تصعيد مستمر بين تركيا والفصائل الموالية لها و«قسد» في شمال شرقي سورية ||  اتفاق ثلاثي للتهدئة في إدلب

سعيد عبد الرازق

تواصلت الاستهدافات المتبادلة بين القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة من جهة، وقوات «قسد» من جهة ثانية، على محاور التماس في ريف الحسكة في شمال شرقي سوريا.

وقصفت قوات «مجلس تل تمر العسكري»، التابعة لـ«قسد»، الثلاثاء، مجموعة من عناصر الفصائل في محيط قرية تل جمعة بريف المنطقة شمال غربي الحسكة، تزامناً مع تكثيف الأخيرة بدعم من المدفعية التركية، تحركاتها والقيام بعمليات تسلل، تكررت بشكل مكثف في الأسابيع الأخيرة.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل عنصرين من «الجيش الوطني» على يد قناصة من عناصر «مجلس تل تمر العسكري»، فيما لا يزال 3 آخرون محاصرين بالقرب من الساتر الترابي في منطقة مشعفة كانوا يقومون بمهمة استطلاعية في ريف أبو راسين شمال غربي الحسكة، الواقعة ضمن ما يعرف بمنطقة «نبع السلام» الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني».

في السياق، كشفت المخابرات التركية عن مقتل معتصم أكيورك، المسؤول عن التدريب العسكري في «وحدات حماية الشعب» الكردية، والذي كان يحمل الاسم الحركي «سرهات سرهيلدان» في عملية نفذتها بمدينة عامودا التابعة لمحافظة الحسكة. وقالت مصادر أمنية إن «الإرهابي أكيورك» التحق بصفوف «حزب العمال الكردستاني» عام 2015، وتلقى تدريبات عسكرية منذ ذلك الحين.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، الثلاثاء، مقتل 4 من عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «قسد»، بسبب إطلاقهم نيراناً على منطقة عملية «درع الفرات» الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية في حلب.

من ناحية أخرى، كشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن هجوم تعرض له رتل عسكري كان يحمل تعزيزات للنقاط العسكرية التركية المنتشرة في منطقة خفض التصعيد في إدلب، المعروفة باسم منطقة «بوتين – إردوغان».

وكان الرتل التركي، المؤلف من 15 آلية تحمل معدات عسكرية ولوجيستية، دخل من معبر كفرلوسين الحدودي بريف إدلب الشمالي، واتجه مساء الاثنين نحو محور المسطومة بريف إدلب الجنوبي… وتعرض لاستهداف بقذيفة «آر بي جي» مجهولة المصدر، على طريق أوتوستراد باب الهوى بالقرب من منطقة باتبو بريف إدلب الشمالي، من دون وقوع أضرار.

وأرسل الجيش التركي، على مدى الأيام الثلاثة الماضية، دفعتين من التعزيزات العسكرية إلى نقاطه المنتشرة في إدلب التي يشهد العديد من محاورها، ولا سيما في ريفها الجنوبي، تصعيداً كبيراً من جانب الجيش السوري والطيران الحربي الروسي في الفترة الأخيرة.

ونفذت القوات السورية، الثلاثاء، عملية تسلل على محور نحشبا بريف اللاذقية الشمالي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة مع لواء «عثمان بن عفان» التابع لهيئة «تحرير الشام» تخلله قصف مدفعي من جانبها. وبالتزامن مع الاشتباكات، حلقت 5 طائرات استطلاع تابعة لـ«التحالف الدولي» في أجواء ريفي إدلب الشمالي وحلب الغربي.

وإجمالاً، سيطر الهدوء الحذر ضمن مناطق خفض التصعيد في شمال سوريا، بعد أسبوعين من القصف البري والجوي المتبادل بين القوات السورية بدعم من الطيران الروسي، وفصائل المعارضة المسلحة.

وكشف «المرصد السوري» عن اتفاقية بين الضامن التركي والفصائل المسلحة من جهة، والقوات السورية وحليفتها روسيا من جهة أخرى، على إمهال فصيل «أنصار التوحيد» مهلة لسحب عناصره من النقاط التي سيطر عليها في تل الملاجة بريف إدلب الجنوبي، وتعهده بعدم التصعيد على أي محور، في مقابل تعهد القوات الروسية وقف القصف الجوي المكثف، وحصر القتال بين الطرفين على الجبهات فقط.

المصدر: الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى