في السابع عشر من شهر نيسان الماضي مرت الذكرى السابعة والسبعين لجلاء قوات الاحتلال الفرنسي من سورية.
جلاء المستعمر واستقلال سورية ثمرة من ثمرات نضال شعبها، حيث كان الاحتلال دافعاً لتوحد الشعب على اختلاف قومياته واثنياته، تجمعهم راية الوطن والتوق للحرية، ليعيش المواطن السوري حراً يختار دستوره وحكامه بعيداً عن الإملاءات الخارجية.
استقلت سورية وفرح الشعب، ولم يكن يدري انه على موعد مع ثلة مارقة من اذناب الاحتلال وصلت الى السلطة بانقلابات عسكرية ،حاملة شعارات براقة، ظاهرها تحقيق احلام المواطن، وباطنها تدمير الوطن واستعباد المواطن، وتحقيق ماعجز الاستعمار عن فعله.
رفعوا راية الحرية واستعبدوا الشعب ومزقوا وحدته الاجتماعية، رفعوا راية التحرر وباعوا اجزاءاً من الوطن وجلبوا محتلين جدد لاستمرار سلطتهم، فبعد ان كانت سورية محتلة من قبل الفرنسيين وحدهم أصبح الايرانيون ،والروس، والاتراك، والامريكيون، محتلين جدد بفضل سياستهم وشعاراتهم الوطنية الكاذبة.
في ظل الحكام ( الوطنيين) وتحت الشعارات الوطنية والقومية الكاذبة، يعيش المواطن السوري أقسى وأصعب مراحل حياته، وبفضل هؤلاء يعيش الوطن حالة من التمزق لم يشهدها من قبل.
في ظل الاستعمار كان المواطن يرفع صوته عالياً مطالباً بتحرير وطنه لايخشى جبروت الاحتلال، وفي عهد عبيد السلطة اذناب الاحتلال رافعي الشعارات الوطنية لايتجرأ المواطن ان يرفع صوته لرفع الظلم عنه خوفاً من الاعتقال والسجن والموت المحقق.
وحدنا الاستعمار وفرقنا ( الوطنيون) طلاب السلطة الذين اجرموا على مدى عقود بحق الشعب والوطن، وتحت شعارات وطنية وقومية لاعلاقة لهم بها.
ثلاث وعشرون عاما قضاها المحتل الفرنسي في سورية كانت كافية لأن تجمع كل فئات الشعب تحت راية الوطن، وتوحد قواهم ،وتزرع الالفة والمحبة والتعاضد بينهم، وثلاث وخمسون عاماً من حكم دعاة الوطنية زرعت الفرقة والخوف والرعب في صفوف الشعب، وجلبت الاحتلالات المركبة ،وقتلت وهجرت وشردت نصف الشعب،
وواقع حالنا في ظل هذه الطغمة الحاكمة يقول: كم نحن بحاجة الى مستعمر مباشر لاعلاقة له بهؤلاء ( الوطنيين )، لنستعيد وحدتنا ونعمل على تحرير وتوحيد وطننا .
المصدر: كل العرب