” الدولة الاسلامية في العراق والشام” – ||  داعش… تحت الضوء…

أحمد العربي

. داعش الوجود والمسار..

.الدور الغربي قبل والآن.؟!.

.دور النظام السوري.. قبل والآن..

.دور عراق السلطة الطائفية..

.دور ايران واحتضانها (لعدو امريكا).؟!.

.الاستثمار لداعش من كل الأطراف .؟!.

.الوحش الذي أطلقوه في سوريا والعراق و…

.الذي يجب أن يحاربوه..؟!.

.إعادة تأهيل النظام السوري المستبد..

.لن يتمكنوا…

اولا .ليس غريبا أن ينصب الاهتمام على داعش وما تفعله وتحويلها لتكون مغطية للصورة في مشهد الحالة السورية والعراقية. فلم يعد هناك ثورة شعب سوري وعراقي من أجل الحرية والكرامة والعدالة والدولة الديمقراطية في مواجهة نظاميين استبدادييّن. حشدا كل امكانياتهما لقتل الشعبين السوري والعراقي وتدمير البلدين وتشريد الشعبين .. النظامان يحظيان بالتغطية من الغرب والشرق بالمباشر بالعلن والسر.. وبترك الحالة على الأرض تتفاعل لتصل لما وصلت إليه..

 قتل صحفي أمريكي وتشريد مئات اليزيديين وقبلهم المسيحيين . والوصول لحدود المناطق العراقية الكردية .خطوط حمر استنفر العالم لأجله.. اما الشعب السوري الذي فقد أكثر مئات الاف الشهداء وأكثر من ذلك مصابين ومعاقين ومعتقلين. وشرد الى الخارج حوالي خمسة ملايين ونصف المليون انسان ، ونزح بالداخل أكثر من سبعة ملايين إنسان. وتدمير أكثر من نصف سوريا .. ومثل ذلك في العراق.. وعبر أكثر من ثلاث سنوات ونصف . والنظام العالمي لم يتحرك الا عندما خاف من استعمال الكيماوي على حليفته (اسرائيل) .وعمل على نزعه ونزعه..

ثانيا. النظام العالمي مع (اسرائيل) .والانظمة المستبدة التابعة .إعادة توصيف الربيعين السوري والعراقي على انهما صراع اهلي أحد وجوهه النظام السوري . والوجه الآخر الارهاب داعش والنصرة. وأما الثورة السورية وجيشها الحر وائتلافه فقد استخدمت لتكون مجرد حضور قاصر ومتخلف وممنوع من القوة والفاعلية والتوحد. ثم ادينت تعبيرات الثورة وتم إخراجها من معادلة الصراع.. وتم العمل على إعادة إنتاج النظام نفسه في سوريا كذلك العراق ايضا ولو بتغيير بالواجهه قليلا.. رحل المالكي وجاء العبادي .كما رحل مبارك وجاء السيسي وكما حصل في اليمن.. والان يفكرون كيف يعيدون إنتاج النظام السوري واستمرار منظومة الاستبداد العربي. ومنع الديمقراطية من أن تستنبت في بلادنا بما يعني من حرية وعدالة و علاقة ندية مع كل العالم وإعادة تدوير واستثمار الإمكانيات الاقتصادية العربية لتخدم الإنسان العربي وحياته الافضل.. نعترف أن الثلاثي المؤلف من النظام العالمي و(اسرائيل) والأنظمة المستبدة التابعة .إعادت امتلاك مبادرة التصرف على الأرض العربية في مواجهة ربيعنا العربي..ولكن إلى حين..؟!!

ثالثا . لم تكن القاعدة وقبلها كل الاعمال العنفية في تاريخنا المعاصر .سواء في مواجهة المستعمر او الانظمة مستنبتة من فراغ . بل من فعل الظلم الذي اشترك به الغرب والأنظمة المستبدة التابعة و(اسرائيل) .الذين كانوا نموذج للاحتلال والظلم والقهر الاجتماعي وغياب للحرية والعدالة.. وهذا كان مبررا لحصول العنف واستمراره . وهو أحد أوجهه دفاع عن حقوق وطلب لحقوق. فنحن مثلا امام ازمة تشريد الشعب الفلسطيني وحقه بالثورة والعودة ومعركته مستمرة منذ عشرات السنين.. وطبعا موصومة بالارهاب.. ولم يكن غريبا ان يكون الاسلام احد المنابع العقائديه لدعم استرداد الحقوق ومبررا لمشروعية العنف في مواجهة هؤلاء الاعداء. ولم يغب عنا ان قمع الانظمة او استخدام النظام العالمي للعقيدة الإسلامية والشباب المسلم في أفغانستان زاد من الحالة ووسعها واعطاها بعدها الدولي .وكان لاحتلال العراق مبررا لعودة القاعدة للعراق : وجودها وتطورها واضمحلالها.. وإعادة إنتاجها مجددا في العراق وسوريا . بالمختصر القاعدة ومولودها داعش هي نبت زرعه فعل الانظمة الاستبدادية ومظلوميتها المدعومة من الغرب ومصلحته والتي تخدم (اسرائيل ) بالمباشر..

رابعا. عندما بدأ الربيع السوري .كانت القاعدة في العراق مضمحلة فاقدة الشرعية الشعبية. وتعمل بطريقة القتل الاعمى ولم يكن لها في سوريا أي حضور.. وعندما أخذ النظام السوري قراره بقتل الشعب السوري ورفض حقه بالديمقراطية .ولجوئه للعنف العاري كان رد الشعب السوري عنفا مقابل. وعمل النظام على إخراج المساجين والمعتقلين عنده المنتمين الى القاعدة وأفكارها وبعضهم مخترق أمنيا. وتوازى هذا مع عمل مماثل من حكومة المالكي. والتي رفضت رد مظلومية اهلنا بالعراق. وأخرج سجناء القاعدة من سجن ابو غريب واضطهد الحراك السلمي العراقي مما حول ثورة العراق للعمل المسلح.. وأعطى المناخ المناسب لوجود ونمو القاعدة . وخاصة أن المانحين للثورة السورية قد قصروا في دعمها. بحيث لم تستطع أن تكسب الصراع مع النظام .لإرادة دولية بجعل الصراع يستمر ويأخذ صفة الحرب الأهلية بدلا من ثورة للحرية والعدالة والديمقراطية..

 لتبدأ القاعدة بالحضور والنمو والتغول على ثوار الجيش الحر. ونعلم بالوقائع والأرقام كيف تُرك الجيش الحر للتشظي والاضمحلال والتحول عبر رفع الدعم أو شراء الولاءات أو الإفساد.. مما ضخم القاعدة على حساب ثوار الجيش الحر ومن ابنائنا ايضا حيث المال والسلاح اللازم لاستمرار الصراع…

خامسا. لم يكن غريبا أن يصل توصيف الغرب لما يحصل في سوريا والعراق مع النظامين الاستبداديين في سوريا والعراق لذات التوصيف اننا امام حرب اهلية وان هناك ارهاب دولي يجب محاربته محددا بالقاعدة (داعش والنصرة). وتم السكوت عن حضور إيران التي احتضنت القاعدة بعد أفغانستان وأعادت تفعيلها، ودعمها للميليشيات الشيعية العراقية لتتحول وتكون السلطة الحقيقية مع تهميش للمكون السني الذي وصم اغلب شبابه بأنهم داعش وتم استهداف حياتهم.

كذلك فعلت ايران حيث دعمت النظام السوري المستبد الطائفي بكل شيء. مع إدخال حزب الله والمرتزقة الطائفيين لنصرة النظامين في سوريا والعراق. وتصرفاتهم التي فاقت في وحشيتها ما فعلته داعش وعبر سنوات. وتم اعادة تأهيل النظام العراقي بازاحة المالكي في العراق .دون اي تعديل في المظلومية التي تحركت ضد النظام العراقي .والعمل لضرب ثورة العراق على انهم داعش. حيث استخدمت وحشيتها العلنية للتجييش ضدها وضد الثورة العراقية ايضا… ادى هذا الى اعادة انتاج النظام العراقي المستبد..دون اي تغير ابدا في حقيقة الحكم العراقي. ولتستمر مشكلة المظلومية المجتمعية والسياسية وندخل في دورة عنف يستمر ..ويعاد إنتاجه دوما..

سادسا. في سوريا الوضع أكثر تعقيدا. فقد قطع الغرب وامريكا مع النظام السوري. (هكذا كان ظاهرا)، ولا يعرف كيف سيعيد إنتاج العلاقة معه سواء لضرورة مواجهة داعش كما يدعون او لاجراء تحولات ديمقراطية في سورية حسب جنيف1. كما يعلنون (هكذا كنا نحلم).. وان تضخيم صورة داعش والنصرة واخفاء فعل النظام وراء ما تفعله داعش و(هو مدان انسانيا بكل المعايير)..لكن النظام السوري وعبر سنوات الثورة الاولى .لم يتوقف عن القتل والذبح والتدمير والتشريد والقصف والاعتقال .والحصار والتجويع . والموثق دوليا بمئات الآلاف بين شهيد ومعتقل ومصاب ومشوه..

نعم تم سحب البساط عن المعارضة السياسية ممثلة بالائتلاف (مع اعترافنا بكل نواقصه). بدء من عدم حضور أي شأن يخص سوريا اقليميا ودوليا. وعدم الدعم بالمال والسلاح لثورتنا . واشتراط الدعم لمواجهة داعش فقط.. والحراك في كل عواصم العالم برعاية اوروبية او روسية او ايرانية. لإعادة إنتاج النظام بمن يقبل للحضور بالواجهة. ولو كومبارس في مسرحية نفاق سياسي بالدم السوري . وإعادة تكتل النظام الإقليمي العربي الذي التأم أخيرا في الرياض لإطلاق مبادرة حل .او لنقل تعويم النظام مجددا . وذلك برعاية مصرية بنظامها المستبد العسكري العائد بالعنف العاري ضد الشعب المصري . والذي ابتدأ دوره بالقول انه ليس مع النظام ولا المعارضة في سوريا.؟!!. وهذا بالنسبة لنا يعني أن الوسيط يقف مع النظام ضد الشعب وهذا تراجع عن موقف النظام الإقليمي العربي ممثلا بالجامعة العربية التي اعترفت بالائتلاف ممثلا وحيدا للشعب السوري واعطته مقعد سوريا في الجامعة…

سابعا.ان حديثنا عن النظام العالمي والانظمة المستبدة التابعة و(اسرائيل).وتحالفهم لتحويل ثوراتنا للصراع مع داعش مع إعادة إنتاج نظامي الاستبداد في العراق وسوريا.. لا يلغي موقفنا المبدئي من داعش كحركة لا تعود للناس ولا تعبر عنهم. وتسبيحهم مثل النظام السوري وتحكم عليهم وفق خلفيات فكرية مختلفة غير صحيحة وضد الإسلام وضد الإنسانية. ونحن نعتبر داعش وجها آخر للنظام و احد منتجات فعله القمعي والأمني . وان النظام المستبد وداعش وجهي عملة واحدة وثورتنا تستهدفهما معا منتصرة لشعبنا ولحقه بالدولة الديمقراطية..

اخيرا.ان محاولة النظام الدولي والأنظمة الاستبدادية و(اسرائيل). الخارجة من هزيمتها الاستراتيجية في غزة عام ٢٠١٤م. (ما أقرب البارحة باليوم، طوفان الأقصى والمقاومة في غزة ٢٠٢٣م)  ان تعوّم الصراع على داعش كارهاب وتتحالف مع النظام العراقي ضد ثورة العراق .على أنها تحارب داعش هناك. والصمت عن النظام السوري بالتركيز على محاربة داعش في سوريا هي محاولة دولية لقتل الثورة السورية . والدفع لحل توافقي مع النظام يدفن مع شهدائنا ومعتقلينا وجرحانا ومستقبل أولادنا اي امل بالحرية والكرامة والعدالة والدولة الديمقراطية. مبقية على النظام وآلته العسكرية والأمنية مع امتصاص خيرات سوريا و مستعبدة لما تبقى من شعبها.. حفاظا على مصلحة النظام العالمي و(اسرائيل) والأنظمة الاستبدادية التابعة..

.ان الشعب السوري صاحب المصلحة بالثورة .هو وثواره مستمر بالتحرك لمواجهة هذا التحالف الدولي ضد شعبنا وثورته..

واننا لمنتصرون..

عاش الشعب العراقي العظيم وثورته..

.عاش الشعب السوري العظيم وثورته..

9.9.2014.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. توصيف وتحليل واقعي لطبيعة تنظيم “داعش” كإحدى مخرجات تنظيم القاعدة المتطرف العابر للحدود والذي يمثل تنظيم أممي ليحقق أجندات لا وطنية ولا ثورية ولكن أجندة أيديولوجية متطرفة تم ربطها بالإسلام من خلال اجتهادات خاصة لمتطرفين .

زر الذهاب إلى الأعلى