في البدء لابد من القول إن مصطلح المعارضة السورية لم يعد له المدلول السابق الذي كان يشير لقيادة سياسية تتولى تمثيل قضية الشعب السوري ويعترف بها كثير من دول العالم، وذلك لم يعد خافيًا على أحد، والهيئات المتبقية من المراحل السابقة أصبحت كيانات بلا روح لا يبقيها سوى الإرادة الدولية في وجود جسم معارض مهما كان معزولًا وضعيفًا يمكن أن يكون جزءًا من المناورات السياسية إما لإبقاء الوضع السوري على ما هو عليه أو – وفي حالة الرغبة في أي تعديل – استخدامه كبيدق في ذلك التعديل مهما كان محدودًا أو شكليًا.
مع ذلك مازالت هناك ضرورة للتعبير عن المعارضة السياسية بمعناها الأوسع، بما يتضمن النخب السياسية المعارضة بأشكالها وتجلياتها المتنوعة خارج إطار الائتلاف وتفريعاته التي أصبحت مستهلكة إلى حد كبير.
وبهذا المعنى لابد من نقد موقف تلك المعارضة من الحرب على غزة. فكون حماس قد طورت منذ عدة سنوات علاقة تقترب من التحالف دون أن تصل إليه مع إيران وحلفائها من حزب الله والحشد الشعبي.. وأعلنت في عدة مناسبات عن تلك العلاقة المميزة، وكان أوضح إعلان لذلك وأكثره ايلامًا للشعب السوري إعلان التعاطف والتضامن مع إيران في مقتل (قاسم سليماني) المعروف بكونه قد لعب الدور الأبرز في مواجهة الحركة الشعبية المعارضة للنظام بالحديد والنار ومنذ البداية عندما كانت سلمية ترفع شعار الكرامة والحرية، مما أوقع المعارضة السورية بالارتباك بعد عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
وفي مواجهة تحدي صياغة موقف سياسي وطني سوري تشتت أصوات النخب المعارضة بين اعتبار معركة حماس جزءًا من مؤامرة إيرانية لخلط الأوراق، واستخدام القضية الفلسطينية مطية لتعظيم النفوذ الإيراني في المنطقة، وبالتالي عدم الانسياق وراء (بروباغندا) حلف “الممانعة” والبقاء بعيدًا عنه، والحذر من الانخراط في تلك المسرحية الدموية التي ستنتهي لخدمة المشروع الإيراني.
أما الأصوات الأخرى الأقل ظهورًا فلم تستطع البقاء بعيدًا عما يحصل في غزة واحتارت بين إظهار الاعجاب بشجاعة ومقاومة كتائب القسام وتقدير بسالتها وصمودها والنتائج الكبيرة التي نجمت عن عملية السابع من تشرين أول/ أكتوبر وعن قدرة المقاومة غير المسبوقة على إيقاع خسائر فادحة بالجيش الإسرائيلي وتمريغ كرامته وسمعته بالوحل، واستنهاض الروح المعنوية للفلسطينيين والعرب، وتغيير صورة القضية الفلسطينية في العالم. وبين الموقف السلبي من حماس وارتباطها مع إيران.
والسؤال الآن: كيف يمكن صياغة الموقف الوطني السوري العروبي من الحرب على غزة؟
وفي تصور صياغة مثل ذلك الموقف لا يمكن الابتعاد عن الوقف المبدئي من القضية الفلسطينية، ولا يمكن الخلط بين حماس والقضية الفلسطينية، ولا بين حماس وغزة، كما لا يمكن تجاهل النتائج الإيجابية بعيدة المدى لمعركة غزة.
أيضًا فإن من أبسط الواجبات التضامن التام مع أهلنا في غزة في معاناتهم الكبيرة، والتعبير عن ذلك بكل الوسائل الممكنة وفي كل المناسبات.
ولا يمنع ما سبق من نقد حماس لارتماء قيادتها في الحضن الإيراني، والتحذير من حرف نضالات الشعب الفلسطيني البطل في غزة وفي الضفة الغربية لتصب في طاحونة المشروع الإيراني للتمدد وتفتيت المجتمعات العربية ونشر الروح الطائفية البغيضة.
تحية لأبطال غزة الميامين الذين رفعوا رأس الأمة العربية وفرضوا على العالم بدمائهم ودماء الشعب الفلسطيني استعادة مكانة القضية الفلسطينية بعد أن أوشكت على الاندثار.
تحية للشعب الفلسطيني البطل في غزة والضفة الذي قدم أعظم التضحيات بكل الإيمان والصبر.
ستظل القضية الفلسطينية في قلب سورية مهما عظمت محنة الشعب السوري وتطاول عليها الزمن.
موقف صحيح ١٠٠% ويمثل إرادة ورأي الشعب العربي في سورية. كلام منطقي وله ان يكون بالفعل التعبير الصحيح عن موقف صحيح وانحياز واضح للقضية الفلسطينية للشعب العربي الفلسطيني والفدائيين الأشاوس والعمل الفدائي المسلح الأسلوب والطريقة الوحيدة لاستعادة فلسطين من النهر الى البحر مهما كبرت الصعوبات وعظمت التضحيات. لا مخرج لما نحن فيه امام الاحتلال العنصري الاجرامي الا النضال. هذا أمر لا مخرج له الا به وهو النضال المسلح حتى الانتصار ومغادرة الصهاينة ارض فلسطين وعودة اللاجئين الى ارضهم وطنهم وبيوتهم في كل فلسطين. اما المشروع الفارسي فهو التوأم للمشروع الاستعماري الصهيوني ولن ينكفئ الا بالعمل النضالي المسلح .
المعارضة السورية لم تمثل شعبنا ووجدت لضرورة دولية وأصبحت منفذة لأجندات الدول واما النخب السياسية المعارضة بأشكالها من خارج الائتلاف ومخرجاته أصبحت مستهلكة، ليكون الموقف من حرب غزة بين مؤيد ومعارض وبمستويات مختلفة، لطبيعة علاقة حماس مع الانظمة الاقليمية ومواقفها الايديولوجية، لا يمكن الخلط بين حماس والقضية الفلسطينية، ولا بينها وغزة، تحية لأبطال المقاومة بغزة الذين رفعوا رأس الأمة وستظل فلسطين بقلب سورية مهما عظمت محنة شعبنا .
الاستيطان الصهيوني هو جرثومة الفساد
وعافية البلاد بزوالها
نسأل الله أن يخلصنا من هذه الجرثومة