يا ترى ماذا تحمل لنا السنة الجديدة من مفاجآت، هل هي تبعث فينا السرور و البهجة، أم بالمقارنة مع السنين الماضية، ستكون مغايرة لها كليا و ممكن أن يكون فيها إلى حدا ما تقدم على كل المستويات و هذا ما تفرضه التطورات الفعلية أثر بعض الأحداث التي تمر بها المنطقة، مما تبشر إلى نوع من التحسن الملموس و حتى تغيير مفاجئ مهما كان نسبيا ، يخفف علينا من أوجاع السنين التي سبقتها ، بعدما الاوضاع السياسية و الاقتصادية و الأوضاع الأخرى ، إجمالا كانت مزرية إلى أبعد الحدود ، و يقلل من حدتها . منذ سنة 1925 عدة عواصم عربية و معها بعض الجزر ، محتلة ، احتلت بمراحل زمنية ، و ها هو شعبنا العربي فيها ، يئن تحت اسواط المحتلين و طغيانهم و يعاني من ممارسات لا إنسانية و جرائم يندى لها جبين البشرية ، تزيد سنة بعد سنة و لا انفراج ملحوظ مهما كان ضعيف ، يلوح في الأفق ، و بالعكس ، مزيد من العدوان و القتل و التشرد و الجوع و الفقر و الأمراض ، و بالرغم من امتلاك دوله الثروات الهائلة و الأراضي الزراعية الشاسعة و المياه و الموارد الطبيعية المتنوعة الأخرى و موقعها الجغرافي و إطلالتها على البحر و المياه الدولية ، فنجد من المؤسف أن المواطن العربي و نتيجة سياسات المحتل و من يرتبط به ، حائر بنفسه و أسرته و لا يعرف كيف الخروج من دوامة الفقر و الفقر و ضعف المردود اليومي و غلاء الأسعار و المعيشة و العلاج و التعليم و الأمان و مياه الشرب و الزراعة و الصيد و المستلزمات الحياة اليومية الأخرى ، و ها نحن دخلنا عام 2024 من القرن الواحد و العشرون ، و كأن دولنا و أبناء شعبنا لا يحسب لهم على الساحة الدولية ، أي وزن و مكانة في الوجود البشرية و حقوقهم في الحياة الكريمة و الحرية ، و كأنه فرض عليهم أن يستمروا بحياتهم التعييسة و يبقوا يعانوا و يسلكوا طريق التهجير و المنافي في المهجر و أن بقوا في بلادهم ينتظرهم الموت نتيجة التعذيب الوحشي في المعتقلات و السجون العلنية و السرية و الحرمان ، و عليهم ايضا ان لا تنبت شفاههم بأي كلمة تعبر عن ضيقهم و احتجاجهم و اعتراضهم على الكوارث التي جاءتهم بفعل المحتل و سياساته العدوانية التي أذاقتهم شتى أنواع الكوارث و المصائب التي لا تنتهي ، و الأنكى من ذلك ، هناك طبيعة و تركيبة الوضع المتناقض مع الحقيقة الذي خلال العقود من الزمن ، حشر قضايانا العادلة في زوايا معتمة و منعها من البروز على السطح الإقليمي و الدولي ، و أن ظهرت للعيان بفعل المظاهرات و الانتفاضات و نتائج قوتها و استمرارها ، جوبهت و بأسرع وقت ممكن بأساليب ملتوية ، و يتم التعامل معها و مع معطياتها ، ببرود و مواقف ضعيفة و بيانات سطحية و تنديد شكلي و إهمال واضح ، و هذا ما ساهم و يساعد فيه ، السياسات الدولية و الكانتونات و الجهات المرتبطة بها ، و ذلك و من أجل عدم خلق انطباع و معرفة لدى الشعوب الحرة و معها المنظمات و المؤسسات الأممية و الحقوقية و الإنسانية ، هذه من جهة ، و من جهة أخرى ، حتى لا تتأثر العلاقات الثنائية بين المحتل بشكل مباشر و مجموعاتها الحاكمة في دولنا العربية بشكل غير مباشر ، و تلك الدول الداعمة لهم ، و ذلك حسب و بحكم المصالح المتبادلة القائمة ، بمعنى آخر ، خلق أجواء غير أخلاقية و جبرية ، يمنع على أبناء الشعب ، منعا باتا أن يظهروا بمظهر الضحية ، و بالمقابل حكومة الاحتلال و ما يتشعب منها ، تبين و تصبح كأنها حمامة سلام و كيانها مهدد من قبل كافة شرائح المجتمع أي أبناء الشعب المسحوق ، و نظرا لما تكلمنا الأن عن الظروف و الأوضاع الصعبة التي يعيشها أبناء شعبنا العربي في عدة دول عربية ، لابد من الوقوف عند هذا الموضوع الهام و الحيوي ، لأنه يضع إنسانية البشر على المحك و يحاكي و ينادي أصحاب الضمائر الحية اينما تواجدوا و مهما كانت مكانتهم و مناصبهم المتنوعة في بلدانهم في أي مكان من بقاع الأرض ، طالما وقوفهم مع الإنسان المضطهد و إيصال صوته إلى الجهات الدولية المعنية ، يعني الوقوف و الدفاع عن كل البشرية و هذا ما يمثل أعلى المراتب من الأخلاق في مجال احترام حقوق الإنسان . نحن كنا و سنكون متفائلين إلى أبعد الحدود و سنظل كذلك حتى بزوغ إشراقة الحرية تعم على كل دولنا المحتلة ، و في الوقت نفسه بعيدين كل البعد عن ما يشير إلى التشاؤم و لكن ما نكتب عنه هنا ، هو واقعنا الذي نعيشه بشكل يومي و لابد أن نذكر بعضنا البعض و نتحدث عنما يجري و ما تمارس من مظالم بحقنا و ما يخطط ضد دولنا من مخططات جهنمية و مشاريع تحمل في طياتها انواع الدسائس و المكائد ، أن لم نكن متيقظين لها و إذا تناسينا جراحنا و من تسبب بها ، ستزداد وتيرتها و تستشري أكثر من ما هي منتشرة ، و ستنتقل إلى باقي دولنا العربية و حتى الدول الصديقة لنا في المنطقة ، مادام أغلبية المخططات و المشاريع التي تصب في خانتها ، قد رسمت و طرحت في ايران و منذ قرابة قرن ، تبلور ذلك و كمرحلة و تجربة أولى كان الاحواز المحطة الأولى و منها جاء التمهيد إلى دخول الأجزاء العربية الأخرى و أن طال عدة عقود ، حتى احتلت الجزر الثلاثة الإماراتية و هذا ما تم تنفيذه في عهد الشاه السابق و في بدايات الثمانينات بدأت المرحلة الثالثة رسميا منذ العدوان الغاشم على دولة العراق الشقيق و الاستنزاف الذي تسبب بخلق عدة أزمات مستعصية ، أدت إلى احتلال البوابة الشرقية للوطن العربي و من ثم شاهدنا كيف توسع هذا الاحتلال بكل وجوهه و أشكاله المختلفة ، حتى يكتمل الرسم المنحنى مسيره ، وصولا إلى أراضي دول عربية أخرى ، و كان الهدف النصفي هو كلا من لبنان و سوريا و اليمن ، اللتين بدأت ملامح جريان الخطوات الأولية و التمهيدية للمحتل الإيراني و أدواته ، خاصة في لبنان ، تدريجيا منذ بداية الثمانينات أو بالأحرى بشكل دقيق و حسب التنسيق من حيث التوقيت ، أثناء العدوان الإيراني على العراق ، و في الوقت الحاضر نشاهد كيف أصبحت الأوضاع في دولنا العربية هذه ، و أن أخذنا الأحداث و تبعاتها ، التي حدثت في الأربعون سنة الماضية ، بعين الاعتبار ، حتى تيقنا أن هذه المشاريع الاحتلالية ، لم تتوقف عند حدود هذه الدول ، بل ، إنها مستمرة و تعمل و تجري على قدم و ساق و العيون الإيرانية الحاقدة مازالت تنظر إلى عواصم عربية جديدة و ما يثبت هذا هو ما تم خلال المحاولات الفاشلة خلال السنين المنصرمة ، من خلق بلبلة في بعض دولنا العربية و لولا يقظة الشعب العربي و وحدته و تدابير اصحاب الشأن ، لكانت الأمور تدهورت بالشكل الذي كان مخطط لها من قبل المعتدين . أن وحدة أبناء الشعب العربي والتكاتف فيما بينهم سوف يكون هو بمثابة الدرع أو الجدار التي تتحطم عليها كل نوايا الشر، وهي كفيلة ايضا ومن خلال العمل المشترك، لاسترجاع وتحرير الدول العربية المحتلة ودحر العدوان ومن يتفرع منه ومن يخدمه.
المصدر: موقع جبهة الأحواز الديمقراطية
قراءة متفائلة بحذر لمستقبل الأقاليم العربية وشعبنا العربي ونحن على أبواب عام جديد ، كان إحتلال الأهواز 1925 بداية الاحتلالات والإغتصاب والتقسيم للوطن العربي فهل يمكن لوحدة أبناء الشعب العربي وتكاتفهم سيكون درع أو جدار تتحطم عليه كل نوايا الشر، واسترجاع وتحرير الدول العربية المحتلة ودحر العدوان ومن يتفرع منه ومن يخدمه .