عيسى المسالمة في ذمة الله

  عبد الرحيم خليفة

بينما يحيي السوريون الذكرى السنوية العاشرة لاشتعال ثورتهم المباركة عام ٢٠١١ ودع احرار درعا في ١٦ آذار/ مارس الجاري المناضل البارز عيسى المسالمة الذي غيبه الموت عن عمر يقارب ثمانية وسبعين عاما، حافلة بالعطاء والتضحية والالتزام بالقضايا الوطنية والقومية.

كان الراحل الكبير الذي غادر دنيانا وجها وطنيا معروفا على مستوى المحافظة وشكل حضوره دوما علامة فارقة في النضال الوطني الديمقراطي، حيث كان له دور مميز في بداية الحراك والثورة، التي عمل جاهدا مع آخرين، على الدفاع عنها وحمايتها من عسف النظام والتنكيل بأهلها، وهي المدينة التي كانت مهد الثورة وشراراتها الاولى، وقال كلمته قوية مدوية في وجه الطاغية الكوني حين لزم الأمر.

يرحل اليوم المحامي المناضل عيسى المسالمة والثورة لم تنجز من أهدافها الا القليل، تزامنا مع ذكراها العاشرة وسقوط أول شهيدين من شهدائها على أرضها(حسام عياش ومحمود الجوابرة) ليترك لنا، نحن أصدقاؤه ورفاق دربه ولكل المؤمنين بالثورة، معنى ومغزى كبيرين حتى في رحيله.

منذ بداية شبابه انخرط في العمل السياسي الوطني والقومي فقد كان أحد كوادر فرع سورية من تنظيم الطليعة العربية. أي التنظيم الشعبي الناصري الذي تعرض لضربة قاصمة استئصالية في مطلع أيلول/ سبتمبر 1986، وانتهت حياته السياسية عضوا في المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي، قبل أن يجمد نشاطه بسبب المعوقات الأمنية بعد 2011، ولكن الراحل الكبير بقي متمسكا بمبادئه وقناعاته حتى آخر يوم من حياته، وبقي في مدينته درعا مرابطا رغم القصف الذي أودى بمنزله والمخاطر العديدة التي تعرض لها.

عرف عن الراحل ثقافته الواسعة والموسوعية في قضايا الصهيونية والصراع معها، وأولويتها ومحوريتها في تفكيره ونضاله، وعرف عنه حضوره الشعبي وكرمه وحضوره السياسي حتى أصبح واحدا من أبرز الوجوه الوطنية المشهود لها بالصلابة والأخلاق الحميدة والرفيعة، والهدوء وبعد النظر.

رحم الله راحلنا الكبير وجعل الجنة مأواه ومثواه مع الشهداء والصديقين والأنبياء.

باسمي وباسم (ملتقى العروبيين السوريين) وكل أحرار العروبة أعزي أسرته، زوجته وابنه المحامي خالد وابنتيه مريم ومنى، راجين المولى أن يلهمهم الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

يرحل أبو خالد بعد أن رحل محمد جبر المسالمة/ أبو فادي، وتيسير المسالمة/ أبو علاء دون وداع يليق بهم وبتضحياتهم وتاريخهم المشرف.

إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراقك محزونون.

وداعا عيسى المسالمة/ أبا خالد ستبقى ذكرياتنا معك وأحاديثنا ونقاشاتنا حاضرة تدفعنا الى مزيد من العمل والفعل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى