- إسرائيل وفلسطين وسورية.
- (اسرائيل)
في فصل جديد يعود الكاتب ليتحدث عن الموقف الإسرائيلي مما يحصل في سورية. انهم فرحين من المآل الذي وصلت به الأوضاع في سورية. فهم غير حريصين على ان يسقط النظام المستبد السوري، انهم يعلنون موقفهم بأن “شيطان تعرفه خير من شيطان لا تعرفه”، وذلك حين التحدث عن بديل نظام الأسد، هم سعيدون لكون الجبهة السورية ساكنة عبر عقود، وعدم جدية النظام في استرداد الجولان، ودمار سورية والحرب الأهلية فيها، لسان حالهم يقول لنجعل أعداءنا يقتلون بعضهم، ل(إسرائيل) دور في عدم إسقاط النظام، وعدم ضربه بعد استخدامه الكيماوي، وتدمير مخزونه من الأسلحة الكيماوية، واستباحة سمائه وأرضه من (الإسرائيليين) لضرب أي هدف يرونه يضرهم استراتيجيا، سورية الضعيفة المتصارعة المدمرة العاجزة عن العيش، المستمرة في الحرب الاهلية، هي أفضل شكل لسورية كما تريدها (اسرائيل)، هناك توافقات دولية وبرضى (اسرائيلي) على اعادة تعويم النظام السوري بعد ان دمر البلاد وشرد نصف الشعب وقتل واصاب اكثر من مليون إنسان سوري.
- فلسطين
يرصد الكاتب الموقف الفلسطيني شعبا وقوى سياسية مما يحصل في سورية، ويجد أن الشعب الفلسطيني عموما مع الشعب السوري ومطالبته بحقوقه، في مواجهة النظام الاستبدادي، وكذلك قواه السياسية ممثلة بالسلطة الفلسطينية وحركة فتح، وأن الفلسطينيين يدركون حقيقة النظام السوري منذ اجتاح مخيم تل الزعتر الفلسطيني في لبنان ١٩٧٥م وبعده الصراع مع ابو عمار وطردهم من لبنان ومحاولة مصادرة الورقة الفلسطينية من قبل النظام السوري. وكذلك موقف حركة حماس التي انتصرت للشعب السوري وحقوقه في مواجهة النظام رغم دعم حركة حماس من النظام السوري وإيران في وقت سابق. لم يستطع الفلسطينيين أن يتجاوزوا محنة السوريين واصروا على دعم الشعب السوري ولو معنويا، وللعلم كثير من الناشطين الفلسطينيين جزء من الثورة السورية، والتأكيد على التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني في أغلب المخيمات الفلسطينية في سورية التي كان عاش بها عبر عقود، شردوا كالشعب السوري ودمرت مناطقهم، وعاشوا اللجوء مرة أخرى.
- أمريكا وروسيا والقوى الخارجية.
- أمريكا.
يتابع الكاتب رصد الموقف الأمريكي من الثورة السورية، وأنها كدولة تناصر حق الشعوب في مطالبها الديمقراطية، لكنها وبعد تجربة ليبيا والتدخل الخارجي، وسقوط الدولة الليبية لصالح جماعات الإرهاب المتصارعة، جعلت موقفها يتناغم مع الموقف الروسي بإعلان استحالة الحل العسكري، الذي عنى إعطاء النظام السوري تصريحا أمريكيا ضمنيا ان ينهي الثورة بالطريقة التي يريدها، والذي عنى دخول سورية في نفق الحرب الأهلية والطائفية، وولادة وتوسع الجماعات الإرهابية القاعدة وداعش والنصرة، والتي جعلت أمريكا تهتم بمحاربة الإرهاب وترك سورية والسوريين ضحايا أمام آلة النظام القاتلة منه وحلفائه. لم يكن حساب الضحايا بمئات الآلاف ولا المصابين ولا ملايين المشردين يعني عند الأمريكان شيء، إلا بشكل إغاثي رمزي عليهم أن يقدموا الدعم به، وترك الواقع السوري لتداعيات صراع الدول والقوى على الأرض السورية بدماء السوريين. تناغم الموقف الأمريكي مع الموقف (الاسرائيلي)، بترك السوريين يقتلون بعضهم، والخوف من بدائل النظام السوري على سوئه قياسا لمصلحة اسرائيل وامريكا، لذلك تركت امريكا الحالة السورية تتحرك ذاتيا دون ان يسمح لاي طرف ان ينهي الصراع لصالحه، أن الحالة السورية تظهر في أوائل ٢٠١٤م وكأنها صراع يستمر للأبد. وأن المسار السياسي الذي يراوح مكانه خير بديل عن فعل حقيقي لحل المشكلة السورية لا يريده احد وخاصة أمريكا وإسرائيل.
- روسيا.
لم تكن سورية يوما خارج اهتمام روسيا، فهي كانت جزء من حلفها أيام الاتحاد السوفيتي، وعادت بعد عودة روسيا بقوتها في عهد بوتين لتكن سورية متحالفا مع روسيا وبينهما مصالح عسكرية وسياسية، وعندما حصل الربيع العربي أدرك الروس خطأهم عندما تركوا ليبيا للغرب وأسقطوا نظاما كان حليفا لها، لذلك رفضوا أن يمرروا أي قرار دولي ضد النظام السوري، عبر الفيتو الدائم من روسيا، وكذلك قدمت روسيا بالتحالف مع إيران جميع أشكال الدعم العسكري وفي كل المجلات لمنع اسقاط النظام السوري، ثم لتقويته ليسترد الكثير مما خسر من مساحة سورية. روسيا تعتبر النظام السوري حليف استراتيجي لذلك منعت إسقاطه ، وتعمل على اعادة تأهيله مجددا. ان عمل روسيا يتناغم مع عمل أمريكا و(إسرائيل)، ولو أن لكل منهم مبرراته المختلفة.
- الدول الأوربية والعربية الخليجية.
كانت مواقف الدول الأوروبية في القضية السورية تابعة لأمريكا في أغلب مواقفها، ولم يتجاوز دورها المساعدة والدعم الإنساني والإغاثي، وحماية نفسها من طوفان اللاجئين السوريين راكبين بحار الموت، أو امتداد الجماعات الإرهابية داخلها ، القاعدة وداعش، كانت أوربا شاهدة زور على مأساة السوريين، همها كيف تحمي نفسها من الوباء السوري، للاسف.
أما الدول العربية الخليجية خاصة فقد كانت حليفة للثورة والثوار من موقع المصالح حيث الحرب على نظام حليف لإيران، وليس انتصارا لمطالب السوريين المحقة، لكن لا بد من القول أن حدود الدعم لم يتجاوز جعل الثوار يستمرون بالصراع دون قدرة الانتصار، ودعم السياسيين ليجدوا منابر يتحدثوا فيها وفرصة لترديد ما يعتقدون أنه الحل الأمثل، لقد ساهمت الدول العربية بتجهيز المسرح ومساعدة الأطراف أن يقدموا أدوارهم في مسرحية قتل السوريين وتشريدهم وتدمير بلدهم. يدا بيد مع النظام وحلفائه وأمريكا والعالم أجمع.
- اخيرا.
لا يد من القول أننا أمام كتاب مهم جدا يكاد يكون تأريخ للقضية السورية عبر قرن حتى تاريخ ٢٠١٤م، وأنه غطى تقريبا وبأمانة أدوار كل الأطراف في القضية السورية، لكن ما لفت نظرنا غياب الحديث عن البنية العميقة للنظام السوري، من حيث عمقه الطائفي، بدأ من ايام الفرنسيين والتجنيد للأقليات ومنهم العلويين، الالتحاق بالجيش من قبل العلويين سواء كجنود أو صف ضباط وضباط، سيكون حافظ الأسد وصلاح جديد بعضهم، كيف ركب الضباط العلويين حزب البعث واستثمروه سياسيا، وكيف استحوذوا على السلطة علويين بعثيين وعسكر في عام ١٩٦٦، ثم كيف أصبح حافظ الأسد القائد العلوي العسكري المطلق لسورية منذ ١٩٧٠ حتى ٢٠٠٠م وكيف استمر ابنه بعده للان مطلع ٢٠١٩م، كيف تغلغل النظام ببنيته الطائفية العلوية في الجيش والأمن عبر عقود، وكيف استحوذت أخيرا على أغلب مفاصل الدولة، وكيف أصبح الحكم عائليا وطائفيا للنظام، كل هذا لا يعني أنه لا يوجد مظلومين ومعارضين بين العلويين، لكن الأغلب الأعم هم منتمين للنظام ومعه حتى النهاية ويربطون مصيرهم بمصيره، لأن مصالحهم مترابطة ولا الفكاك لها. لذلك سيكون فهم النظام كيف أراد أن يظهر بثوب طائفي علوي ليورطهم كلهم معه في حربه، ويدفع السنة أن يدخلوا في حرب طائفية تنتج القاعدة وداعش والنصرة، وتحول ثورتنا عند العالم لحرب اهلية، وتأتي الجيوش وتحارب السوريين على انهم ارهابيين، تعتمد الصمت المبارك ضمنيا قتل السوريين على يد النظام الاستبدادي الطائفي المجرم.
كان يجب أن يتم إضاءة طائفية النظام ليكتمل الكتاب ويتحول وثيقة مرجعية عن سورية عبر قرن وخاصة في فترة ثورتها الحالية بعد عام ٢٠١١م.
مرة أخرى الشعب السوري يستحق أن يعيش إنسانيته، وينتصر لحريته وكرامته وحقه بالعدالة والديمقراطية والحياة الأفضل، لأن هذا حقه، ولو تكاتف العالم كله ضده.