في وداع ” كبير ” جيلنا بالقيمة والمعنى..|| دمعة شجن وعتاب يارفيق العمر علي الشهابي ” علي العبدو “…!!

محمود خزام

بالنسبة لي الحديث عن ” ابو يعرب ” بالضرورة كان يجب أن يأخذ منّي وقتا أطول، سواء أكان ذلك على الصعيد الإنساني وصدمته الحارقة ، او كان على مستوى ” سيرة ” صديقي ورفيقي الأقرب حينها الى عقلي وقلبي ووجداني..

لكني وبصراحة وحتى لا اسمع واسمح لكلام ” خارج النص ” فضّلت الكتابة الآن..

لذلك فإن الحديث عن ” ابو يعرب ” أيام

” الاندفاعة ” الفكرية والسياسية ذات ” الللهيب ” الخاص ، يختلف عن الحديث عن الايام ” المُلتبسة ” ذات ” الحيرة والصفّْنة ” التي ميزت مرحلة” ابو محمد “

الموظف الهادئ المؤمن..؟!

من أجل ذلك فإن الحديث عن ” علي العبدو ” لايتم بالتقطيع ” شقفة شقفة ” ولا بالتوصيل وكأنه ” ماس كهربائي..تري فاز” لايجب ولايجوز الاقتراب منه …؟!

فأنا حين أصفه ب ” كبير ” جيلنا لا أقصد فارق العمر الذي لم يتعدى السنة او السنتين او حتى الثلاث سنوات مع أصغر أفراد ” مجموعتنا او شلّتنا ” الثورية الفكرية المتمردة المعارضة …

علي العبدو كان ” مُنَظّم ” صفوفنا ” و

” كاتب ” هتافاتنا وشعاراتنا ” الاولى الصارخة في ” برّية ” الحرية والكرامة واسقاط انظمة القتل والاستبداد والرجعية والعميلة للامبريالية ، وتحرير فلسطين ” من الميّة للميّة ” والرافضة لمشروع التسوية وبرنامج النقاط العشر و ” دولة الكرتون ” المرفوضة..

ولو قيّض لي الحديث هنا وفي حضرة ” غياب ” علي ” الأول ” من مجموعة ” العليّين الشهايبة الشهيرة ” فلابد لي من ذكر ” علي الثاني ” وهو ” علي السعيد “

( المعتقل المزمن ) في زنازين ومعتقلات نظام ” الاب والابن ” القتلة ..

حيث مايزال علي السعيد وقد كان اكثرنا اندفاعا و ” يسارية مُشِّعة ” وابتسامة فارقة و ” عشق انتحاري ” ..مايزال ” مُغيب ” الى جانب عشرات الآلاف من خيرة ابناء وطننا الغالي سوريا داخل معتقلات وزنازين نظام القتلة….

وبالتأكيد لا انسى هنا ” علي الاصغر “وهو شقيقي الفنان الراحل ” علي المحمود “..!

وأيضا وأيضا لا يحق لي وانا أتحدث عن تلك المرحلة ” الاستثنائية ” في تشكيل وعينا الفكري والسياسي وحسّنا ونبلنا الإنساني في ما آمنا به وقاتلنا باحساس العاشقين من أجله ، الا أن اذكر رفاق وأخوة الدرب الذين بدأ بهم نظام ” القاتل الأب ” مخططه الاجرامي التدميري لذبح سوريا من الوريد للوريد وهم

أبطال وشهداء ( المنظمة الشيوعية العربية )….!؟

لذلك ، فإنني استميحكم عذرا بأنني لن أطيل الحديث هنا عن علي ” ابو محمد” أثناء وبعد انطلاقة الثورة السورية العظيمة وماجرى من تحتها وفوقها من مياه..؟؟!

كل مايمكنني قوله في ” رحيل ” رفيق العمر والدرب والمشوار ،بحلو هذا الدرب ومرّه…

علي الشهابي..علي العبدو..أبا يعرب.. لقد خدعتنا برحيلك الذي أتانا ” على غفلة ” ومن دون ” اشارة ” غير مضيئة ..فقد كانت أحاديثك الطويلة معي وكان آخرها بعد رحيل والدتنا ” عيوش، على الدوام مفعمة بضحكتك ” البهيّة ” وقولك ووعدك لي بأننا سنلتقي وفي مخيمنا

” قلعتنا ” التي كانت طوال عمرها عصّية على ” العواينية وكتّيبة التقارير ودوريات الأمن والمخابرات “..

وأنا اجاملك وابادلك الضحك ، وانت مصر وتقول:” والله يا ابو الفهد لترجع ورح ارجع احملك فوق راسي وتهتف بدنا تحكي ع المكشوف وخيانة مابدنا نشوف”….؟؟؟!!

وها أنت ياصاحبي تضع ” إيد فوق إيد “

وتجلس فوق ركام ” اليرموك ” الذي دمره وعفّشه ” التتار الجدد ” بمشاركة

” فصائل العار ” وصمت قيادات الممثل الشرعي والوحيد..

بقيت أنت ياصاحبي و” كوكبة ” قليلة مثلك تحاولون اقناع انفسكم بأن “عاصمة الشتات “ستعود لأصحابها واصحابها

” الحالمون ” سيعودون إليها….؟؟!!

لروحك الورد والسكينة والسلام….

العزاء والصبر للزوجة العزيزة والابناء

ولنا نحن اهلك واخوتك ورفاق دربك…

المصدر: صفحة محمود خزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى