توجد ستة اعتبارات يمكنها تعزيز التعاون الدفاعي بين تركيا وباكستان، وهما دولتان محوريتان في العالم الإسلامي، لكن هذا التعاون يواجه أيضا ثلاثة تحديات ويمثل مصدر قلق للهند وتنظر إليه دول عربية بحذر، بحسب صاحب زاده عثمان في تحليل بموقع “مودرن دبلوماسي” الأمريكي (Modern diplomacy).
عثمان تابع، في التحليل الذي ترجمه “الخليج الجديد”، أنه “في حين يتم تسليط الضوء في كثير من الأحيان على البعد العسكري للعلاقة بين باكستان وتركيا، فإن تعاونهما في مجال الصناعات الدفاعية لا يقل أهمية”.
وأوضح أن “الصناعات الدفاعية في البلدين تضافرت لإنتاج أحدث المعدات، وبينها الطائرات المقاتلة من الجيل التالي والفرقاطات البحرية والمركبات المدرعة”.
وشدد على أن “المشاريع التعاونية لا توفير التكاليف فحسب، بل تسمح أيضا بالتبادل التكنولوجي، مما يضمن بقاء البلدين في طليعة الابتكار الدفاعي”.
و”غالبا ما يشارك البلدان الصديقان في المعارض الدفاعية لكل منهما، لعرض براعة صناعاتهما الدفاعية، وتسمح هذه المنصات باستكشاف سبل تعاون جديدة واتفاقيات نقل التكنولوجيا وتعزيز التجارة الدفاعية”، كما أردف عثمان.
وزاد بأن “الأكاديميات ومعاهد التدريب العسكرية في البلدين غالبا ما تستضيف ضباطا من الدولة الأخرى، وتسمح مثل هذه المشاركات بتبادل أفضل الممارسات والتكتيكات وتطوير روح الدفاع المشتركة”.
تحالفات إقليمية
و”قد تحفز العلاقات الدفاعية تحالفات إقليمية جديدة، وربما تسعى الدول التي تشعر بالقلق من التعاون الدفاعي بين باكستان وتركيا إلى تحقيق التوازن من خلال تعزيز شراكات جديدة أو أخرى قائمة”، بحسب عثمان.
وتابع أن “الهند قد تسعى إلى إقامة علاقات دفاعية أوثق مع الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة والدول الأوروبية، لموازنة التعاون الباكستاني- التركي”.
وخاضت الجارتان الهند وباكستان 4 حروب في أعوام 1947 و1965 و1971 و1999.
عثمان اعتبر أن “الدول العربية، وخاصة السعودية والإمارات، على الرغم من علاقاتها الفردية مع كل من باكستان وتركيا، قد تنظر إلى تعاونهما الدفاعي بحذر؛ بالنظر إلى طموحات تركيا في الشرق الأوسط”.
وقال إنه “لكي تتمكن باكستان وتركيا من تعزيز علاقاتهما الدفاعية، توجد (6) اعتبارات يجب أخذها في الاعتبار وهي أنه مع ظهور الفضاء والفضاء السيبراني كحدود جديدة للدفاع، يمكن للبلدين الشروع في مشاريع مشتركة في تكنولوجيا الأقمار الصناعية وآليات الدفاع السيبراني وأبحاث الفضا”ء.
وأضاف أنه “إذا قدم البلدان في منتديات الدفاع والأمن العالمية موقفا موحدا بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى تعظيم أصواتهما والتأثير على عملية صنع القرار”.
وزاد بأن “بناء البنية التحتية الدفاعية المشتركة، مثل القواعد المشتركة أو مرافق التدريب، يمكن أن يسمح بقدر أكبر من قابلية التشغيل البيني بين قواتها المسلحة”.
و”نظرا للمشهد الجيوسياسي المتقلب، فإن وضع بروتوكولات مشتركة لإدارة الأزمات يمكن أن يكون أمرا بالغ الأهمية، إذ سيضمن آليات استجابة تعاونية لسيناريوهات تتراوح من الكوارث الطبيعية إلى الهجمات الإرهابية”، كما أردف عثمان.
وأضاف أيضا أنه “لا ينبغي أن تكون العلاقات الدفاعية حكرا على النخبة العسكرية فحسب، فإشراك المجتمع المدني ومراكز الفكر والمؤسسات الأكاديمية في الحوارات الدفاعية، يمكن أن يجلب وجهات نظر جديدة وحلول مبتكرة”.
وأخيرا، بحسب عثمان، “يحتاج البلدان إلى إجراء مناقشات صريحة حول تصورات التهديد المتبادل، ما من شأنه أن يسمح لهما بوضع استراتيجيات تدرك اهتمامات وأولويات بعضهما البعض”.
3 تحديات
و”على الرغم من أن العلاقات الدفاعية بين باكستان وتركيا قوية، إلا أنها لا تخلو من التحديات”، كما تابع عثمان.
وأوضح أن “البلدن يواجهان ضغوطا من القوى العالمية التي قد لا تنظر إلى علاقاتهما العميقة بشكل إيجابي، لذلك فإن الإبحار في هذا الوسط الجيوسياسي المعقد يتطلب دبلوماسية ذكية”.
وزاد بأن “التعاون الدفاعي غالبا ما يتطلب نفقات مالية كبيرة، ومن ثم إذا لم تتم معالجة التحديات الاقتصادية فإنها يمكن أن تعرقل المشاريع الدفاعية والتعاون”.
كما أنه “في حين أنه يوجد تقارب كبيا في وجهات نظر البلدين الدفاعية، توجد أيضا مجالات تتباين فيها مصالحهما الاستراتيجية، ولذلك فإن معالجة هذه الفروق الدقيقة أمر ضروري لعلاقة دفاعية متناغمة”، وفقال لعثمان.
المصدر | صاحب زاده عثمان/ مودرن دبلوماسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد