اجتماع جدة التشاوري يبحث الطريق لإنهاء الحرب وأوكرانيا متفائلة

أيمن الغبيوي

روسيا لم تعلن مشاركتها بعد إلا أن الكرملين أكد أنه يتابع اللقاء متهماً كييف برفض الحل. قال رئيس الوفد الأوكراني أندريه يرماك إن المحادثات التي تبدأ مع السعودية لإيجاد تسوية سلمية لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا ستكون صعبة، لكن كييف تعول على إقناع المزيد من الدول بدعم صيغتها للسلام، وقال مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومبعوثه الرئيسي للمحادثات، في مقابلة تلفزيونية نشرت على تطبيق “تيليغرام” “أتوقع أن تكون المحادثات صعبة”.
اجتماع تشاوري
وأعلنت السعودية أنها تستضيف السبت في مدينة جدة الساحلية اجتماعاً تشاورياً لمستشاري الأمن الوطني وممثلي عدد من الدول بشأن الأزمة الأوكرانية، من أجل الوصول إلى “سلام دائم” بين طرفي النزاع.
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (واس) تتطلع الحكومة السعودية إلى أن يسهم الاجتماع في “تعزيز الحوار والتعاون وتبادل الآراء على المستوى الدولي حول السبل الكفيلة لحل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية”، وتسعى الرياض التي تلعب دوراً دبلوماسياً بارزاً في المنطقة إلى تجنيب العالم “مزيداً من التداعيات الإنسانية والأمنية والاقتصادية”، بحسب البيان.
وتأتي استضافة الاجتماع “استمراراً للمبادرات الإنسانية” التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان منذ بدء الأزمة في فبراير (شباط) 2022.
وفي وقت سابق أجرى ولي العهد السعودي سلسلة اتصالات بين القيادتين الروسية والأوكرانية، مبدياً استعداد بلاده للقيام بمساع حميدة للإسهام في الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم، وفق “واس”.
روسيا تترقب على رغم الغياب
ولم تؤكد موسكو بعد مشاركتها في الاجتماع إلا أن الكرملين أعلن الإثنين الماضي أنه “سيراقب” محادثات جدة، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين خلال اتصال هاتفي “بالطبع ستراقب روسيا هذا الاجتماع”.
وحول مزاعم “التعنت” الروسي وشروطه نفى بيسكوف ذلك، وقال إنه “ليس لدى موسكو أي شروط مسبقة عندما يتعلق الأمر بحل سلمي للنزاع الأوكراني”، متهماً كييف بأن “لا رغبة لديها في تحقيق السلام”.
ويتهم الكرملين كييف بأنها تستخدم “كأداة في حرب الغرب ضد روسيا”، مستبعداً الوصول إلى سلام في ظل سيطرة الغرب على أوكرانيا.
ويتوقع مسؤولون أميركيون حضور مستشار الأمن القومي جيك سوليفان الاجتماع، وهو الذي زار البلاد والتقى ولي عهدها قبل نحو أسبوع في مدينة جدة التي ستستضيف الاجتماع غداً السبت.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية قبل أيام أن واشنطن “تدعم قمة السلام الأوكرانية التي ستعقد اليوم”، وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر “نحن بالطبع ندعم هذه القمة، قلنا منذ فترة طويلة أنه من المهم أن تكون أوكرانيا في مقعد القيادة عندما يتعلق الأمر بأي حل دبلوماسي محتمل لهذه الحرب”، وأضاف أنه من “المهم أن تتحدث أوكرانيا مباشرة للدول التي لم تسمعها من قبل، لذلك يسعدنا أن تكون هناك دول ستحضر هذه القمة للتحدث مباشرة مع أوكرانيا”.
من جهتها قالت وزارة الخارجية الصينية إن المبعوث الصيني الخاص لشؤون أوراسيا لي هوي سيحضر المحادثات بشأن أوكرانيا، وقال المتحدث باسم الوزارة وانغ ون بين في بيان إن بكين على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي لتواصل لعب دور بناء في دعم حل سياسي للأزمة في أوكرانيا.
40 دولة ومبادئ أساسية لإنهاء الحرب
وتشير تقارير صحافية إلى أنه يتوقع حضور مسؤولين كبار من نحو 40 دولة، وفي أجندة الاجتماع ثمة مبادئ أساسية ستشكل الأساس لأية تسوية سلمية لإنهاء الحرب التي شنتها روسيا في أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء الماضي، إنه يأمل في أن تؤدي تلك المبادرة إلى عقد “قمة سلام” بحضور زعماء من أنحاء العالم، لتأييد المبادئ المبنية على خطته المؤلفة من 10 نقاط للتوصل إلى تسوية سلمية.
وتسعى أوكرانيا أولاً إلى توسيع دائرة الدعم الدبلوماسي لرؤيتها للسلام إلى ما هو أبعد من المجموعة الأساسية من داعميها الغربيين، عبر التواصل مع دول الجنوب العالمي مثل الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا وكذلك تركيا.
وقال إيهور جوفكفا كبير المستشارين الدبلوماسيين لزيلينسكي لوكالة “رويترز”، إن “أحد الأهداف الرئيسة لهذه الجولة من المفاوضات سيكون التوصل أخيراً لتفاهم عام حول طبيعة النقاط الـ10″، وتشمل النقاط الـ10 الدعوة إلى استعادة أوكرانيا وحدة وسلامة أراضيها والانسحاب الكامل للقوات الروسية وحماية إمدادات الأغذية والطاقة والسلامة النووية والإفراج عن كل الأسرى.
وساطة سعودية
يذكر أن الرياض لعبت دور الوساطة في عملية كبيرة لتبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا في سبتمبر (أيلول) الماضي، وتسعى إلى مواصلة جهودها في حل الأزمة.
وفي مايو (أيار) الماضي حضر الرئيس الأوكراني قمة لجامعة الدول العربية استضافتها مدينة جدة، وعبر حينها ولي العهد السعودي عن استعداده للتوسط في إنهاء الحرب، وفي تعليق لمسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي وأوردته رويترز، عن الدور الذي تلعبه الرياض رد بالقول إنها “وصلت إلى مناطق من العالم لا يمكن لحلفاء أوكرانيا القدامى الوصول إليها بهذه السهولة”.

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى