محتجون سوريون يغلقون مقراً للائتلاف المعارض في شمال حلب

محمد كركص وجلال بكور

سيطر محتجون، الثلاثاء، على مقر “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” بريف محافظة حلب الشمالي شمال سورية، وذلك بعد أيام من تنصيب الائتلاف، هادي البحرة، رئيساً جديداً له، خلفاً لسالم المسلط، في مقر الائتلاف بمدينة إسطنبول التركية.

وقالت مصادر من ريف محافظة حلب، رفضت الكشف عن اسمها لأسباب أمنية، إن محتجين هاجموا اليوم مقر “الائتلاف الوطني السوري” في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، وطردوا منه الموظفين وسيطروا على المبنى ومن ثم قاموا بإغلاقه.

وأضافت المصادر أن المحتجين قاموا بإزالة شعار الائتلاف من على واجهة المبنى، ومن ثم كتبوا على الجدران عبارات تطالب بـ “إسقاط الائتلاف” متهمينهم بـ “العملاء، بمن فيهم هادي البحرة الرئيس الجديد للائتلاف”، فيما شدد المحتجون على أن “الائتلاف والحكومة المؤقتة لا يمثلان الشعب السوري”.

وتأتي الاحتجاجات عقب أسبوع من تعيين الهيئة العامة لدى “الائتلاف الوطني السوري” هادي البحرة رئيساً جديداً للائتلاف، كما عينت هيثم رحمة أميناً عاماً وعبد المجيد بركات نائباً له، وذلك خلال عملية انتخابية جرت في مقر الائتلاف.

وتصاعدت الخلافات داخل “الائتلاف الوطني السوري” قُبيل العملية الانتخابية في ظل حديث عن تدخّل تركي لفرض شخصيات معيّنة في هذه المناصب، وهو ما يُبرز مجدداً حالة الضعف وعدم الفاعلية السياسية لهذا الائتلاف الذي يُنظر إليه على أنه العنوان الأهم للمعارضة السورية.

وكان الرئيس السابق للائتلاف، نصر الحريري، انتقد في منشور له، يوم الأحد الفائت، ما قال إنه تدخّل تركي في سير عمل الائتلاف لفرض هادي البحرة رئيساً جديداً للائتلاف، ما يعني أن الانتخابات التي ستُجرى “صورية”، وفق قوله.

وكان عشرات السوريين تظاهروأ، يوم الجمعة الفائت، في مدينة عفرين، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة “غصن الزيتون” شمال محافظة حلب، وفي بلدة حزانو بريف إدلب، ورفعوا بعض الشعارات خلال تلك التظاهرات طالبوا من خلالها بإسقاط الائتلاف الذي اعتبروا أنه “لا يمثل السوريين”.

مجموعة تتبنى هجوم الاثنين على موقع للجيش الوطني

وفي سياق آخر، أعلنت “قوات تحرير عفرين” التابعة لـ”حزب العمال الكردستاني”، اليوم الثلاثاء، عن تنفيذها الهجوم على موقع لفصيل من “الجيش الوطني السوري” فجر أمس الاثنين، وأدى إلى وقوع قتلى وجرحى.

وقالت “قوات تحرير عفرين” في بيان، نشرته وسائل إعلام مقربة من “قسد” اليوم، إنها نفذت أمس عملية على موقع لفصيل في “الجيش الوطني السوري” وإنها قتلت 15 عنصراً وجرحت ستة آخرين واستولت على أسلحة وذخائر ودمرت مستودعاً للسلاح وسيارة ودراجات نارية.

وكانت مصادر مطلعة قالت، أمس الاثنين، لـ”العربي الجديد” إن مجموعة مسلحة تسللت من مناطق سيطرة “قسد” إلى موقع لفصيل “أحرار الشام القاطع الشرقي” واشتبكت مع عناصر الموقع ما أدى إلى مقتل ثمانية عناصر وإصابة سبعة آخرين بجروح.

وكانت “قوات تحرير عفرين” أعلنت سابقاً عن تنفيذ عمليات ضد فصائل الجيش الوطني في ريف حلب، ولا تعلن “قوات تحرير عفرين” عن تبعيتها بشكل صريح ولكن المعارضة السورية وتركيا تتهمانها بأنها مجموعة تدار من قبل “حزب العمال الكردستاني” المصنف على لوائح التنظيمات الإرهابية.

وذكرت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” أن خطوط التماس بين مناطق سيطرة “قسد” ومناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” تشهد هدوءاً منذ مساء أمس، ولم تسجَّل اشتباكات أو قصف متبادل بين الطرفين.

وأعلنت الاستخبارات التركية، في وقت سابق اليوم، عن تحييد القيادية في “وحدات حماية الشعب” أومان درويش الملقبة “سارة /شروين دريك” إلى جانب حراسها في منطقة منبج بريف حلب شمالي سورية.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر أمنية قولها إن القيادية انضمت إلى “حزب العمال الكردستاني” في العام 1998، وأشرفت على تنظيم العمليات المخطط تنفيذها ضد تركيا انطلاقاً من سورية، وهي مسؤولة عن عمليات ضد قوات الأمن العاملة في منطقتي “درع الفرات وغصن الزيتون”.

يذكر أن الجيش التركي يستهدف بشكل متكرر قياديين وعناصر في “قسد” و”حزب العمال الكردستاني” على الأراضي السورية، وأدت الاستهدافات بالطائرات المسيّرة أخيراً إلى مقتل وجرح العشرات منهم.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى