هل حسم العرب تنحية الائتلاف السوري..وتشكيل جسم معارض جديد؟

تجاوز الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي الحديث عن دور المعارضة السورية المستقبلي في الحوار لحل الأزمة في البلاد، على عكس ما هو الحال بالنسبة للحوار مع النظام السوري، والذي أكدت الجامعة على ضرورته بإعادته إلى مقعد سوريا في الجامعة، ما يفتح الباب حول تأكيد الأنباء المتداولة عن نيّة السعودية تشكيل جسم معارض جديد يقبل الحوار مع النظام.

لا تواصل مع المعارضة

وأكد زكي أن إعادة النظام إلى الجامعة العربية لا يعني أن المسألة السورية قد طويت صفحتها، لأن التداعيات الناتجة عنها لا تزال مستمرة، بداية بوجود ملايين اللاجئين السوريين، وليس انتهاءً بمسألتي الإرهاب ومكافحة المخدرات.

وقال إن الجامعة فتحت صفحة جديدة مع النظام من أجل مساعدة سوريا للخروج من المشكلات القائمة، مضيفاً ” ولكي نكون صريحين في تشخيصنا للأزمة السورية، ينبغي أن نفهم كيف يمكن التعامل مع الأزمة السورية ومشكلاتها، لتسوية كل هذه المشكلات”.

ورداً على سؤال حول ما إذ كان الحوار مع النظام السوري من قبل الجامعة ستتبعه خطوة مقابلة للحوار مع المعارضة، أم أن المعارضة أصبحت من الماضي، قال زكي: “كنا على مدى سنوات نتواصل مع المعارضة السورية، ونعرفهم عن قرب، وهناك منهم شخصيات وطنية تريد حل الأزمة السورية”.

واستدرك زكي: “لكن في المرحلة الحالية ليس هناك تواصل، إلا أنه في المرحلة القادمة ستكون الرؤية أكثر وضوحاً”، مشيراً إلى وجود نيّة لدى الجامعة العربية للحوار الإقليمي بشأن سوريا، مع تركيا وروسيا وإيران، لتسوية الأزمة بشكل نهائي.

جسم معارض جديد

ولا يحمل حديث زكي في قطع التواصل مع المعارضة جديداً، إذ سبق للائتلاف الوطني الممثل للمعارضة الإشارة إلى ذلك، بإعلانه عدم التشاور معه بشأن إعادة النظام إلى الجامعة العربية، لكن تلميح زكي الى وجود شخصيات تريد الحل في سوريا، يفتح الباب أمام تأكيد الأنباء عن نيّة السعودية تشكيل جسم معارض جديد مستعد للتفاوض مع النظام حول حل سياسي يتفق مع الرؤية العربية.

ويتفق الباحث السياسي فراس علاوي مع هذا الطرح، ويقول ل”المدن”، إن الجامعة العربية ستعمل على خلق حالة توازن في علاقتها بين النظام والمعارضة، لكن في الوقت نفسه، لن تعتمد على الائتلاف الذي أصبح خاضعاً للإرادة التركية بشكل شبه كامل، وإنما بتشكيل جسم معارض جديد من شخصيات ومجموعات معارضة أخرى، ثم إيجاد طرق للتواصل بينها وبين النظام.

ويعتقد علاوي أن دور الائتلاف سيقتصر في المرحلة القادمة على ممثل له في هذا الجسم الجديد، مرجحاً أن تخرج تيارات وسطية خلال المرحلة القادمة، بين النظام والمعارضة.


هل تمت تنحية الائتلاف؟

 

لكن عضو الهيئة السياسية في الائتلاف يحيى مكتبي يؤكد أن تشكيل جسم معارض جديد ليس بيد الجامعة العربية، لأن هيئة التفاوض، الذي يشكل الائتلاف عمودها فقري، هي المعترف بها دولياً لتطبيق القرارات الدولية، مشيراً إلى أن السعودية عندما جمعت المعارضة في مؤتمر “الرياض 1” عام 2015، كانت بتكليف دولي.

ويقول مكتبي ل”المدن”، إن هيئة التفاوض والائتلاف تشكيلهما بتوافق سوري- دولي، ولا يمكن اختزال دورهما بالتعاطي مع الجانب التركي فقط.

ولا يعتقد مكتبي أن الجامعة حسمت أمرها بتنحية الائتلاف من الحل السياسي وفقاً للخطة العربية، لكنه يرجح أن تكون الأطراف العربية التي شرعت بالتقارب مع النظام، تريد أن تعطي هذا الحل فرصة، مشيراً إلى أن الائتلاف أبلغ الجامعة وجميع هذه الأطراف بأن هذا التقارب لن ينتج حلولاً، لأن النظام لن يغير في سلوكه بأي اتجاه، سواء بإخراج المعتقلين أو عرقلة العمليات السياسية أو الحل الأمني بمواصلة قصفه المناطق المحررة.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى