عقدت مفاوضات جديدة بين وجهاء وعسكريين في مدينة جاسم وقوات النظام السوري، بعد فشل جولة مفاوضات صباح اليوم، واتفق الطرفان على السماح بانسحاب عناصر من “الأمن العسكري” من داخل المدينة مقابل وعود بعدم شن حملة أمنية تستهدف المدينة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن مجموعات مقاتلة محلية فرضت حصارًا على عناصر من “الأمن العسكري” في “المركز الثقافي” بمدينة جاسم، بعد أن فرض النظام حصارًا على المدينة وأغلق مداخلها ومخارجها.
ودفعت قوات النظام أمس، الجمعة 15 من كانون الأول، بتعزيزات حاصرت بها المدينة من جهاتها الأربع ومنعت صباح اليوم المدنيين من الدخول أو الخروج من المدينة.
وقال “تجمع أحرار حوران” المحلي، إن عناصر النظام انسحبوا من مدينة جاسم شمالي درعا، بعد الانتهاء من اجتماع عقد في قصر عضو مجلس الشعب السابق فاروق حمادي، بين مدينتي جاسم وإنخل.
وبينما تركزت المفاوضات حول سحب العناصر المحاصرين داخل مدينة جاسم، لم توضح الأطراف أسباب حصار النظام للمدينة منذ صباح أمس الجمعة.
ثلاثة قياديين في الفصائل المحلية المقاتلة بمدينة جاسم، قالوا لعنب بلدي إن جولة مفاوضات جديدة انطلقت، اليوم السبت، في قصر النائب بـ”مجلس الشعب”، فاروق حمادة، حضرها وجهاء وقياديون من مختلف مناطق حوران.
وأوضحوا أن الأحداث بدأت عندما حاصر النظام المدينة بتهمة وجود عناصر من “هيئة تحرير الشام”، في حين ردت المجموعات المحلية بحصار عناصر النظام داخل المدينة لضمان عدم قصفها.
قيادي لمجموعة محلية بالمدينة قال إن وجهاء حوران سمحوا بسحب عناصر “الأمن العسكري” المحاصرين بالمركز الثقافي مقابل تعهد النظام بعدم قصف المدينة، أو إطلاق حملة أمنية تستهدفها.
وأضاف أنه في حال لم يلتزم النظام بهذا البند سيكون بمواجهة المجموعات العسكرية كافة، في المحافظة.
القياديون الثلاثة ذكروا أن جولة المفاوضات الأولى فشلت، صباح اليوم، بعد أن أصر النظام السوري على انسحاب عناصره المحاصرين قبل الشروع بأي تفاوض.
ونشر موقع “درعا 24” المحلي تسجيلًا مصورًا قال إنه من لحظة وصول رتل عسكري من “اللواء الثامن” إلى مدينة جاسم، من أجل الفصل بين الطرفين وللتوسط في الوصول لحل في المدينة.
يعتبر المركز الثقافي مقرًا للأمن العسكري داخل المدينة ويتمركز فيه عناصر أمنيون، إضافة إلى قوات الشرطة التي سبق وأخلت مقرها قبل يومين.
وحاول عناصر المركز الانسحاب مع بداية حصار المدينة، لكن الفصائل المحلية منعتهم من الخروج، لضمان عدم حصول تصعيد عسكري من جانب النظام تجاه المدينة.
وتسلم “الأمن العسكري” إدارة مدينة جاسم أمنيًا منذ نيسان 2022 خلفًا لقوات “أمن الدولة” التي فشلت في باقتحام مزرعة أدعت وجود عناصر من تنظيم “الدولة” فيها.
وأسفرت مواجهات نشبت حينها عن مقتل ستة عناصر للنظام وتدمير خمس آليات عسكرية.
لماذا يحاصر النظام جاسم؟
القياديون العسكريون الثلاثة في مدينة جاسم قالت لعنب بلدي إن النظام حاصر المدينة منذ أمس الجمعة، بحجة وجود مجموعة تتبع لـ”هيئة تحرير الشام” في المدينة ويحملهم مسؤولية الهجمات ضد عناصره.
وتعتبر “تحرير الشام” من أكبر فصائل المعارضة السورية، وتسيطر على معظم جغرافيا محافظة إدلب، وأجراء من حلب، وحماة، واللاذقية، شمال غربي سوريا.
ولم ينف القياديون العسكريون وجود مقاتلين من “تحرير الشام” في المدينة، مشيرة إلى أن هذه المجموعة غادرت المنطقة قبل أيام.
ولا يتجاوز عدد عناصر هذه المجموعة عشرة أشخاص، بحسب القياديين.
حصار النظام للمدينة بهذه الذريعة جاء بعد سلسلة من الإجراءات المماثلة التي فرضها على مدن وقرى من المحافظة بحجة وجود عناصر من تنظيم “الدولة” فيها، كانت تخلف مواجهات بين النظام والفصائل المحلية وتستمر لأيام.
ولقطع الطريق على النظام، أطلقت الفصائل المحلية خلال العام الماضي، عملية أمنية لاحقت خلالها عناصر وقياديين من تنظيم “الدولة” بمحافظة درعا، أفضت لمقتل العشرات منهم، ومن بينهم زعيم التنظيم “أبو الحسن القرشي الهاشمي“.
ليست الأولى
سبق أن أجرى النظام التحركات العسكرية نفسها بمحيط مدينة جاسم، تزامنًا مع رفع الفصائل المحلية لجاهزيتها العسكرية مع توقعها بشن النظام حملة أمنية في المنطقة.
وفي تشرين الأول 2022، دفعت قوات النظام بتعزيزات عسكرية حاصرت عبرها مدينة جاسم بحجة وجود خلايا من تنظيم “الدولة”، ولكن فصائل المدينة قطعت على النظام الطريق وشنت حملة أمنية استهدفت خلايا التنظيم.
وبحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من مصادر عسكرية حينها، فإن الحملة انتهت بمقتل 45 عنصرًا من التنظيم بينهم 15 قياديًا أبرزهم زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” الملقب بـ”أبو الحسن القرشي”.
وفي آذار 2022، شهدت مدينة جاسم شهدت، اشتباكات مسلحة بين مقاتلين محليين من أبناء المدينة وقوات من “أمن الدولة” حاولت اقتحام إحدى المزارع في المدينة.
المصدر: عنب بلدي
نظام طاغية الشام كسلطة أمر واقع تمارس إرهابها بحق شعبنا بمحافظة درعا “جاسم” لتكون مفاوضات لفك الحصار بين الفصائل المسيطرة وقوات النظام ، أصبحت سورية بكامل جغرافيتها تحت سلطة أمر واقع من كل الانتماءات ، هكذا أصبحت سورية بحكم الأسد .