شمال سورية: رسائل روسية-تركية بالنار..النظام يزج بقوات النخبة

انخرطت أطراف “أستانة” كعادتها في تبادل الرسائل السياسية عبر التصعيد العسكري قبيل انعقاد الاجتماع، لتحقيق مطالب سياسية، لا تظهرها بيانات الجوالات الختامية، وإنما تصريحات المسؤولين بعد انتهائها، فيما تُترجم خلافات الأطراف، إلى تصعيد ميداني على الأرض، بعد انتهاء المباحثات.

وانطلقت في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان الثلاثاء، الجولة ال20 من مباحثات “أستانة”، بمشاركة مندوبين عن الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران)، إلى جانب وفدين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة السورية.

واستبقت تركيا موعد انعقاد الجولة، بتصعيد ميداني هو الأول من نوعه ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) منذ عملية “المخلب- السيف” في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، حيث قصفت على مدى أسبوع بالطائرات المسيّرة والمدفعية والصواريخ، مواقع عسكرية للوحدات الكردية أدت إلى مقتل وجرح العشرات من مقاتليها.

ولم تكن قوات النظام وكذلك القوات الروسية بمنأى عن الصعيد التركي، إذ قصفت القوات التركية مواقع عسكرية للنظام أسفرت عن مقتل 3 عناصر وإصابة آخرين، بينما لقي جندي روسي مصرعه وأصيب 3 آخرون بقصف مدفعي استهدف دورية للشرطة العسكرية الروسية ضمن مناطق سيطرة قسد في ريف حلب الشمالي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

من جانبها، انخرطت روسيا في التصعيد الميداني، وشنّت 3 ضربات جوية منفصلة ضد مناطق النفوذ التركي، منذ الإعلان رسمياً عن موعد الجولة العشرين من أستانة، آخرها الثلاثاء، حيث استهدف الطائرات الروسية أطراف مدينة إدلب المحسوبة على مناطق نفوذ أنقرة.

لكن اللافت، هو دخول النظام السوري على خط التصعيد عشية انعقاد أستانة، عبر إرسال أرتال ضخمة مدججة بالدبابات والمدافع ذاتية الحركة، إضافة إلى مئات الجنود، إلى الجبهات في ريف حلب الشمالي، لم تعرف وجهتها النهائية حتى الآن، إلا أن ناشطين معارضين أكدوا ل”المدن”، أن الوجهة النهائية كانت مناطق تمركز قسد في منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، وذلك على نقاط التماس مع الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا.

وقالت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام إن التعزيزات تأتي بالتزامن مع التصعيد التركي ضد قسد، ما يعني أن وجهة الأرتال النهاية هي في الغالب مناطق نفوذ الوحدات الكردية.

وتؤشر تبعية هذه الأرتال إلى “اللواء-105” في الحرس الجمهوري، المتمرس على المعارك ضد الفصائل المعارضة منذ معارك دمشق وريفها، إلى تصعيد محتمل، وخصوصاً أنها المرة الأولى التي يتم فيها إرسال هذه القوات المزودة بدبابات ومعدات متطورة إلى الشمال السوري، لأن مهمة اللواء الأساسية تكمن في حماية النظام ورئيسه بشار الأسد، والمقار العسكرية الحساسة في العاصمة دمشق.

ويؤكد المحلل العسكري العميد عبد الله الأسعد وجود تحركات ميدانية ونشاط قتالي غير مسبوق على جميع الجبهات في الشمال السوري، لافتاً إلى أن تعزيزات الحرس الجمهوري أتت ب “تعليمات من الحرس الثوري الإيراني وبالتنسيق مع قسد”.

ويوضح الأسعد في حديث ل”المدن”، أن رفد النقاط الإيرانية في الشمال السوري، بدبابات قتالية سورية “يختلف عن السابق بشكل كبير”، لافتاً إلى أن مهمة تنسيق التحركات بين قسد والنظام السوري “تتولاها إيران”، لأن الروس منشغلون في أوكرانيا.

هذا التنسيق أكدته زيارات قائد فيلق القدس في الحرس الثوري إسماعيل قاآني ومستشاريه إلى غرفة العمليات في منطقة السفيرة ومواقع عسكرية أخرى على جبهات ريف حلب، بحسب الأسعد، مؤكداً أن القادم “لن يكون كما تشتهي أطراف أستانة”.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى