النظام العالمي يقتل الشعب السوري ؟ || هل يرفع الشعب السوري الراية البيضاء؟

أحمد العربي

بداية لن أسرد قصة الثورة السورية عبر سنواتها المتتابعة  .. من حراك شعبي واسع يطالب بإسقاط النظام وبناء الدولة الديمقراطية.. واسترداد الحقوق وعلى رأسها الحرية والكرامة والعدالة.. هذا الحراك الذي واجهه النظام بالعنف العاري. المؤدي عبر تراكمه وتطوره الى مئات سقوط مئات آلاف الشهداء. وملايين السوريين المشردين في الخارج وملايين المشردين في الداخل.. كل مواطن سوري له اصابة او مصيبة.. أكثر من نصف البنية التحتية في سوريا تدمر ونصف الشعب مشرد. والاقتصاد منهار ولقمة العيش صارت سراب.. والعالم مازال يتفرج على قتل الشعب السوري

لنؤكد هذا الادعاء نقول

اولا. منذ البداية لم يتورع النظام السوري عن استخدام الجيش  و الأمن لقمع وقتل الشعب السوري. وعدد عناصر هذه الاجهزة يصل لمليون انسان مع الشبيحة والمرتزقة و.. الخ.. كلهم تفرغوا لقتل الشعب السوري.. تحت دعوى الدفاع عن سوريا في مواجهة الإرهاب والقوى الخارجية.. ولم يترك النظام  طرفا دوليا او اقليميا الا واتهمه انه يساعد “الارهاب” قاصدا الثورة السورية ليغطي عملية القتل لشعبنا ورافضا مطالب الشعب بإسقاط الاستبداد وبناء الدولة الديمقراطية..

ثانيا. ومنذ بداية الحراك الشعبي كان حلفاء النظام الأساسيين روسيا والصين وإيران وعراق المحاصصة الطائفية وحزب الله وبعض الأنظمة العربية. تقبل رواية النظام لتفسير ما يحدث وتدعمه دوليا بمنع أي قرار ضده وتقدم له الإمداد من السلاح والعتاد والمال والرجال. أصبحوا كلهم شركاء في قتل الشعب السوري. سلاح الروس والصينيين والإيرانيين. مرتزقة حزب الله والعراقيين والايرانيين وغيرهم.. ممن جاء ليقتل بالمال أو بادعاء انهم يحمون المراقد لأهل البيت بخلفية طائفية شيعية كمرتزقة.؟!!.. الكل يغطي قتله ودعمه للنظام باكبر الادعاءات .. والنتيجة مزيد من قتل الشعب السوري

 ثالثا. عندما وجد شعبنا الثائر ان دوامة العنف تريد اعادته للاستبداد والقمع والعبودية بالعنف.. فوجد ان الحل ان يعامل النظام بالمثل ويبادله عنفا بعنف. واعتمد بداية على الإمكانيات الفردية وبعض الدعم المحدود. للحصول على السلاح الخفيف من السوق السوداء . ودخل دوامة العنف وصار القتل المتبادل أمرا عاديا.. ولان شعبنا لن يتراجع عن ثورته صار ينتظر ممن ادعى دوليا وإقليميا أنه مع شعبنا وحقه بالدولة الديمقراطية. أن يقدم دعما يساعد بإنهاء الاستبداد باسرع وقت و بأقل الخسائر على شعبنا وبلادنا.. لكن.؟

رابعا. كانت المساعدات العسكرية التي قدمت لثورتنا وعبر السنوات الماضية. محكومة انها مساعدات محدودة جدا وغير نوعية. بحيث تجعل الصراع مستمرا مع عجز عن إسقاط النظام. وتمنع بالمقابل هزيمة الثورة ولو الى حين.. فلا سلاح مضاد للدروع او مضاد للطائرات يمنع تفوق النظام وقدرته الدائمة على تدمير البلد وقتل أهلنا المدنيين من شيوخ وأطفال ونساء.. أن شهداءنا من المدنيين يفوقون كثيرا شهدائنا من الثوار.. كل يوم هناك طيران يقصف براميل وحاويات متفجرة تلقى . وكل يوم مجازر جديدة تغطي على سابقتها أصبح قتلنا عاديا والمجازر تتناسل

خامسا. كل ذلك يحصل والنظام المجرم مغطى دوليا وإقليميا. بحيث لا يذكر إلا عابرا.. وإن ذكر فمن باب رفع العتب. دون أن يعني اي إجراء رادع أو مواجهة القتل اليومي المسلط على الشعب السوري.. شعبنا يقتل والصمت الدولي يغري النظام بالاستمرار بقتله لنا.. والحصار يميت شعبنا بالجوع والمرض والعراء .. وكذلك المشردين داخليا وخارجيا .. هناك تعامل لا إنساني معهم.. فلا حل لمشكلة إيصال الغذاء للمحاصرين.. ولا تنفيذ لوعود الداعمين لاهلنا المشردين . بحيث اصبح هناك ستين بالمئة منهم دون اي دعم . يعني ملايين تحت ظروف الموت والجوع والضياع

.نعم هذا هو العالم الذي يقتل الشعب السوري

سادسا. النظام المجرم يريد اعادتنا عبيدا في مزرعة الاستبداد في دولته المدعاة .. ويقتلنا ان لم نمتثل.. وداعمي ثورتنا يعطونا العتاد يوما و يحجمون أكثر الأيام . يرعون تشتت ثوارنا و تشرذمهم.. يجففون دعمهم. حتى تشكل بيئة حاضنة لداعش وأخواتها. التي امتهنت القتل وسيلة لتنفيذ (جهادها)؟!!.. أولادنا يموتون مرتين . مرة بيد داعش ومرة اولادنا الذين التحقوا بداعش عندما لم يجدوا غيرها . وصاروا قتلى في معركة العبث التي يقودها النظام العالمي بدمنا وعلى أرضنا.. ويحول الصراع من صراع بين شعب ومستبد الى الحرب ضد الإرهاب

.نعم النظام العالمي يقتلنا

سابعا. النظام العالمي الذي لم يعترف للأن بأنه يقود أكبر عمل ظالم في التاريخ بحق شعوب العالم الثالث وخاصة منطقتنا العربية. من خلال دعم (اسرائيل) المطلق ضد حقوق الشعب الفلسطيني. أو الاعتداء والتغول على البلدان العربية الاخرى. أو بدعم الانظمة المستبدة التي تستغل وتستعبد الشعوب العربية.. وكل ذلك للحفاظ على مكاسب اقتصادية واستراتيجية .. في سياق تحالفات الدول العظمى او صراعها.. هذا الصمت العلني عن القتل والاستبداد وتغول (اسرائيل). اثمر ردود فعل عنيفة ضد هذه الدول او حتى كل العالم . واعتبر هذا الرد إرهابا.. وقامت حروب ضده: احتلت أفغانستان ثم العراق وها هي حرب جديدة على السوريين والعراقيين بحجة مواجهة الإرهاب .بالتوافق والعمل سويا مع النظام العراقي والسوري.. وللان لم يلتفت النظام العالمي لحق شعوبنا بالحرية والعدل والدولة الديمقراطية..وإلغاء أسباب الظلم الذي أدى لرد عنفي سمي ارهاب  لذلك

كل اعدائنا يتوافقون على قتلنا بإسم الإرهاب.. روسيا وإيران وأوروبا وأمريكا وبعض الدول العربية..

ثامنا. النظام العالمي الآن يعيد توصيف قضايانا بأنها صراع مع الإرهاب .. صمت عن طائفية واستبداد النظام العراقي.. ويحاول إعادة تأهيل النظام السوري . ويعمل لتثبيت حالة الصراع على الارض واستمرارها.. بين ثوار في مواجهة النظام.. وداعش في مواجهة الكل.. والنظام الاستبدادي عبر قتل الكل واولهم الشعب السوري. وكذلك حالة النظام العراقي.. عبر قتل الشعب العراقي والاستبداد به بحجة قتل الارهابيين.. والتحالف الدولي يدعم الكل لاستمرار القتل ويستعمل طائراته لقتل الشعبين السوري والعراقي وتدمير البنية التحتية للبلدين تحت دعوى محاربة الإرهاب

.إن النظام العالمي يرعى حملة القتل علينا ويمارسها بيده ايضا…

تاسعا. واذا اردنا ان نوسع دائرة البحث لتطال بلاد العرب وربيعها الذي حوّل بإرادة دولية واقليمية الى شتاء دم على الشعوب العربية

. فها هي مصر تقاد لتكون موقع صراع اهلي عبر تغول الاستبداد العائد والمتوحش والقاتل للشعب المصري باسم محاربة الإرهاب.. الرئيس مبارك قتل الشعب واستعبده وسلّمه لاعدائه لاستغلاله عبر عشرات السنين يبرأ امام القضاء هو وأولاده وعصبته . ويترك لعدالة الله..؟!!. وشعب يرد على قتلته في رابعة وميادين اخرى يحاكم ويحكم بالاعدام بالمئات.. الشعب يقتل في الشارع وفي التظاهر.. ملايين من الناس يعتبرون إرهابيين.. يعني تحت القتل أو الاعتقال دون أي رادع

.ما ارخصنا؟

.في اليمن دخلنا دوامة الحرب الاهلية برعاية قوى دولية وإقليمية.. القاعدة والحوثيين وقوى الثورة اليمنية.. الكل يمد بالسلاح والدعم السياسي لاستمرار القتل وإسقاط الدولة ايضا

.في ليبيا قوى دولية وإقليمية ترعى صراع عبثي لكنه قاتل للبشر ولمستقبل التعايش وحقوق الناس.. ودمنا المهدور حاضر بكل الاحوال

.اخيرا.. ليست بكائية هذه الوقفة. انها محاولة لتبين حقيقة ما يُعمل ضدنا وبيدنا باغلب الاحيان.. ووعينا للحالة يعني تبين مواقع وقوفنا وتحديد مطالبنا وان لا نكون مجرد أدوات قتل واضح أو مقنّع لشعبنا

.ثورتنا للحرية والكرامة والعدالة والدولة الديمقراطية.. قامت في مواجهة النظام الاستبدادي الدموي.. وكل من كان مثله سواء من قوى إرهابية تهدر الدم السوري. أو قوى دولية او اقليمية تدعم النظام او تدعي انها ضد الارهاب.. جبهة الاعداء تتسع والشعب مازال يدفع الثمن.. يريدون أن نرفع الراية البيضاء ونستسلم للاستبداد و الطائفية والحرب الأهلية والفناء

.اخلاصا للشهداء مستمرون في ثورتنا واسترداد حقوق الشعب المغتصبة وانتصارا لإنسانيتنا

وحقنا بالحرية والكرامة والعدالة والدولة الديمقراطية.

4.12.2014

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بعد أكثر من 12 عاماً على الثورة السورية وسقوط مئات آلاف الشهداء. وملايين السوريين المشردين في الخارج وملايين النازحين بالداخل وأكثر من نصف البنية التحتية مدمرة والاقتصاد منهار ولقمة العيش صارت سراب والعالم مازال يتفرج على استمرار قتل شعبنا ليكون شريك القاتل ، قراءة وتحليل دقيق منذ أكثر من 9أعوام والمجزرة مستمرة .

زر الذهاب إلى الأعلى