
من جانبها، قالت وزير الخارجية الألمانية إن هذه الزيارة هى الأولى لها فى العاصمة الإدارية، وهى مناسبة خاصة للزيارة وإجراء أول مؤتمر صحفى فى مقر الوزارة الجديد، وأضافت أنها ناقشت مع شكرى الوضع الشائك فى الشرق الأوسط، وقالت «إنه يجمعنا القلق على المنطقة وأن تتسع رقعة الصراع، ونتفق على أننا يجب أن نضع حدا للمعاناة الإنسانية فى غزة»، وأكدت أن مصر تقوم بدور محورى ومساعٍ حميدة فى هذا المجال، مقدمة الشكر لمصر على هذا الدور المحورى، وقالت إنها بحثت فى نفس الوقت مع شكرى قضية الرهائن، موضحة أن مصر وألمانيا متوافقتان بأنه لا يمكن التوصل لسلام إلا من خلال حل الدولتين.
وفى الوقت ذاته، أعرب شكرى عن مواساته لاستشهاد عدد من الصحفيين فى قطاع غزة، وردا على سؤال بشأن ترتيبات ما بعد الحرب والتوصل لسلام، وما هو الدور الذى ستلعبه كل من مصر وألمانيا للتوصل لحل سلمى قال شكرى إن ألمانيا تضطلع بدور هام على الساحة الدولية وفى الاتحاد الأوروبى يؤهلها لمسئولية تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.
وقال إن البلدين لديهما قدرة على التواصل مع الأطراف المختلفة والعمل على تنفيذ حل الدولتين وهو أمر نسعى لتحقيقه ونثق أن لدينا القدرة المشتركة مع شركاء آخرين لجعل المنطقة آمنة وتعيش فيها الشعوب بشكل طبيعى، ونحن نتعامل الآن مع الأمور الآنية مثل الوضع فى غزة وقضية الرهائن والاحتياجات الإنسانية لقطاع غزة وعنف المستوطنين وصولا بإقرار حل الدولتين، ونحن نتطلع لاستمرار التنسيق والتشاور بيننا ولدينا علاقات وثيقة فى إطار «آلية ميونخ» ، محذرا الجميع من توسيع رقعة الصراع الذى سيكون له أثر مدمر على دول المنطقة.
المصدر: الأهرام