لم يعهد هذا الجيل الجديد على مدار سنوات طويلة والذي تربى على قصص الأبطال الشجعان كسوبر مان وباتمان وعلى ابطال خارقين حقيقيين لأن كثير منهم ومن الشخصيات والرسومات المعروفة كانت كرتونية وبعيدة عن الواقع لكنها نالت شعبية جارفة في جميع أنحاء العالم و اشتهرت في قصص الأطفال والافلام الأمريكية التي خلدتها السينما الغربية الأوربية أيضا باسماء هذه الشخصيات العالقة في أذهان اجيال كثيرة وبقيت إلى الآن راسخة في مخيالهم بشجاعة أصحابها وقوتهم وصلابتهم بالدفاع عن حقهم .كسوبر مان مثلا الذي يدعى بالبطل الجبار بعدما بزغ نجمه في عام 1938 واشتهر بلقب الرجل الفولاذي عندما ظهر على صفحات العدد الأول من قصص الحركة المصورة (أكشن كومكس) بشهر يونيو من عام 1938 فقد أصبح الرجل الخارق (سوبرمان) تدريجياً ليصبح أشهر بطل خارق في العالم وغيرهم الكثير من الابطال والمحاربين المدافعين عن الحق والعدل .
لكن في الآونة الأخيرة بدأت تظهر شخصية جديدة على الساحة استحوذت بالفعل على ذهنية هذا الجيل اليوم وعلى عقليته المتوقدة الذكية السائرة والمتفاعلة مع التكنولوجيا الجديدة وتطور وسائل نقل المعلومة الحديثة ليتلقاها هذا الجيل بانبهار وشغف لمعرفة مكنون هذه الشخصية التي حلت عليهم بشكل مفاجىء متجاوزة كل الخطوط الحمراء متحدية كل العالم ماضية بعنفوانها وكبريائها وإصرارها على اقتلاع الاشرار ودحرهم والدفاع عن الحق المغتصب .
ولعل كثير من الصور والأدلة التي أظهرت هذا الجيل “العربي ” الجريء الطامح بتغيير واقع أمته إلى الأفضل تثبت بدون أدنى شك تأثير هذه الشخصية عليهم فالجلوس بالساعات أمام الشاشات ناظرين مترقبين مصغين لحركات ونظرات بطل جديد مقنع يتلو آيات من القرآن الكريم يتحدث بلغتهم العربية الفصحى يهدد ويتوعد اولئك الأشرار البرابرة و يدعو الاحرار لنصرته ودعم قضيته المحقة .
لقد رأى هذا الجيل بهذه الشخصية ما لم يراه في شخصيات أخرى بطلة كانت رمزا للقوة لكنها من نسج الخيال إلا أن بطلهم الحقيقي المقنع وشخصيته الاستثنائية لامست وجدانهم بحق ومشاعرهم وارداتهم في تغيير الواقع العربي التعيس عندما دخلت مكنونهم الجريء المليء بالتحدي والإصرار والعزيمة والثقة بأن لا شيء مستحيل ولأشيء صعب أو غير ممكن .
أسست هذه الشخصية مع ظهورها المتكرر جيلاً جديداً مغايراً فتحت مداركه وانارت بوصلته نحو هدفه وغايته الأساسية وقضيته الأولى ولو أن ” هذا الكلام لن يعجب البعض ” وبغض النظر عن طريقة تفكير هذه الشخصية أو الأيديولوجيا التي يتبع لها لكن يبقى هذا المقنع هو الخبر الاول والحدث الأهم لما له من تأثير حقيقي على الشارع العربي والجيل الذي لم يعد لديه سيرة أخرى إلا عن المقنع ماذا تحدث اليوم ؟؟!وماذا قال ؟؟هل ظهر اليوم أم لا ؟؟!! ولاشك أن شخصية المقنع اليوم أفرزت حالة مختلفة وواقعا متجددا يبحث عن خلاص الأمة من عثارها الابدي ويضيء شمعة في نفق مظلم شديد السواد ويؤكد أننا مازلنا على قيد الحياة .وان كان ظهور هذه الشخصية اليوم جاء متأخرا لكن بات ضرورة ملحة في زمن عز فيه الشجعان بلا شك وقل فيه أصحاب المواقف والافعال لا التصريحات والخطب .
المصدر: السوري اليوم
إنه جيل جديد يتربى ويعيش أحداث وشخصيات تتمثله ليست مرسومة كرتونية ولكن حية لها بصمات على الواقع ، إنها صور وأدلة ظهرت لهذا الجيل “العربي ” الجريء الطامح بتغيير واقع أمته إلى الأفضل تثبت بدون أدنى شك تأثيرها عليهم ، لقد أسست هذه الشخصيات بظهورها المتكرر جيلاً جديداً مغايراً فتحت مداركه وانارت بوصلته نحو أهدف وغايات أساسية لقضية أمته .