نتنياهو يؤكد أنه ضمن رؤيته لمستقبل غزة بعد الحرب ومصر تحذر من التمادي في دفع السكان نحو حدودها
في ضربات غير مسبوقة، شنت طائرات إسرائيل غارات عنيفة على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، وعلى مدار اليومين الماضيين كثف الجيش من طلعات المقاتلات الحربية فوق السياج الفاصل بين المنطقتين، ونشر مسيرات الاستطلاع في سماء أقصى المنطقة الجنوبية لغزة.
تدمير الخط الأول
وعلى طول الحدود بين القطاع ومصر تنتشر من جهة المنطقة الفلسطينية مبان سكنية مشيدة جميعها على خط جغرافي واحد، وتسمى منازل الخط الأول، وتقع في مدينة رفح الفاصلة بين غزة وسيناء.
وفي الغارات الجوية الكبيرة التي شنها الجيش الإسرائيلي على حدود غزة ومصر، قصفت الطائرات المقاتلة منازل الخط الأول في مدينة رفح التي تبعد أمتاراً قليلة من الحدود مع سيناء، ودمرتها جميعها بشكل كامل.
ولم يقتصر القصف على ذلك، إذ شن الجيش هجوماً غير عادي على محور صلاح الدين “محور فيلادلفيا” ودمرت الغارات الطريق بشكل كامل وعشوائي، وأثرت الشظايا التي تتطاير بطريقة ما في السلك الحدودي بين غزة ومصر.
النازحون في رفح
وجاء هذا الهجوم غير المسبوق في وقت أجبرت فيه تل أبيب أغلب سكان قطاع غزة على تكرار تجربة النزوج الداخلي، إذ أمر الجيش الإسرائيلي النازحين الذين وصلوا إلى مدنية خان يونس جنوباً بإخلائها، والتوجه إلى محافظة رفح أقصى الجنوب بالقرب من سيناء.
وبسبب الضربات الجوية والتوغل البري نزح نحو مليون فرد للمنطقة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها 68 كيلومتراً مربعاً، وهي لا تتسع لأعداد النازحين إذ لا يتوفر فيها مبان سكنية، ونتيجة لذلك اضطر الهاربون من القصف إلى نصب خيامهم بالقرب من حدود مصر.
في أية حال، فإن المراقبين السياسيين يقرأون هذا الهجوم بأنه يشي بإمكان تهجير الفلسطينيين وتمهيد الطريق للنازحين بالفرار باتجاه منطقة العريش في سيناء، لكن الباحثين العسكريين لا يتوقعون ذلك، ويؤكدون أنه مجرد بداية لاجتياح مدينة رفح.
وجهات نظر متضاربة
من وجهة نظر إسرائيل فإن المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري يقول إنهم دمروا الأنفاق التحت أرضية بين مصر وقطاع غزة في “محور فيلادلفيا” التي قد تستخدمها حركة “حماس” لتهريب الأسرى أو قياداتها لوجهات ممكن أن تستقبلهم.
ويضيف هاغاري “تستخدم حركة (حماس) التي تبني أكثر من ألف نفق أسفل محور فيلادلفيا هذا الطريق لأغراض عسكرية وتهريب الأسلحة المتطورة، لذلك دمرنا طول الطريق الذي ينتهي في سيناء ويصل إلى قطاع غزة”.
ليست هذه وجهة نظر إسرائيل الوحيدة، إذ تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن الهجوم العسكري على “محور فيلادلفيا”، وقال إنه يأتي ضمن خطته لمستقبل غزة بعد الحرب التي يشنها على القطاع، وأكد أن نيته السيطرة على الطريق الفاصل بين غزة والحدود المصرية.
محور فيلادلفيا
وأثيرت قصة كبيرة حول “محور فيلادلفيا”، إذ إنه عبارة عن شريط أرضي ضيق يقع على طول الحدود بين غزة ومصر، ويمتد من البحر الأبيض المتوسط حتى معبر كرم أبو سالم التجاري الذي تسيطر عليه إسرائيل، ويبلغ طول الطريق 14.5 كيلومتر، وعرضه لا يتجاوز مئات الأمتار.
ويعد “محور فيلادلفيا” منطقة عازلة تضمنتها معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، وفي فترة سيطرة تل أبيب على غزة كانت حماية وحراسة هذا الطريق من مهمة الجيش، لكن عام 2005 عندما غادرت القوات والمواطنين الإسرائيليين قطاع غزة، اضطرت إلى الانسحاب أيضاً منه ومن معبر رفح، ونقلت مهمة الإشراف عليهما إلى السلطة الفلسطينية، مع وجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي.
وبما أن “محور فيلادلفيا” مرتبط بمصر، وقعت إسرائيل مع القاهرة بروتوكولاً سمي “اتفاق فيلادلفيا”، وينص على السماح بنشر 750 جندياً من حرس الحدود المصري على امتداد الحدود مع غزة لوقف عمليات التهريب وتدمير الأنفاق الموجودة بعد أن أصبحت المنطقة خاضعة للفلسطينيين.
وبقيت هذه الحال حتى سيطرت “حماس” على الحكم في غزة عام 2007، وتلقائياً انتقلت مهمة الإشراف على “محور فيلادلفيا” للحركة التي استغلته في عام 2013 في تنشيط الحركة التجارية، إذ عملت على تحسين البنية التحتية في الطريق وأصبح ممراً تجارياً تتدفق منه البضائع من مصر إلى القطاع.
استياء مصر و”حماس”
وأثار الهجوم على “محور فيلادلفيا” غضب حركة “حماس”، واعتبر القيادي فيها أسامة حمدان أن القصف القريب على أول نقطة بمحافظة رفح بمثابة إصرار إسرائيلي على تهجير الفلسطينيين، ويؤكد أن هذا المخطط مرفوض من كل الجهات لكن نتنياهو يحاول تطبيقه بطرق مختلفة.
وفي مصر اعتبر الهجوم على “محور فيلادلفيا” تجاوزاً للخطوط الحمراء، وعلق عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري على ذلك قائلاً “الجيش الإسرائيلي يزعم تدمير الأنفاق بين مصر وغزة، لكن هذا تطور خطر قد يدفع إلى انفجار الموقف بين القاهرة وتل أبيب، العدو يتمادى في مخططاته، ونسي أن مصر ترفض التهجير وأن حدودها خط أحمر”.
إعادة نشر قوات
ولم يقتصر الاعتداء الإسرائيلي على حد ذلك، إذ ذكرت القناة 12 العبرية أن السلطات في تل أبيب تبحث إمكان نشر عناصر أمن على الجانب المصري من معبر رفح، وذلك بدعوى التأكد من عدم وجود عناصر من حركة “حماس”.
من وجهة نظر المتخصص في الشأن الإسرائيلي مصطفى إبراهيم فإن الجيش الإسرائيلي لن يعيد احتلال المحور، لأن هذه الخطوة بحاجة إلى موافقة الولايات المتحدة التي تعارض وبشدة إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، أو البقاء فيه بعد انقضاء الحرب.
ويستبعد إبراهيم في الوقت نفسه أن يكون هدف قصفه له علاقة في تهجير الفلسطينيين، إذ هذا الأمر يعني الوقوف في وجه المجتمع الدولي الذي بدأ ينقلب ضد إسرائيل، ونتنياهو في الوقت الحالي غير جاهز لمحاربة الرأي العام العالمي.
المصدر: اندبندنت عربية
حملات التدمير والقصف الجوي من قبل الكيان الصhيوني للصف الأول من المباني الملاصقة للحدود المصرية مع القطاع مستخدمة القنابل الضخمة تحت زريعة تدمير الأنفاق تحت الأرض بين مصر وقطاع غزة في “محور فيلادلفيا” التي قد تستخدمها حركة “حماS” لتهريب الأسرى أو قياداتها لوجهات ممكن أن تستقبلهم، عذر أقبح من ذنب الكيان الصhيوني يمارس حرب الإبادة بحق شعبنا وبحماية أمريكية غربية .