لايمكن الجزم في الوقت الراهن بالكيفية التي ستنتهي إليها حرب اسرا ئ يل على غزة , لكن اسرا ئ يل لاتستطيع الإفلات من الإرادة الأمريكية سوى ضمن هامش ضيق , وواشنطن لاتريد – على الغالب – توسيع الصراع , ولا تفجير المنطقة , وربما علينا أن نأخذ تصريحات بلينكن حول الخطوط الحمر في معركة غزة مأخذ الجد , لا لشيء سوى لأنها تتسق مع الضرورات التي تمليها التحديات الاستراتيجية التي تواجه الولايات المتحدة مع روسيا والصين خصوصا , وانشغالها بحرب أوكرانيا , ووضع الاقتصاد العالمي الذي لايحتمل هزات كبرى بعد الأزمات التي تركها انتشار وباء كورونا ثم حرب اوكرانيا , وإذا ما صدقنا بلينكن فإن الخطوط الحمر للحرب على غزة لاتسمح باحتلال اسرائيل وتهجير سكان غزة ثم ضمها كما فعلت مع الجولان والقدس الشرقية وما تنوي فعله مع الضفة الغربية , لكنها تتسامح مع القضاء على سيطرة حماس على غزة وتسليم حكمها لمحمود عباس وجماعته الذين أظهروا استعدادهم التام لتلك الوظيفة حالما يتم القضاء على القوة العسكرية لحماس .
ومثل ذلك التصور لمستقبل غزة يبدو أكثر منطقية من رؤية ناتنياهو واليمين الاسرا ئ يلي والتي تحلم بضم غزة وتهجير المليونين ونصف خارجها حيث لا أحد يعرف إلى أين بعد رفض مصر فكرة توطين الفلسطينيين في سيناء .
وفكرة التهجير هذه تبدو كفتيل يمكن أن يفجر المنطقة التي تقترب حاليا من الغليان بفعل الأعمال الوحشية التي لم يسبق لها مثيل والتي ترتكبها اسرا ئ يل في غزة .
يبقى لدينا الإحتمال الأقل وهو انخراط الولايات المتحدة مع اسرا ئ يل في مشروع لإعادة رسم خريطة المنطقة بالقوة انطلاقا من حرب غزة , وفي هذه الحالة يصبح التهجير والاحتلال مدخلا لتفجير محكوم يمتد لأبعد من غزة بكثير . ولايمكن الثقة بعدم وجود مثل ذلك الاحتمال بصورة مطلقة .
مع ذلك فإن فشل الجيش الاسرائ يلي في فرض سيطرة مستقرة على غزة سيؤدي بالتاكيد لنفي مثل ذلك الاحتمال بل ولتعديل الرؤية الأمريكية لصالح منح الشعب الفلسطيني بعض الحقوق وانكفاء تيار اليمين المتطرف في اسرائ يل .
المصدر: صفحة معقل زهور عدي
الكيان الصه يو ني لا يمكنه أن يخرج عن الإرادة الأمريكية لأنها المصدر الأساسي لديمومتها ، لذلك فإن القرارات متناغمة بين الإعلان والمضمون ، لأن السياسة الامريكية غير مستعدة لتوسع الصراع بالمنطقة وهي على أبواب الانتخابات الرئاسية 2024 ، لذلك استخدمت قوة الردع ، والمحتل سيلائم بالأخير أعماله مع التوجهات الأمريكية .