كشف مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر يفيموف عن طلب رئيس النظام السوري بشار الأسد قرضاً مالياً جديداً خلال زيارته الأخيرة إلى روسيا، مشيراً إلى أنه يجري التحضير لمسودة خريطة الطريق الخاصة بتطبيع العلاقات بين النظام وتركيا.
وقال يفيموف إن قضية منح قرض جديد للنظام من قبل موسكو “أمر مطروح على جدول الأعمال”، موضحاً أن روسيا خصصت قرضاً حكومياً للنظام في وقت سابق و”تم سحبه بشكل كامل من الجانب السوري”.
وأضاف في حديث لصحيفة “الوطن” الموالية للنظام أن الأسد ناقش خلال زيارته إلى الأخيرة إلى روسيا، مسألة القرض مع الرئيس فلاديمير بوتين، إلا أنه أشار إلى أن حسم المسألة لم يتم بعد.
وقال يفيموف: “آملُ أن يتم حلّ هذه المسألة التي تُعد مُهمة للغاية وتتطلب دراسة متأنية مع مراعاة عدد من الظروف المرافقة لها بشكل إيجابي”، مشيراً إلى أن روسيا ستوقع خلال اجتماع لجنة التعاون التجاري والاقتصادي مع النظام على عدد من المشاريع بعضها من النوع الاستثماري، وسيتم تنفيذها من قبل الشركات الروسية.
وكان الأسد قد أجرى زيارة إلى روسيا منتصف آذار/مارس، على رأس وفد اقتصادي حيث التقى بوتين وتم توقيع ومناقشة عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بين الجانبين.
وحصلت روسيا بعد تدخلها عسكرياً بشكل مباشر لصالح النظام في معاركه ضد الفصائل المعارضة في 2015، على عدد من العقود الاستثمارية الحيوية لمرافق حساسة في البلاد طويلة الأمد، أبرزها منح روسيا عقد استئجار ميناء طرطوس على ساحل البحر المتوسط لمدة 49 عاماً.
وعن مسار تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام، قال يفيموف إن الطريق نحوه “طويل”، لكنه حقق نتائج “إيجابية” عقب اجتماعات اللجنة الرباعية، مضيفاً أنه يجري “وضع مسودة خريطة الطريق الخاصة بتطوير العلاقات السورية- التركية”، كما سيتم مناقشة هذه المسودة في القريب العاجل بحسب تعبيره.
وقال: “من الصعب في غضون أسابيع أو أشهر قليلة استعادة ما تمّ تدميره لمدة 12 عاماً، إذ ينتظرنا الكثير من العمل الشاق في هذا الاتجاه ويجب الاعتراف بصراحة أن مواقف الطرفين لا تزال بعيدة عن بعضها بعضاً”.
ويسير التقارب التركي مع النظام السوري وفقاً لاجتماعات رباعية بين روسيا وتركيا والنظام السوري، حيث تم عقدها على مستوى وزراء الدفاع ورؤساء الاستخبارات على مرتين، بينما عُقدت على مستوى وزراء الخارجية مرة واحدة في 10 أيار/مايو.
وجرى الاتفاق خلال الاجتماع الرباعي على مستوى وزراء الخارجية على تشكل لجنة رباعية مكونة من نواب الوزراء الأربعة من أجل مواصلة مسار التطبيع بين الجانبين، وذلك وفقاً لخريطة طريق في هذا السياق، بحسب ما أعلن الجانبان الروسي والتركي.
المصدر: المدن