قالت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في بيان رسمي إن إجراءات “التسوية” للمتورطين بالمواجهات المسلحة التي شهدتها دير الزور منذ نهاية آب الماضي، مستمرة.
وأضافت اليوم، الأربعاء 4 من تشرين الأول، أن 14 شخصًا ممن لجأوا إلى مناطق سيطرة النظام السوري غرب نهر الفرات عادوا اليوم، إلى مراكز “التسوية” التي خصصتها “قسد” لـ”تسوية أوضاع المطلوبين”.
ونشرت “القوات” التي تسيطر على مناطق شرق نهر الفرات تسجيلات مصورة تظهر المنخرطين بعمليات “التسوية”.
وكانت “قسد” دعت، في 29 من أيلول الماضي، مقاتلي العشائر في أرياف دير الزور ممن فروا إلى مناطق سيطرة النظام السوري لـ”تسوية” خلال مدة أقصاها 15 يومًا تبدأ من اليوم.
وقالت “قسد“، عبر صفحتها الرسمية في “فيس بوك”، في 28 من أيلول الماضي، إنها خصصت بالتعاون مع قوى “الأمن الداخلي” (أسايش) أرقامًا للتواصل عبر تطبيق “واتس آب” للبدء بخطوات “التسوية”.
وأضافت أنه على حاملي السلاح في المنطقة تسليم أسلحتهم، والبدء بـ”الإجراءات القانونية” اللازمة خلال مدة أقصاها 15 يومًا.
هجمات مباغتة
أصيب القيادي في “قوات سوريا الديمقراطية”، الملقب بـ”بلند كوباني”، بكمين نفذه مقاتلو العشائر العربية في مدينة الشحيل شرقي دير الزور تزامنًا مع هجمات أخرى ضد حواجز وموقع عسكرية لـ”قسد” بالمنطقة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور أن القيادي في “قسد” تعرض مساء أمس، الثلاثاء 4 من تشرين الأول، لاستهداف خلال خروجه من صالون للحلاقة بمدينة الشحيل، شرقي دير الزور، واشتبك مع المجموعة المهاجمة لحوالي 15 دقيقة، نتج عنها إصابات بين المدنيين.
وتزامنًا مع الهجوم في الشحيل نفذت مجموعات محلية هجمات في مناطق مختلفة من ريف دير الزور حيث هاجمو حاجز الهنكار التابع لقسد ويعد الحاجز هو الفاصل بين بلدتي الجرذي وابو حردوب بريف دير الزور الشرقي.
ووسط الهجمات المباغتة التي تتعرض لها “قسد” في المنطقة أطلقت حملة أمنية في بلدة الجرذي شرقي دير الزور فجر، اليوم الأربعاء، واعتقلت 20 شخصًا من أبناء المنطقة، بحسب مراسل عنب بلدي في دير الزور.
التطورات الأحدث جاءت بعد إعلان إبراهيم الهفل، أحد شيوخ قبيلة “العكيدات” وأبرز وجوه الانتفاضة القبلية بدير الزور، عن تشكيل “قيادة عسكرية عشائرية” لمواجهة “قسد” شرقي سوريا، نافيًا ما تشيعه وسائل إعلام عن وجوده خارج المنطقة.
امتداد لمعارك سابقة
في 28 من آب الماضي، نشبت مواجهات مسلحة في أرياف دير الزور على خلفية اعتقال “قسد” قائد “المجلس العسكري”، أحمد الخبيل (الملقب بـ”أبو خولة”)، ما أسفر عن تحالف عشائر من المنطقة مع مقاتلي “المجلس”، وبدأت اشتباكات عسكرية وُصفت بـ”العنيفة” في بعض قرى وبلدات دير الزور خرجت عن سيطرة “قسد” بالكامل، ثم عاودت “قسد” احتواء التوتر فيها.
وانتهت العمليات العسكرية في قرى من ريف دير الزور الشمالي والشرقي، في 9 من أيلول الماضي، بعد نحو أسبوعين من المواجهات المسلحة، بحسب ما أعلنت عنه “قسد” عبر موقعها الرسمي.
وتتهم “قسد” الهفل، وقوات العشائر، بأنهم يتلقون تمويلًا ودعمًا من النظام السوري والميليشيات الإيرانية المتمركزة على الضفة الغربية لنهر الفرات، بينما تطالب عشائر المنطقة بتعزيز المكون العربي في “الإدارة الذاتية” التي تهيمن عليها كوادر من “حزب العمال الكردستاني” (PKK)، على حساب العرب من أبناء المنطقة.
وسبق أن تعهد قائد “قسد”، مظلوم عبدي، عقب انتهاء المواجهات، بتلبية مطالب العشائر العربية شرقي سوريا وإصلاح “الأخطاء” التي قال إنها ارتكبت في إدارة المنطقة سعيًا لنزع فتيل التوترات بعد أيام من القتال شهدته دير الزور.
وعن كيفية إصلاح “العيوب”، تعهد عبدي بإعادة هيكلة كل من “المجلس المدني” التابع لـ”الإدارة الذاتية” والذي يحكم المحافظة، إلى جانب “مجلس دير الزور العسكري”، التابع لـ”قسد”، لجعلهما أكثر “تمثيلًا لجميع العشائر والمكونات في دير الزور”.
تنظيم “الدولة” غائب
لطالما اعتبرت مناطق سيطرة “قسد” في أرياف دير الزور الشرقية والشمالية هي الأكثر نشاطًا من حيث عمليات تنظيم “الدولة الإسلامية” على مدار السنوات الماضية، لكن هذه العمليات اختفت منذ بدء انتفاضة العشائر ضد “قسد” بالمنطقة.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي عبر المعرفات الرسمية لتنظيم “الدولة” فإن أحدث عملية نفذها التنظيم في دير الزور كانت في 14 من آب الماضي، أي قبل بدء المواجهات العسكرية بأكثر من عشرة أيام.
وكانت المناطق نفسها تشهد عمليات شبه يومية لخلايا التنظيم، إذ كانت تعلن عنها بشكل أسبوعي كحصيلة لعملياتها، ولم تتضمن هذه العمليات سوى عملية في كل أسبوع بمحافظات الرقة والحسكة ضد “قسد”.
وتيرة العمليات ضد التنظيم ترتفع
وتزامنًا مع المواجهات المسلحة بين “قسد” والمقاتلين المحليين، كثّفت قوات التحالف الدولي (مكون من 72 دولة تقودها أمريكا) عملياتها الأمنية ضد التنظيم، إذ اعتقلت بثلاث عمليات متتالية خلايا وقادة وميسيرين لأعمال التنظيم في المنطقة.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، في 25 من أيلول الماضي، عن إلقاء القبض على قيادي في تنظيم “الدولة” بغارة وصفتها بـ”الناجحة” شمالي سوريا، نفذتها عبر طائرة مروحية (هليكوبتر)، وتمكنت خلالها من القبض على القيادي في التنظيم “أبو هليل الفدعاني”، في مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا.
وفي 29 من الشهر نفسه، نفذت قوات التحالف عملية إنزال جوي بمشاركة برية من “قسد” استهدفت مزرعة غربي محافظة الرقة، بواسطة طائرات مروحية دخلت المنطقة قادمة من العراق.
تبعها في 1 من تشرين الأول الماضي، إعلان “قسد” عن أنها نفذت بالتعاون مع قوات التحالف الدولي، عملية أمنية، استهدفت خلية لتنظيم “الدولة”، بينهم قيادي، في بلدة مركدة بريف الحسكة الجنوبي، المحاذية لمحافظة دير الزور
وفي 15 من أيار الماضي، أجرت وحدة عسكرية من التحالف الدولي عملية إنزال جوي بمدينة الرقة شمال شرقي سوريا لملاحقة أحد المطلوبين لها بتهمة الانتماء لتنظيم “الدولة”.
وفي مطلع العام الحالي، اعتقلت قوات التحالف الدولي خلال عملية إنزال جوي عناصر قالت إنهم من تنظيم “الدولة” شرقي دير الزور، بمشاركة برية من “قسد”، في حين أصيب مدني خلال المداهمة.
المصدر: عنب بلدي