ظهرت على موقع “يوتيوب” مقاطع الفيديو الدعائية التي تمجد شركة “فاغنر” العسكرية الخاصة وهي الشركة التي صنفتها الولايات المتحدة “منظمة إجرامية عابرة للحدود”. ولا تقتصر مقاطع الفيديو الخاصة بـ”فاغنر” على الدعاية المباشرة لها بل تمتد إلى جمع الأموال لشراء زي مقاتلي المجموعة، بينما توجه بعض مقاطع الفيديو المشاهدين إلى مقاطع فيديو تعرض محتوى ترويجياً شديد العنف لمرتزقة فاغنر وتحظى بمشاهدات كثيرة. ويشير ذلك إلى أن الإرهابيين بدؤوا يتوغلون في فضاء الإنترنت الغربي بصورة رسمية، وذلك بصرف النظر عن جرائم مقاتلي “مجموعة فاغنر” في جميع أنحاء العالم.
تشارك “مجموعة فاغنر” في الحروب والصراعات حول العالم حيث يقترف مرتزقتها فظائع وجرائم حرب ويعاملون أسرى الحرب معاملة قاسية. على سبيل المثال، قتل عدد من مقاتلي فاغنر الروس جندياً سورياً بطريقة وحشية في سوريا عام 2017 بعدما قطعوا يديه ورأسه وعلقوه رأساً على عقب وأحرقوه. حصلت قناة “سي إن إن”، 12 نيسان/ أبريل، على مقطع فيديو يظهر قطع مرتزقة فاغنر رأس اثنين من أسرى الحرب الأوكرانيين، وتشير الظروف الجوية والسمات البيئية إلى أن الجريمة وقعت هذا الربيع أثناء معارك باخموت في دونباس.
نشرت وسائل الإعلام الأوروبية، في آذار/ مارس، معلومات حول تغلغل مرتزقة “مجموعة فاغنر” في دول الاتحاد الأوروبي لغرض زعزعة استقرارها. وتفيد تلك البيانات بأن عدد المجرمين المسرّحين الذين قاتلوا في أوكرانيا قد يصل إلى 20 ألف بعد ستة أشهر. وطبيعة الحال، لن يكون جيش المجرمين المحترف مرحباً به في روسيا، ولذلك سيرسل أولئك المرتزقة إلى أوروبا لارتكاب جرائم هناك والمساهمة في زعزعة الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
إلى جانب الوجود الفعلي للمرتزقة الروس والمجرمين المسرّحين في الدول الغربية، فإن وجودهم في الفضاء الافتراضي آخذ في الازدياد. بالنظر إلى الطبيعة الإرهابية لـ”مجموعة فاغنر” وارتكاب جرائم القتل الاستعراضية أمام الكاميرات، فإن وجود إعلانات لهذه المجموعة أمر غير مقبول ويشكل خطراً مباشراً على مواطني الدول الغربية. لا بد من حظر أي وجود لتشكيلات عسكرية روسية على الإنترنت وحذفه لأنه يؤجج نار الحرب الإجرامية أكثر التي قد تتجاوز حدود أوكرانيا إذا لم يتم إيقاف بوتين.
المصدر: polskienowiny