كثفت قوات النظام السوري والمليشيات التابعة لإيران وروسيا خلال الفترة الماضية من استهدافاتها بطائرات “درون” مفخخة انتحارية لمنازل المدنيين والمزارع والأراضي الزراعية القريبة من خطوط التماس في المناطق الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة “خفض التصعيد الرابعة” (إدلب وما حولها).
وقال العقيد مصطفى البكور، الناطق الرسمي باسم فصيل “جيش العزة”، المنضوي ضمن غرفة عمليات “الفتح المبين” العاملة في (منطقة إدلب)، في حديث لـ “العربي الجديد”، إن “العدو (النظام السوري وروسيا وإيران) لا يجرب هذه الأسلحة (الدرونات الانتحارية) فهي معروفة، وصُنعَت منذ سنوات، واستُخدِمَت سابقاً في عدد من المواقع والمعارك، وهو الآن يستخدم ما هو متوافر لديه من الذخائر لقتل المدنيين في الشمال السوري”، مُشيراً إلى أن “من هذه الذخائر، الطائرات المسيَّرة الانتحارية، باعتبارها أحد أسلحة الدقة العالية قليلة التكلفة”.
وكانت روسيا قد جربت “درون” (كوب) في منتصف ديسمبر/كانون الثاني عام 2021، ولا سيما أن وكالة “نوفوستي” الروسية، نقلت حينها عن مسؤول في وزارة الدفاع الروسية قوله إن “هذه الدرونات يمكنها التحليق لفترة طويلة مع الذخيرة في منطقة الهدف المفترض، وهي تعمل في وضع البحث، وعند العثور على الهدف، تدمّره كصاروخ جو-أرض موجه”، فيما أكد موقع “روسيا اليوم” أن “درون (كوب) استخدمها الجيش الروسي لضرب مواقع الإرهابيين في سورية”، بحسب تعبيره.
إلى ذلك، نفذت الطائرات الحربية الروسية، أمس الثلاثاء، عدة غارات جوية مستخدمة صواريخ ارتجاجية، على محيط مخيم للنازحين في أطراف قرية القنيطرة غرب مدينة إدلب، تزامناً مع غارات جوية عبر صواريخ “جو – جو” (تدريبية) في أجواء المنطقة.
وأوضح القيادي لدى فصائل المعارضة السورية، أن “عملية تدريب الطيارين الجدد عملية مستمرة وفق خطة تدريب سنوية تضعها قيادة الجيش، وبالتالي من الطبيعي تنفيذ طلعات تدريبية من قبل الروس لبعض طياري النظام أو للطيارين الروس أنفسهم، مستغلين صفاء الأجواء خلال اليومين الماضيين، حيث تعتبر هذه الأجواء مثالية لتدريب الطيارين”.
ولفت بكور إلى أن “التصعيد العسكري للروس والمليشيات الإيرانية وقوات النظام لم يتوقف يوماً، بل ترتفع وتيرته وتنخفض بناءً على معطيات ميدانية وسياسية”، مضيفاً: “هذا الأمر قد تعودناه، فلا يمكن ربط تصعيد العدو بأي مجريات وأحداث سياسية معينة، بل هو مرتبط بعقيدة القتل والتدمير الشامل والعداء للسوريين الأحرار والإنسانية”.
وكان 5 مدنيين قد قُتلوا يوم الأحد الفائت، وأصيب 5 آخرون، بينهم طفلان، إثر استهداف قوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران، عدة أحياء سكنية داخل مدينة دارة عزة بريف محافظة حلب الغربي، شمال غربيّ سورية.
“تحرير الشام” تعتقل أحد أبرز القادة المنشقين عنها شمال حلب
في سياق آخر، تمكنت “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، من إلقاء القبض على أحد أبرز قادتها الذين انشقوا عنها، وذلك خلال عملية أمنية ضمن مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” بريف محافظة حلب الشمالي، شماليّ سورية.
وقالت مصادر مقربة من “الجيش الوطني السوري” في حديث لـ “العربي الجديد”، إن مجموعات عسكرية تابعة لـ “هيئة تحرير الشام” بمساندة مجموعات عسكرية أخرى عاملة تحت مظلة “الفيلق الثاني” لدى فصائل “الجيش الوطني السوري” اشتبكت مساء الثلاثاء، مع جهاد عيسى الشيخ المعروف باسم “أبو أحمد زكور” أحد أبرز القادة الذين انشقوا عن “هيئة تحرير الشام” في الأيام القليلة الماضية، ومجموعاته العسكرية، في أحد المقارّ العسكرية الواقعة شرق مدينة أعزاز ضمن ريف حلب الشمالي.
وأكدت المصادر أن “تحرير الشام” تمكنت من إلقاء القبض على المدعو “أبو أحمد زكور”، بعد اشتباكات دامت قرابة الساعة، موضحة أن قُتيبة شقيق “أبو أحمد زكور” أُصيب خلال الاشتباكات، بالإضافة إلى إصابة عنصرين اثنين كانا برفقته. وبينت المصادر أن المنطقة تشهد حالة توتر بعد تدخل “الجيش التركي” ومنع “مجموعات “تحرير الشام” من اقتياد “أبو أحمد زكور” إلى منطقة إدلب، ونشر “الجيش التركي” دباباته على مداخل مدينة أعزاز عقب انتهاء الاشتباكات في ظل تحليق طائرة استطلاع تركية في أجواء المنطقة.
وكان “جهاد عيسى الشيخ” المعروف باسم “أبو أحمد زكور”، وهو أحد أبرز قادة “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، قد أعلن يوم الخميس الفائت من خلال بيان رسمي، الانشقاق عن صفوف الهيئة، وذلك بعد تغيير سياستها، ولا سيما في ما يخصّ العلاقات مع “الجيش الوطني السوري” المعارض والحليف لتركيا، والعامل في مناطق “درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام”، شماليّ سورية.
ويعتبر “أبو أحمد زكور” من أبرز مؤسسي “جبهة النصرة” التي أصبحت فيما بعد “هيئة تحرير الشام”، وشغل منصب عضو في مجلس الشورى، وكان أميراً على قطاع حلب، والمشرف على المحفظة الاقتصادية للهيئة في الخارج وأذرعها المالية.
وكانت الولايات المتحدة وتركيا قد فرضتا عقوبات في الثاني من مايو/ أيار العام الجاري 2023 على القيادي في “هيئة تحرير الشام”،جهاد عيسى الشيخ وكوبيلاي ساري، الذي يتلقى أموالاً في مدينة إسطنبول من مانحين لـ”كتيبة التوحيد والجهاد”.
المصدر: العربي الجديد
ما يزال نظام طاغية الشام وقوى الاحتلال الروسية ونظام ملالي طهران وأذرعتهم الطائفية الإرهابية اعتداءاتها على شعبنا بالشمال الغربي و ادلب ولتستخدم المسيرات الانتحارية لزعزعة الأمن والاستقرار بهذه المناطق ، وتشهد ادلب حركة تمرد بقيادة “هتش” هيئة تحرير الشام المسيطرة نتيجة لتركيبة هذه المنظمة .