الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة : المطلوب منه

أحمد العربي

1- الإقرار بأن الائتلاف بيت السوريين ويعبر عنهم جميعا في الثورة السورية ومطلبها الأدنى إسقاط النظام ومحاسبته وبناء الدولة الديمقراطية .

2- الإقرار بأن الائتلاف مفتوح لكل الفعاليات والقوى والأفراد ذوي الشخصيات الاعتبارية، وأصحاب الكفاءات “حسب المستجدات ” ويجب أن يكون الائتلاف غير محتكر على مجموعة بذاتها ومحدود بعدد محدد من الأفراد ، ويكون ذلك التوسع بضوابط : الفاعلية والتمثيل على الأرض .

3- الإقرار بأن الائتلاف وما يتمخض عنه من هيئة مفاوضات أو سلطات على الجزء المحرر من سورية هو الواجهة السياسية للثورة السورية، وهو المعبر عنها من خلال تكامل الداخل والخارج، والعمل المنسق بين الجناحين السياسي والعسكري وأن الجناح العسكري تابعا للسياسي , وينفذ على الأرض الخطط المقررة بشكل مشترك وباعتماد متبادل ” السياسي يخدم العسكري والعسكري يخدم السياسي “.

4- الإقرار بأن الائتلاف يضم قوسا من القوى السياسية المتنوعة من الإسلاميين والقوميين واليساريين والليبراليين .. الخ  , و العشائر وقوى المجتمع المدني والثوار الناشطين من العسكريين والتنسيقيات والشخصيات الاعتبارية مع ممثلي مكونات البنى الوطنية السورية , وهو بتنوعه هذا يحقق أعلى درجة تمثيل شعبي وجماهيري.
أما موقفه السياسي فيجب أن يعبر عن المصلحة الوطنية العامة , فلا شللية ولا إقصاء ولا تمحور وكل ذلك إن حصل يصب في خانة الضرر في الثورة ويخدم أعداءها.

5- استكمالا للبند السابق التأكيد على أن الائتلاف منبر متنوع بالخلفيات العقائدية لمكوناته , اجتمع على هدف وطني محدد , ويقرر عدم الاعتداد  بهذه الخلفيات العقائدية في هذه المرحلة (علماني , إسلامي، قومي، يساري ) وأي إصرار على ذلك يعتبر بمثابة وضع العصي في العجلة ويعطل الثورة ويضرها.
المهم إقرار كل المكونات  بالوطنية السورية الجامعة والطريق الديمقراطي للعمل والممارسة داخل الائتلاف وداخل سوريا المستقبل .

6-  على الائتلاف أن يتجاوز كل عيوبه سواء الواقعية أو المتصورة عنه , وذلك من خلال أعلى درجات الشفافية والعلنية وأن يستخدم وسائل الإعلام , وأن يكون له منبراً إعلامياً دائم الانعقاد لمتابعة كل مستجد يتعلق بالثورة ومتطلباتها , سواء على مستوى الداخل والحراك العسكري والمدني أو الخارج والتفاعل مع القوى الفاعلة في الحالة السورية من أصدقاء أو أعداء , وأن يصدر رأيا جامعا موجها للشعب ينور الحالة ويحدد المهام , ويطرح الوسائل والأساليب , ويضع الناس في دائرة المعرفة لما يجري ولما يجب أن يجري , لأن الحالة القائمة فيها من التجهيل الكثير , والذي يستخدمه العدو وبعض الأصدقاء عن وعي ” لمصالح ضيقة ذاتية ” وبعضهم عن جهل  “لأن الجهل عدو أعمى يستخدم ضد الثورة “

7- على الائتلاف أن يفعّل مفهوم المؤسسات في كل أعماله , وأن توزع المهام في العمل العسكري و السياسي والتعامل مع القوى الإقليمية والدولية والداخل السوري وكذلك الإغاثة والإعلام الخ… وأن يحدد مهامها وأولوياتها وخططها , ومن ثم متابعة التنفيذ , والمراجعة والمحاسبة على النتائج , والعمل والتطوير الدائم .

8- على الائتلاف الاستفادة من كل الإمكانيات لشعبنا وخاصة النوعية والاختصاصية الممتدة على أركان الأرض (إعلامي وإغاثي ودعم مادي)  وخلق بنك معلومات حول ذلك , في مركز متابعة معين يدرس الحالات ويحدد المهام ويتفاعل مع كل الأطراف لأجل مصلحة الثورة والشعب وعلى كل المستويات.

9- على الائتلاف أن يحدد بشفافية درجة تفاعل وفاعلية القوة الصديقة والمانحة , ومدى مساعدتها للثورة و تأثيرها على القرار المستقل للائتلاف , بصفته يمثل الشعب السوري , ومعرفة الولاءات , ومدى تأثير ذلك على تشتيت العمل أوتوحيده , وبكل الأحوال يجب الاعتماد على قاعدة : ” الاستفادة من كل المساعدات وفق أجندة الثورة وأن تصب كلها ( مادية وعسكرية ) في مركز واحد يعاد توزيعه بشكل عادل وحسب الحاجة في كل مجالات الثورة وميادينها ” يجب العمل لتحقيق ذلك.

10- على الائتلاف أن يعمل على توحيد السياسي والعسكري كعمل جبهوي ,  وتحويله لهيكلية واحدة (كبنية) في الميدان , عسكريا وإغاثياً وإعلاميا وبالعلاقة مع كل الأطراف , ويعتبر هذا المطلب مقدمة لنجاح الثورة و بواجهتها الائتلاف , و للتقدم للأهداف , والانتصار في الميدان .

11- على الائتلاف – من خلال حل مشكلة التوحيد سياسيا – أن يلغي هامش الاختلاف والصراع والإساءة الضارة في كل الأحوال في الثورة , وأن التوحيد العسكري ووحدة الدعم من المانحين والتمثيل والقيادة , سيلغي هامش الاختلاف , والتصرفات الفردية , وسيجفف منابع الخارجين عن الهدف الوطني الديمقراطي بأجنداتهم الخاصة (ك النصرة ودولة العراق والشام ) , وأهم منبع لهم هو الشعب وشبابه الذي سيكتشف أخطاءهم وسيجد بالجيش الحر المظلة الوطنية لهم , وسيقدم الجيش الحر للشباب الرؤية السياسية والدعم المادي والعسكري ولن يبقى مبرر للإلتحاق بجبهة النصرة أو دولة العراق والشام، كما حصل في الماضي .

12-  وبنفس المنطق على الائتلاف أن يرعى حوارا بين القوى  السياسية والعسكرية مع النصرة , للتوافق على أولوية الصراع مع النظام الآن , وترك سوريا المستقبل للشعب السوري وخياراته (وأن يتم التوصل إلى ميثاق شرف ملزم للأطراف بالتطبيق بأولوية الصراع مع النظام وتحييد المدنيين وتنفيذ الخطط المشتركة) , وأن لا نلجأ للمواجهة والعنف إلا عند الضرورة القصوى  وبعد دراسة الحالة وبشكل إفرادي , وأن يكون هناك مرجعية ضامنة للاتفاق ورادعة للخارج عنه .

13- على الائتلاف أن يدرك أن امتحانه الحقيقي هو المناطق المحررة وإدارتها على كل المستويات وإعطاء هذه المناطق الأهمية الكاملة , من جانب إغاثي وإداري وقضائي وأمني وان يجد الشعب هناك أن ثورته قد تحققت أمامه  حرية وكرامة وعدالة وفرص حياة .

14- على المستوى السياسي ندرك مع الائتلاف أن كل الأطراف الدولية والإقليمية تعمل لأجنداتها الخاصة ، والتي تحاول تسويق نفسها عبر الثورة ومن خلال الائتلاف من خلال ما يلي :

أ- هناك من يحاول أن يعيد انتاج النظام بوجوه جديدة , وكثيرون مطروحون لذلك , وهذا خط احمر للثورة , ويجب أن يكون للائتلاف أيضا .
ب- هناك بعض الأطراف تحاول شراء مواقف ملزمة للشعب – فوق الطاولة وتحتها – كمواقف اتجاه اسرائيل ووعود كثيرة وإننا نقف عند مقولة ( أن لسوريا أرض محتلة من إسرائيل والشعب السوري بدولته الديمقراطية القادمة سيقرر كيف يسترد هذا الحق المعترف به بقرارات دولية وأن ما نحصله بالسلم لسنا مضطرين لتحصيله بالحرب) ولا بيع لأي موقف مجاني .
ج- هناك محاولة لخلق شرخ وطني من خلال مقولة ( علماني – إسلامي ) وإخراج الأطراف من عباءة الوطنية أو التكفير , والاتهام بالإرهاب  كمقدمة للصراع  الأهلي على حساب الثورة وفي المجتمع , علينا عدم الوقوع في هذا المأزق , فالشعب السوري بقواه الحية متوافق على الخيار الوطني الديمقراطي لسوريا منذ أكثر من ثلاثين عاما , بدء من الإخوان وحتى الشيوعيين والقوميين والناصريين وغيرهم .
د- هناك عمل على مقولة أن الشعب السوري عدو للنظام وعدو للإرهاب , وبالتالي فهناك من يفكر أن يحرف ثورتنا للصراع بين مكونات الثورة تحت دعوى محاربة الإرهاب وننحرف عن هدفنا الأصلي وندخل في مقدمة حرب أهلية “الأولوية لإسقاط النظام وسوريا المستقبل تقرر ما تريد”.
ه- هناك من يعمل على إعادة تقسيم الشعب السوري إلى مكوناته (الما قبل وطنيه) من طائفية واثنية ودينية , والعمل على فكرة المحاصصة العددية , وتمثيل الأقليات والمناطق , وهي مقدمة لفكرة الديمقراطية التوافقية بين مكونات متمايزة ومتباعدة ولها أجندتها الخاصة , على طريقة العراق ولبنان وهذه تعني تفتيت سوريا عمليا , وزرع أرضية الديمقراطية المعوقة والصراعية , لا تبني مستقبل ” لننظر للبنان والعراق” والحل عندنا هو الإقرار بسوريا واحدة وطنا وكل سوري مواطنا وللكل في دولتهم الديمقراطية آراء , لكيفية بناء الدولة , عبر تمثيلهم السياسي وفعلهم يحقق ما يريد , وكل الاقتراحات والمطالب داخل هذا الضامن الوطني  قابلة للنقاش (كحكم ذاتي أو إدارة لامركزية الخ….) .

وبذلك نمنع اي امكانية لخلق كيان انفصالي كردي في جزء من سوريا سواء كان تحت راية حزب العمال الكردستاني الـ ب ك ك  وممثل بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ال ب ي د أو نموذج روج آفا غرب كردستان. أو محاولة المجلس الوطني الكردي الذي يحاول تسويق ذاته كممثل للأكراد في سوريا ضمن أجندة تؤدي لتقسيم سوريا واقعيا…

15- العمل مع الأطراف الفاعلة إقليميا ودوليا , و بتفعيل العمل في الميدان وسياسيا , لدفع الأطراف لحل المشكلة السورية , وليس تحريكها كما يحصل الآن .

١٦ – حصلت تطورات كثيرة في السنوات السابقة في سوريا، أدت الى تقسيم عملي لسوريا بعضها الشمال الشرقي لسوريا وشرق الفرات تحت سلطة ال ب ك ك بحماية أمريكية. وبعضها تحت حكم النظام الذي جعل سوريا رهينة المستعمر الايراني والروسي والميليشيات الطائفية حزب الله اللبناني وغيره.

وبقيت ادلب والشمال السوري محررين بعضها تحت سلطة هيئة تحرير الشام “النصرة” وبعضها سلطة الثوار والجيش الحر مع ممثلين عن الائتلاف برعاية تركية. أخيراً النصر قرار وفعل سوري , نحن المسؤولون عنه , وسنحققه بعون الله تعالى…

4/9/2018

7
0

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. قراءة ورؤية لـ “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” حول هيكليته والادعاء بطبيعة ومهام تشكيله ، ومن ثم يطلب من هذا الجسم أن يحقق هذه المطالب ، للأسف أثبت هذا الجسم وكافة مخرجاته من الحكومة المؤقتة و… بأنه لا يمثل شعبنا وثورتنا ، وأصبح سلطة أمر واقع ينفذ أجندة الممول الذي يدفع رواتبه .

  2. ويبقى شرط واحد وهام لإصلاح الائتلاف ألا وهو تحديد مدة العضوية للسابقين واللاحقين وهذا أساسي جدا وإلا لن يتحقق شيء في عملية الإصلاح

    ولكم مودتي

    صالح فاضل تركمان

زر الذهاب إلى الأعلى