اعتقالات في السويداء بعد احتجاجات لليوم الثالث

بدأت الأجهزة الأمنية السورية أمس، حملة اعتقالات للمشاركين في مظاهرات مدينة السويداء جنوب البلاد، بعد استمرارها لليوم الثالث وخروج عشرات في مظاهرة احتجاجا على تدهور الوضع المعيشي ومطالبين برحيل الرئيس بشار الأسد، وهاتفين: «يا أهالي الشام يا أهالي الشام عنا بالسويداء سقط النظام».

وبعد أقل من ساعة من انفضاض المحتجين الذين تجمعوا أمام مبنى المحافظة ثم جابوا بعض شوارع المدينة، اعتقلت الأجهزة الأمنية الشاب رائد عبدي الخطيب عضو «منظمة جذور الأهلية»، لمشاركته في الاحتجاجات، وأفاد موقع «السويداء 24» باقتحام عناصر من الأجهزة الأمنية، مكتبه في برج إنجي بمدينة السويداء، واعتقال رائد عبدي الخطيب، «أحد الشباب المشاركين باحتجاجات السويداء، وذلك بعد مرور ساعة على انتهاء مظاهرة لليوم الثالث على التوالي».

وردا على مظاهرات السويداء المطالبة برحيل الأسد خرجت مسيرة سيارات في مدينة طرطوس الساحلية جابت منطقة الكورنيش البحري رافعة صور رئيس النظام في استعراض قوة لسيارات فارهة، حسب ما أظهرته مقاطع فيديو تداولتها الصفحات الإخبارية الموالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي، وبما يتناقض مع حالة الفقر التي تجتاح البلد لتصيب نحو 90 في المائة من سكانه.

وتشهد العاصمة دمشق حالة استنفار أمني وإعادة لبعض الحواجز على مداخل دمشق الجنوبية كحاجز منطقة الفحامة، وتسييرا لدوريات الأمن الداخلي وأجهزة أمنية أخرى وسط العاصمة وفي محيط المؤسسات الرسمية، لتضاف إلى دوريات أمنية تترصد تجار العملة والصرافين وملاحقة من يمارس نشاطه في الخفاء، عبر تسيير راشدات قريبا من محلات وجودهم ومنازلهم لاختراق شبكة الإنترنت وتعقب مكالماتهم ورسائلهم مع عملائهم، حسب مصادر خاصة في سوق الحريقة في دمشق القديمة.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «أجهزة النظام تتعقب كل دولار يدخل السوق»، مضيفة أنه «قبل أيام تم الاستيلاء على أموال شخص باع منزله وسط دمشق وحول ثمنه من الليرة إلى الدولار كإجراء لتفادي خسارة تدهور قيمة الليرة، وتم الوصول إليه بعد اعتراف أحد صرافي العملة الذين اعتقلوا مؤخرا، ببيعه مبلغا كبيرا من الدولارات لشخص باع منزله، وبتهمة التعامل بغير الليرة التي يعاقب عليها القانون بالمصادرة والسجن تم الزج بالاثنين في السجن».

وشهد التدهور السريع لقيمة الليرة أمام العملات الأجنبية تذبذبا مخيفا، فبعدما وصل سعر صرف الدولار الأميركي مساء أول من أمس الاثنين إلى مستوى غير مسبوق إذ بلغ 3800 ليرة سوريا، انخفض صباح الثلاثاء ليتراوح بين 3100 ليرة و2900 ليرة، دون أن يؤثر ذلك على ارتفاع أسعار السلع والغذائيات إلى حد شل حركة السوق جراء انكفاء معظم التجار والباعة عن البيع خشية تكبد خسائر تأكل رساميلهم، والمفارقة أن معظم الباعة في الأسواق لا سيما الشعبية يتذرعون بقانون سيزر الذي سيطبق بعد أسبوع، في حين أن غالبيتهم لا يعرف ما هو هذا القانون ويجهل تفاصيله.

وعلى سبيل المثال قفز سعر كيلو زيت القلي من 2800 ليرة صباح الاثنين إلى 4500 ليرة مساء اليوم ذاته وكذلك الكثير من المواد الغذائية، ما أحدث اضطرابا كبيرا في أوساط الناس الذين تهافتوا على الأفران لشراء الخبز الحكومي، بعد إغلاق عدد من المخابز الخاصة ووصول سعر رغيف التنور فيها إلى 100 ليرة، أي ما يعادل ثمن ربطتي خبز حكومي (16 رغيفا).

وشهدت عدة مراكز لتوزيع الخبز الحكومي في دمشق شجارات على الدور، تحولت في بعض المناطق إلى احتجاجات على تجاهل حكومة النظام على إذلال الناس على أبواب مراكز توزيع مخصصات التموين بالسعر المدعوم، حيث يتوقفون لساعات في الطوابير على أبواب صالات المؤسسة العامة للتجارة للحصول على كميات محدودة من السكر والأرز بأسعار 350 و400 ليرة، بعد وصول سعر السكر إلى 1800 ليرة وكيلو الأرز العادي إلى 2600 ليرة.

المصدر: الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى