تساؤلات مهمة ومصيرية

د- نوار عطفة

‎كيف نفهم الموقف الصادم والمفارقة المرعبة بين الموقف جد الايجابي من الشعب المصري تجاه اخوانه من الاقليم الشمالي واحتضانه لهم وبين موقف النخبة السياسية والثقافية والتي ادارت ظهرها لنهر الدم السوري .

‎من الممكن أن تكون هذه المفارقة ناتجة عن العوامل المختلفة التي تؤثر في كل من الشعب المصري والنخبة السياسية والثقافية، وقد يتضمن ذلك العوامل الثقافية والتاريخية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية.

‎فيما يتعلق بالشعب المصري، فقد يكون لديهم توجهات ومعتقدات مختلفة تجاه الأقليات الإقليمية، مثل الإخوان المسلمين في سوريا. وذلك قد يعكس التاريخ والعلاقات الثقافية بين الشعوب، وقد يتأثر أيضًا بالسياسة الداخلية والخارجية لمصر والدول المجاورة.

‎أما بالنسبة للنخبة السياسية والثقافية، فقد يكون لديهم أجندات مختلفة تجاه الأحداث الدولية، وقد يتضمن ذلك الانشغال بالقضايا الداخلية والانتخابات والحفاظ على السلطة، وقد لا يتمحور اهتمامهم حول الأحداث الدولية، مثل النزاع السوري أو الثورة السورية. بنفس القدر الذي يتمحور فيه اهتمام الشعب المصري.

‎بشكل عام، يمكن أن يؤدي تفاوت الآراء والتوجهات بين الشعب والنخبة السياسية والثقافية إلى حدوث تباين في الرؤى والأفكار والمواقف المتعلقة بالأحداث الدولية، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث مفارقات وصدامات في المواقف. ولذلك، من المهم العمل على تحسين التواصل بين الشعب والنخبة السياسية والثقافية، وتعزيز الحوار والتفاهم لتحقيق الوحدة والتضامن في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

‎علاوة على ذلك، يمكن أن يتأثر الموقف والمفارقة المرعبة بين المواقف المختلفة للشعب   المصري والنخبة السياسية والثقافية بالتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. فقد يؤدي التغير السريع في الأوضاع السياسية والاجتماعية في المنطقة إلى ظهور مواقف مختلفة بين الشعوب والنخب السياسية في الدول المجاورة.

‎لذلك، من المهم عدم التقيد بالمفاهيم العامة والتوجهات النمطية، وإدراك أن المواقف المختلفة يمكن أن تتغير بمرور الوقت وتطور الأوضاع، وبالتالي يجب العمل على تحسين التفاهم وتعزيز الحوار لتحقيق الوحدة والتضامن بين الشعبين الشقيقين والنخبتين السياسية والثقافية في مواجهة التحديات المصيرية امامهما.

‎هل اشترت ايران النخبة السياسية المصرية للوقوف مع الاسد وضد الشعب ؟ لا يوجد دليل يثبت أن إيران اشترت النخبة السياسية المصرية للوقوف مع الأسد وضد الشعب. هذه الادعاءات لا يمكن الجزم بها إلا بوجود أدلة موثوقة ومؤكدة، ولا يمكن الاستناد إليها بشكل كامل ودون تحقق. يجب علينا دائماً التحقق من صحة المعلومات والتأكد من مصادرها قبل تصديقها.

‎فكيف نفسر ان تدير المعارضة المصرية ظهرها لنهر الدم السوري ؟ لا يمكن التعميم على المعارضة المصرية بشكل عام، فهي تتكون من جماعات وأفراد مختلفين، ولكل منهم أسبابه ودوافعه وأهدافه المختلفة. قد يكون هناك بعض الأفراد أو الجماعات المعارضة في مصر قد اختاروا عدم التدخل في الصراع السوري لأسباب مختلفة، منها عدم رغبتهم في الانخراط في صراعات خارجية، أو عدم رغبتهم في التحالف مع بعض الأطراف السياسية التي يرونها غير ملائمة. ومن الجدير بالذكر أنه من الممكن أيضًا أن يكون بعض المعارضين المصريين قد أدانوا استخدام القوة والعنف ضد المدنيين في سوريا، ولكنهم قد اختلفوا بشأن الوسائل التي يجب استخدامها لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا. ينبغي الإشارة إلى أن الوضع السياسي والأمني في كل من مصر وسوريا يختلفان كثيراً، ولا يمكن التعميم على القضايا السياسية والأمنية في هذين البلدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى