“قسد” تحوّل مدارس دير الزور إلى ثكنات ومقتل اثنين من عناصرها في الحسكة

محمد كركص

قُتل عنصران من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) إثر هجوم مُسلح نفذه مجهولون على سيارة عسكرية جنوبي محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، فيما تواصل “قسد” حملة اعتقالات واسعة بريف دير الزور، بعد استيلائها خلال الأيام الماضية على عشرات المدارس في المنطقة وتحويلها إلى مقار عسكرية، الأمر الذي أدى إلى توقف العملية التعليمية.

وقال الناشط وسام العكيدي، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن عنصرين من قوات “قسد” قُتلا ليل الجمعة السبت، إثر استهداف مُسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية، بالأسلحة الرشاشة، سيارة عسكرية على طريق الخرافي جنوبي محافظة الحسكة، شمال شرقي البلاد.

في غضون ذلك، اختطف مسلحون مجهولون عنصرين من قوات “قسد” بالقرب من إحدى النقاط العسكرية التي انتشرت حديثاً في قرية الجسمي بريف دير الزور الشمالي، شرقي البلاد، وفقا للناشط العكيدي.

إلى ذلك، قال العكيدي إن شُباناً مُسلحين تمكنوا ليل الجمعة السبت من السيطرة على أحد الحواجز العسكرية التابعة لقوات “قسد”، بعد اندلاع اشتباكات داخل بلدة جزرة البوحميد بريف دير الزور الغربي، تلاها حشد عسكري لقوات “قسد” في المنطقة، وقطع الإنترنت عن البلدة.

ولفت العكيدي إلى أن الأهالي عثروا، مساء الجمعة، على جثة الشاب زاهر أحمد الكمال العبود في منزله الكائن على طريق بلدتي ذيبان- الطيانة بريف دير الزور الشرقي، موضحاً أن الجثة تظهر عليها آثار تعذيب واضحة.

وكان الشاب العبود قد عاد إلى منزله قبل ثلاثة أيام، بعد نزوحه إلى القرى المجاورة جراء الاشتباكات بين أبناء العشائر العربية وقوات “قسد”.

حملة اعتقالات

في السياق، بدأت مجموعات أمنية تابعة لقوات “قسد” بحملة دهم واعتقالات طاولت عدة قرى وبلدات في أرياف دير الزور الشمالية والشرقية والغربية، وتركزت في مدينة البصيرة بالريف الشرقي، حيث اعتقلت القوات عدة شُبان من المدينة بتهمة القتال إلى جانب أبناء العشائر.

وقال الصحافي أمجد الساري، من ريف محافظة دير الزور، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “قوات قسد واصلت عمليات الدهم والاعتقالات بحق أهالي ريف دير الزور، حيث اعتقلت مدنيين في بلدة العزبة شمال دير الزور ومدينة البصيرة (شرق)، كما استولت على منازل لمدنيين في بلدة ذيبان، بالإضافة لعدد من المدارس والمراكز الصحية ودور العبادة، وحولتها لنقاط عسكرية”.

وأوضح الساري أنه “خلال مداهمة قسد المنازل في بلدة ذيبان، حدثت حالات سرقة وعمليات تخريب، كما تعرضت المحال التجارية أيضاً للسرقة”، لافتا إلى أن معظم أهالي ذيبان كانوا قد نزحوا إلى مناطق أخرى نتيجة الاشتباكات العنيفة والقصف العشوائي من قبل “قسد” على البلدة.

وبيّن الساري أن “قسد استولت على 21 مدرسة في ريف دير الزور الشمالي وحولتها لنقاط عسكرية، ولا تزال موجودة فيها رغم انتهاء العملية العسكرية”، مبينا أنه “كان من المفترض بدء العام الدراسي في بداية سبتمبر/أيلول الحالي، لكن استيلاء قسد على المدارس واستمرار الاشتباكات أديا إلى توقف العملية التعليمية في المنطقة”.

وأشار إلى أن “المدنيين في مدينتي البصيرة وذيبان يعيشون أوضاعاً صعبة نتيجة استمرار المداهمات وحظر التجول، ونقص في المواد الغذائية والمحروقات والأدوية، وانقطاع المياه في بعض المناطق منذ اندلاع الاشتباكات”.

ولفت الساري إلى أن “الاشتباكات توقفت تماماً في ريف دير الزور الشرقي، مضيفا أن “قسد” دخلت، اليوم السبت، إلى قرى الشعيطات وسيطرت عليها من دون قتال، وأعادت تثبيت نقاطها داخل القرى من جديد.

وكانت اشتباكات اندلعت بين قوات “قسد” والعشائر العربية، المكون الأصلي في المنطقة، في أعقاب اعتقال “قسد” قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل (أبو خولة)، قبل أسبوعين.

في حين قالت العشائر الثائرة إن حراكها لا يتعلق باعتقال الخبيل، إنما بممارسات “قسد” وتعرض أبناء المنطقة الأصليين للظلم تحت إدارة هذه القوات، المدعومة من التحالف الدولي والتي تسيطر على مناطق واسعة في شرق وشمال شرق سورية.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى