أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الأربعاء، السيطرة على كامل بلدة ذيبان في ريف دير الزور الشرقي، والانتهاء من تمشيط الأحياء داخلها، فيما فشل هجوم العشائر العربية للسيطرة على عدد من القرى في ريف منبج من 3 محاور.
السيطرة على ذيبان
وقال المكتب الإعلامي لقسد، إن بلدة ذيبان آخر معاقل العشائر العربية في ريف دير الزور الشرقي أصبحت بالكامل تحت سيطرتها، مضيفاً أن عمليات تمشيط الأحياء من المسلحين انتهت، كما ادعت أن مقاتلي العشائر “فروا” إلى مناطق سيطرة النظام السوري غرب نهر الفرات.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عملية الدخول إلى ذيبان جرت من دون مقاومة.
وبثّ المكتب الإعلامي مقاطع مصورة للحظة دخول مقاتلي قسد إلى ذيبان على متن سيارات وعربات مصفحة أميركية، كما اظهر رفع أحد مقاتليها علم وحدات حماية الشعب على نقطة “خزان المياه” من الجهة الغربية.
وقالت شبكات إخبارية محلية إن عملية السيطرة تمت على الجزء الواقع من جهة حقل العمر النفطي، بينما لا تزال هناك جيوب للمقاومة في داخل بلدة ذيبان، نافيةً ما يروّجه إعلام قسد حول السيطرة عليها بشكل كامل.
وخرجت مظاهرات في بلدات أبو حمام والشعفة والسوسة في ريف دير الزور الشرقي ضمت العشرات من أبناء العشائر رفضاً للعملية العسكرية التي تشنّها قسد ضد قراهم في الريف الشرقي للمحافظة.
وذيبان معقل شيخ قبيلة “العكيدات” إبراهيم الهفل الذي أصبح يقود المعارك من أبناء عشيرته والعشائر الأخرى، والذي لا يزال مصيره مجهولاً حتى الآن.
ومنذ سيطرة قسد على البصيرة، فرضت حصاراً كاملاً على ذيبان ومنعت دخول أو خروج المدنيين الهاربين من الاشتباكات، وذلك لدفعهم باتجاه عبر نهر الفرات إلى مناطق النظام السوري، وإثبات مزاعمها بصبغ الحراك العشائري ضدها بأنه بتحريض من النظام وإيران، بحسب ناشطين سوريين.
فشل هجوم منبج
وتتهم “قسد”، الشيخ الهفل والمقاتلين معه بالتنسيق مع النظام السوري في معاركهم ضدها، بينما هي نفسها تقاتل إلى جانب قوات النظام في ريف منبج شرق ريف حلب، والذي تعرّض إلى هجوم الأربعاء، من أبناء العشائر المنضوين في صفوف الجيش الوطني.
وقالت مصادر ميدانية ل”المدن”، إن العشائر شنّت هجوماً من 3 محاور على جبهات ريف منبج الغربي انطلاقاً من مناطق سيطرة الجيش الوطني في منطقة “درع الفرات”، وسيطرت على نقاط داخل قرى البوهيج والبوغاز والزنقل، قبل أن تنسحب منها وتعود نقاط السيطرة كما كانت عليه سابقاً.
الأمم المتحدة قلقة
في غضون ذلك، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه من تصاعد الأعمال القتالية في دير الزور، والتي أدت إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية.
ودان غوتيريش جميع أعمال العنف وحث جميع الأطراف على الالتزام بالقانون الدولي، وممارسة أقصر درجات ضبط النفس من التصعيد.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بمقتل ما لا يقل عن 54 مدنياً، من بينهم أربعة أطفال، منذ اندلاع الاشتباكات بين العشائر وقسد في 27 أب/أغسطس.
الموقف التركي
من جهته، قال وزير الخارجية التركية هاكان فيدان الأربعاء، إن النزاعات في شرقي سوريا هي البداية فقط، محذراً من تداعيات أكثر خطورة.
وقال فيدان متوجهاً للولايات المتحدة: “ينبغي إنهاء سياسة القمع وخاصة ضد العرب في سوريا” من قبل وحدات حماية الشعب، معتبراً أن “الوحدات المدعومة من الولايات المتحدة غزت الأراضي العربية وأخضعتها”.
المصدر: المدن