قُتل وجُرح العشرات جراء استهداف حافلة كانت تنقل عناصر من “الفيلق الخامس” في ريف درعا الشرقي بعبوة ناسفة، في استهداف هو الأول من نوعه لـ”الفيلق”.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا اليوم، السبت 20 من حزيران، أن الحافلة المستهدفة هي حافلة “مبيت” تعود لقائد “اللواء الثالث” في “الفيلق الخامس”، أحمد العودة، وتنقل عناصر قادمين من اللاذقية إلى درعا لتبديل نوباتهم.
واستُهدفت الحافلة بعبوة ناسفة على طريق الكحيل- السهوة بريف درعا الشرقي، ما أدى إلى مقتل وجرح عناصر من “الفيلق”، أُسعف عدد كبير منهم إلى مستشفى “بصرى”، ولم يتضح عددهم حتى إعداد هذا التقرير، بحسب المراسل.
بدوره، نقل مراسل قناة “سما” الموالية فراس الأحمد، أن حافلة المبيت كانت تضم بداخلها حوالي 40 عنصرًا معظمهم بين قتيل وجريح.
وبحسب الأحمد، أحدث الانفجار أضرارًا كبيرة بالمكان، وأُسعف المصابون إلى مستشفيات درعا وإزرع وبصرى الشام.
وكانت عنب بلدي علمت من مصادر في درعا، تحفظت على ذكر أسمائها، أن قائد “الفيلق الخامس” المشكّل روسيًا، أحمد العودة، (الذي كان قياديًا سابقًا في فصائل المعارضة)، عقد اجتماعًا الأسبوع الماضي دون حضور “اللجنة المركزية” ودون علمها بالاجتماع، دعا خلاله الجنود المنشقين عن قوات النظام في كامل محافظة درعا للانضمام إلى صفوفه، وهو ما ترفضه “اللجنة”.
واعتبر الباحث عبد الله الجباصيني، أن سيناريو انضمام المنشقين إلى العودة يضمن عدم قيام النظام بأي عملية عسكرية ضد درعا، لأنها ستصبح تحت حمايته، وسيرحب المدنيون بهذا السيناريو لسببين: الأول أنه سيجنب المنطقة العمليات العسكرية، والثاني أن الأهالي يريدون الاستقرار والأمن، كجزء من الأمان الذي تشهده المنطقة الشرقية في المحافظة الخاضعة للعودة، الذي يمنع دخول النظام عسكريًا وأمنيًا إلى المنطقة التي يسيطر عليها.
وأشار الباحث إلى أن إيران و”حزب الله” اللبناني يُنظر إليهما على أنهما الجهة التي تقف خلف التصعيد العسكري في درعا، وباعتقاد الأهالي فالعودة لديه عداوة ضدهما، وهو الشخص الوحيد القادر على تقويض طموحاتهما وكبح جماح نفوذهما في درعا.
وشُكّل “الفيلق الخامس” في أواخر عام 2016 بأوامر روسية، ليكون رديفًا لقوات النظام السوري، التي تقدمت على حساب المعارضة تحت وطأة الترسانة الروسية حينها.
وعاد “الفيلق” إلى الواجهة مجددًا بعد اتفاق المعارضة مع الجانب الروسي على “التسوية” في محافظة درعا، في تموز 2018، وفرضت قوات النظام السوري حينها على المنشقين والمتخلفين خيار الانضمام إلى أحد تشكيلاتها العسكرية والقتال في صفوفها، مقابل عدم اعتقالهم بتهم تتعلق بـ“الإرهاب”، وهذا جعل من تبقى من أبناء المحافظة مجبرين على الانتساب لتلك التشكيلات ضمن ما عُرف بـ“فصائل التسوية”.
المصدر: عنب بلدي