اجتمع وفد “الهيئة السياسية العامة لمحافظة الحسكة” المعارضة بممثل وزير الخارجية التركية في ولاية غازي عينتاب التركية ومسؤول الملف السوري في الوزارة تشاغري ساكار، في لقاء خصص لبحث الأوضاع العامة للاجئين السوريين، وذلك مع تصاعد الخطاب المعادي للاجئين في الشارع التركي، بسبب الانتخابات الرئاسية وتحول الملف السوري إلى واحد من أبرز الملفات الانتخابية.
وعن مجريات الاجتماع قال العضو القيادي في “الهيئة” مضر حماد الأسعد، وأحد أعضاء الوفد الذي اجتمع بالمسؤول التركي، إن الاجتماع ناقش معاناة اللاجئين السوريين، والانتهاكات التي يتعرضون لها. وأضاف الأسعد لـ”القدس العربي” أن وفد الهيئة السياسية وضع المسؤول التركي بـ”الأثر الإيجابي” الذي أحدثه بعض اللاجئين في الاقتصاد التركي، مؤكداً أن “الاستثمارات السورية في تركيا أسهمت – إلى حد ما – في نمو الاقتصاد التركي”. وتابع حمد الأسعد بالإشارة إلى امتعاض غالبية السوريين من الخطاب “العنصري” لبعض الأحزاب السياسية التركية، وقال: “أكدنا للمسؤول التركي على ضرورة توفير البيئة الآمنة وفق القرارات الأممية تمهيداً لإعادة اللاجئين”.
وناقش الاجتماع حسب القيادي السياسي كذلك الأوضاع في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في الشمال السوري، مضيفاً أن “تحسين الخدمات في تلك المناطق من شأنه تسريع تنفيذ مخطط “العودة الطوعية” الذي تتبناه الحكومة التركية”.
وأكد نائب رئيس “الهيئة السياسية العامة لمحافظة الحسكة” فواز المفلح أن انسحاب القوت التركية من الشمال السورية من شأنه زيادة الفوضى في الشمال السوري وفي المناطق الحدودية التركية.
وقال لـ”القدس العربي” إن “الاجتماع ركز على التحديات التي يبعثها تواجد الميليشيات المدعومة من إيران في الشمال السوري وميليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
وتابع المفلح بأن انسحاب القوات التركية يشكل خطراً على الشمال السوري والأمن القومي التركي، وقال: “أكدنا للجانب التركي على أن الانسحاب يجب أن يكون مسبوقاً بحل سياسي يضمن تطلعات الشعب السوري وحقوقه”.
وكان وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، قد أكد قبل يومين على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من سوريا سواء كان في الشمال الغربي في إدلب، وفي كل المنطقة الواقعة بين سوريا وتركيا، إضافة إلى القوات الأمريكية في الشمال الشرقي وفي قاعدة الركبان.
ويبدو أن حديث المقداد جاء رداً على تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده لن تنسحب من سوريا قبل القضاء على التهديدات الإرهابية القادمة من الحدود المشتركة.
وفي سياق مواز، أكدت مصادر “القدس العربي” وصول تعزيزات عسكرية “ضخمة” لـ”التحالف الدولي” بقيادة واشنطن إلى قاعدة الشدادي جنوب الحسكة. وقال مضر حماد الأسعد، إن الوفد أخبر الجانب التركي بشأن زيادة الدعم العسكري المقدم لـ”قسد”، معتبراً أن “استمرار تقديم الدعم للميليشيات يهدد أمن سوريا وتركيا أيضاً”. ويضيف لـ”القدس العربي” أن “قسد” تعمل حالياً على عقد مؤتمر سياسي في العاصمة البلجيكية بروكسل، وضخت أموالاً طائلة لهذا الغرض، وما يدفعها مخاوفها من أن تكون الخاسرة الأكبر من تقارب تركيا والنظام السوري، مؤكداً أن “المباحثات بين “قسد” والنظام السوري متوقفة تماماً”.
المصدر: «القدس العربي»