قراءة في المجموعة القصصية ||  ثلاث حكايات عن الغضب

  أحمد العربي

محمد المنسي قنديل. روائي مصري متميز، قرأنا الكثير من رواياته وكتبنا عنها، في ثلاثيته القصصية حكايات عن الغضب هذه يقدم شهادته المباشرة عن موقفه من الثورة المصرية، وإعلان الانتماء لها باعتبارها ولادة جديدة لمصر وشعبها

.في قصته الأولى: حكاية المطبعة القديمة.

 نتابع (فلفل) الشاب المصري الذي يعمل بالخدمة في مقهى مصري، وهذا المقهى يرتاده الروائي المصري نجيب محفوظ، حيث يتابعه فلفل بقدر ما يسمح له وقت الخدمة، يتمنى أن يكون من جلساء الروائي الكبير وان يستمع لحديثه وان يبادله الرأي، وعندما تزداد أحلامه في الكبر؛ يتمنى أن يكتب قصة ويجعل نجيب محفوظ يطلع عليها ويعطي رأيه فيها، فلفل يكتب يعيش احساسا ان طيورا تأتي بشكل يومي إلى مقهاه ويقدم لها الماء وفتاة الخبز، وان صاحب المقهى يرفض ويحتج، وتغادر الطيور وتعود ثانية كل يوم، وتصبح جزء من يوميات فلفل، انها طيور الحرية، ويأتي يوم يستجير بفلفل شاب صغير مطارد من الأمن، يحميه فلفل ويخفيه عنده في قبو المقهى، الذي سيكتشف -مع الشاب- أن هناك مخبأ سريا تابعا للقبو، سيدخلان إليه ليجدوا فيه مطبعة سرية من ايام ثورة سعد زغلول 1919، ولتعمل المطبعة بشكل آلي مجددا، وتظهر صور شهداء تلك الثورة، وتتوقف قليلا وتعاود العمل لتعطي صورا لشهداء جدد لثورة قادمة، وسيجد الشاب صورته بين ما طبعته المطبعة؛ وليقبل الشاب بقدرة وليخرج منتظرا ثورة سيكون شهيدها. ويعرض فلفل قصته على نجيب محفوظ، الذي يتمنى أن يطول عمره ليحضر هذه الثورة الامل

.في قصته الثانيه حكاية لاعب التنس.

.نتابع ابو كريم وابنه وزوجته، الزوجة تتابع عبر التلفزيون أحداث ساحة التحرير والشعب الذي يريد إسقاط النظام، والاب المستاء من هذا، والابن كريم الذي يتم واجباته لأجل أن يذهب مع والده للنادي ليتابع تدريبه على لعبة التنس، الأب الذي ربى ابنه ليكون ناجحا في كل شيء، وكريم الذي كان دوما أفضل مما أراد له والده، كريم يتابع بصمت مظاهرات ميدان التحرير وشوارع القاهرة، وابوه يحاول ان يبعد ابنه عن هذه الفوضى خوفا من تبعاتها عليه، سيصلون الملعب؛ ويلعب كريم مع مدربه ويهزمه. وسيغادر الملعب مع والده إلى بيته لنجد الام متسمرة أمام التلفاز تتابع ما يحصل في مصر، سيخرج الوالد في لحظة ما من غرفته؛ ليجد بيته ممتلئا، و يجد أهله وجيرانه يتزاحمون ليصلوا إليه يواسوه بإبنه كريم الذي استشهد في ميدان التحرير؛ سيذهل ويسأل لماذا وكيف ؟. يخرج متوجها إلى مكتب أكبر مسؤول في الدولة ليجده منهمكا بمتابعة المظاهرات ومحاولة إنهائها بأي طريقة، ليسأله كيف يقتلون ابنه؟، و يكتشف كذب المسؤول وتحايله، وليخرج من عنده متوجها إلى الميدان ملتحقا بالثوار الذين يشتبكون مع رجال الأمن في معركة واثقين من النصر فيها

أما قصته الثالثة.حكاية الغلام الذي يحدث النهر.

.فنحن امام الشاب الصغير (زيتون) ابن الشارع ومثله الاف في شوارع مصر لا اهل ولا بيت له، ابن الشارع وكل الخطايا المتواجدة به، صديقه الوحيد نهر النيل الذي كلما انتابة يأس ما او مشكلة يذهب اليه ويحدثه، زيتون متخفي الان وخائف من (مطوة) ابن الشارع السيئ الذي حاول الاعتداء على زيتون وجرحه زيتون في وجهه، وزيتون خائف من انتقام مطوه، يتفاجأ زيتون في مخبئه بدخول ضابط البوليس الذي يتابعهم ويلقي القبض عليه، ويعرض عليه ان يحميه من مطوة؛ ولكن عليه ان يفجر قنبلة في ميدان التحرير بالمتظاهرين، يمتثل زيتون للامر ويأخذ حقيبة القنبلة ويتوجه للميدان، وهناك يخاف ويرتاب ويتأخر بالتنفيذ، وسرعان ما تتعرف به رضوى الناشطه الثائره في الميدان وتحتضنه انسانيا وتساعده، مما يجعله يؤجل تنفيذ التفجير، وسرعان ما يجد نفسه جزء من ثوار الميدان ونشاطاتهم، ويستمع لاقوال الشباب والصبايا ويبدأ يعي ما يحصل ويدخلونه في دورة محي الامية، ويتعلم كلمة (ارحل) للرئيس مبارك كرمز لثورة مصر وحرية شعبها، سيكتشف انسانيته وسيؤمن ان هذه الثورة ستأخذه من الشارع وشروره وتعيد له انسانيته المهدورة، لكن مطوة يتعقبه ويعيده لضابط الامن ويلزمه بتفجير القنبلة، ويعدهم بالتنفيذ ويراقبه مطوة، لكنه يأخذ القنبلة ويرميها في النيل لتنفجر فيه، ويمنع ضررها عن الميدان ومن فيه، اما شباب الميدان فستهاجمهم الجمال والبلطجية والامن، في جولات مستمرة كلها تفشل، لتنتهي بنجاح الثورة وتنحي مبارك، والتحاق زيتون بثورة يكتشف من خلالها ان له اهلا ووطنا وانه انسان كامل الانسانية

.هنا تنتهي المجموعة القصصية .

.لكن الحدث لم ينتهي؛ الانقلاب سينقض على الثورة ويسقطها، ويعيد مصر وشعبها وشبابها للثورة مجددا؛ منتصرين من جديد للحرية والعدالة والديمقراطية الحقّة والكرامة الإنسانية

27.4.2017…

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. المجموعة القصصية “ثلاث حكايات عن الغضب” للروائي المصري “محمد المنسي قنديل” قراءة جميلة وتعقيب موضوعي للكاتب “احمد العربي” الروايات الثلاث تعتبر شهادته المباشرة عن موقفه من الثورة المصرية، وإعلانه بالانتماء لها باعتبارها ولادة جديدة لمصر وشعبها ، الإرهاصات والمحاولات لإجهاضها تفشل كلها ولتنتهي بنجاح الثورة وتنحي مبارك ، ولكن للأسف انقلاب السيسي أعادها للبداية .

زر الذهاب إلى الأعلى