الترحيب بـ”عودة الأسد” يكشف تراجعًا قطريًا.. وكلمة السر “العلاقة مع السعودية”

يسلط ترحيب جامعة الدول العربية بعودة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى صفوفها الضوء على مدى تراجع قطر في مساعيها الرامية لأن تكون صوتاً دبلوماسياً له ثقله في الشرق الأوسط، وفقا لتحليل نشرته وكالة رويترز، الخميس.

وذكر التحليل أن قطر سحبت على مضض، في وقت سابق من هذا الشهر، معارضتها لمبادرة السعودية بإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية. وأوضحت أنها تعارض تطبيع علاقاتها مع دمشق، لكنها قالت إنها لن تقف في طريق الإجماع العربي.

وأشار التحليل إلى أن الاستياء من هذه الخطوة كان واضحا لدى البعثة الدبلوماسية لجماعة معارضة السورية في الدوحة، تعترف بها قطر كسفارة رسمية، ويذكّر بمدى التغيير الحاصل في السياسة القطرية.

ونقلت الوكالة عن القائم بأعمال البعثة السورية، بلال تركية، القول إن “قطر لم تقبل هذا القرار، لكنها لم تقف في طريقه”.

ويرى محللون أن التغيير في موقف الدوحة بشأن سوريا مؤشر على أنها ربما تتراجع عن سياستها الخارجية الإقليمية التي كانت طموحة في السابق لتجنب إثارة حفيظة جيرانها الأقوياء.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة تحليلات الخليج، جورجيو كافيرو، وهي شركة استشارية لتحليل المخاطر الجيوسياسية، ومقرها واشنطن، لرويترز إن السعودية استخدمت نفوذها على أعضاء جامعة الدول العربية لدفعهم للموافقة على إعادة سوريا للصفوف العربية.

وأضاف أن “قطر لم ترغب بلعب أي دور من شأنه أن يجازف بإغضاب القيادة في الرياض والعواصم العربية الأخرى”.

وأشار التحليل إلى أن قطر تعمل بشكل مطرد على إصلاح العلاقات مع السعودية ومصر والإمارات والبحرين.

وقال دبلوماسي غربي في الدوحة، تحدث لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الدولة الخليجية تعطي الأولوية لعلاقة عمل جيدة مع جيرانها، وخاصة السعودية.

وأضاف الدبلوماسي أن “هذا الأمر يجعلهم حريصين على تجنب التورط في مواجهات إقليمية، وهو السبب كذلك في تراجع انخراطهم في اليمن والسودان بشكل أقل مما كان عليه في السابق”.

وأكد مسؤول قطري لرويترز أن الدوحة تقول إن سياستها الخارجية “مستقلة تماما” وتسعى جاهدة “لبناء توافق في الخليج والمنطقة العربية الأوسع من خلال حوار بنّاء لا يضر بسياستنا الخارجية”.

وقال: “لهذا السبب قررت قطر عدم منع عودة سوريا إلى الجامعة العربية، لكنها لم تطبع العلاقات مع النظام السوري”.

واستعاد الأسد السيطرة على أجزاء كبيرة من سوريا بمساعدة إيران وروسيا، لكن مئات الآلاف من الأشخاص قتلوا في الحرب وفر الملايين من البلاد ولا تزال البلاد ممزقة واقتصادها مدمرا.

وقال أستاذ الشؤون الحكومية بجامعة جورجتاون في قطر، مهران كامرافا، لرويترز إنه مع خسارة الحركة المناهضة للأسد في سوريا “غيرت السعودية والإمارات سياستهما بشكل كبير، لكن قطر لم تفعل ذلك”.

وعارضت قطر في البداية الجهود السعودية لحشد الدعم من أجل رفع تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية.

لكن محللين يتساءلون إلى متى يمكن للدوحة أن تحافظ على هذا الموقف.

وقال الخبير في الشؤون السورية ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس، للوكالة إن قطر “تدرك جيدا أنها خسرت، لكنها تريد أن تكون آخر دولة تطبع مع سوريا”.

المصدر: الحرة. نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى