ألقت حملة القصف التي شنتها قوات النظام السوري على مناطق ريف إدلب ثقلها على المنطقة وأهلها، وخاصة من الناحية الاقتصادية، إذ يعرف عن أهالي إدلب اعتمادهم على الزراعة مصدراً أساسياً للدخل، وقد حرم القصف وطائرات الاستطلاع كثيراً من المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.
يقول الحاج خالد اليوسف من أهالي ريف جسر الشغور الغربي، لـ”العربي الجديد”: مع بداية الحملة التي شنتها قوات النظام على المنطقة، بات ذهابنا إلى المزارع محفوفاً بالخطر، فلا نعرف الوقت الذي سيتجدد فيه القصف من جديد، لا سيما أن مناطقنا متاخمة لقوات النظام، وقد تستهدف المدفعية الطرق الرئيسية في أي لحظة.
وتابع اليوسف: ترافقت الحملة مع اقتراب موسم جني الزيتون الذي يعتبر موسماً رئيسياً لآلاف المزارعين في إدلب، واستمرار حالة الترقب والخوف سيمنع كثيراً من المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، كما سيحرم مئات عمال المياومة الذين ينتظرون الموسم من العمل، الأمر الذي قد يدفعهم للمخاطرة في الوصول إلى المناطق التي يتكرر استهدافها، أو يجبرهم على العمل في مناطق أخرى بأجور أقل نتيجة كثرة اليد العاملة فيها.
من جانبه، يقول الناشط سامر العلي لـ”العربي الجديد” إن وتيرة القصف انخفضت، إلا أن آثارها على المناطق المتاخمة لقوات النظام لا تزال موجودة، حيث تعتمد قوات النظام نمطاً جديداً في الاستهداف، انعكس بآثاره السلبية على المناطق القريبة منها، وذلك عبر الاعتماد على الصواريخ الموجهة التي يصل مداها إلى 12 كم.
وأضاف سامر: وزعت قوات النظام عدداً من قواعد صواريخ الكورنيت على طول خط الجبهة الشرقية لإدلب، من مناطق ريف حلب الغربي جنوباً حتى تفتناز في ريف إدلب الشرقي، كما وزعت عدداً من القواعد في ريف جسر الشغور الغربي، وباتت تستهدف أي آلية يمكن رصدها في تلك المناطق، ما أدى لشل حركة الأهالي فيها.
وتابع: “في ريف جسر الشغور الغربي، رصدت قوات النظام الطريق المؤدي إلى قريتي الرويسة والسويدية، واستهدفت الطريق الوحيد المؤدي إليهما بأربعة صواريخ موجهة من نوع كورنيت، ما أثر على أهالي تلك القرى وحد من حركتهم ومنع المزارعين من الوصول إلى مزارعهم.
من ناحية أخرى، منعت قوات النظام عبر هذا الاستهداف حركة كثير من الشبان الذين كانوا يتجهون إلى مناطق أخرى للعمل من التحرك بأريحية، ما أثر على عملهم بشكل مباشر ووضعهم أمام خيارين صعبين، إما التخلي عن العمل أو المخاطرة بحياتهم بالخروج للعمل وتأمين لقمة العيش.
بدوره، يقول عامل المياومة عبد المنعم العبد الله لـ”العربي الجديد”: “كنا ننتظر موسم الزيتون، فهو موسم عمل قد يمتد لأكثر من شهر متواصل، ويمكن أن يؤمن مصدر دخل لعدة أفراد في العائلة، لكن هذا الموسم لم يكن كما نتمنى، إذ تعتبر منطقة عملنا في جبل الزاوية خطرة، إذ تتعرض للاستهداف من مدفعية قوات النظام بشكل متكرر، كما أن طيران الاستطلاع يرصد أي حركة في المنطقة، ولا نعرف حتى اللحظة التي ترسل فيها الطائرة إحداثية لسلاح المدفعية، كي يتم التعامل معها بشكل مباشر، ما يحد من عملنا ويمنعنا من الوصول إلى بعض المزارع التي اعتدنا قطافها”.
ويضيف عبد المنعم: “في العام الماضي: كنت أصطحب اثنين من أولادي معي للعمل، وبذلك تكون غلة نهاية اليوم جيدة، هذا العام لم أقو على المخاطرة باصطحابهما، وبت أذهب للعمل وحدي، ويتراوح أجري اليومي ما بين 120 و150 ليرة تركية بحسب خطورة المنطقة وعدد ساعات العمل.
المصدر: العربي الجديد
إرهاب وإجرام نظام طاغية الشام والمحتلين الحامين كرسي حكمه النظام الروسي وملالي طهران وأذرعتهم الإرهابية على شعبنا بريف حلب الشمالي وادلب ، تدمر المواسم الزراعية لشعبنا وخاصة نحن بموسم الزيتون ، الى متى سيظل هذا الإرهاب ؟