قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، إن خمسة أعضاء على الأقل في جامعة الدول العربية، من بينهم المغرب والكويت وقطر واليمن، يرفضون حالياً عودة النظام السوري إلى الجامعة، إضافة إلى مصر، التي أحيت علاقاتها مؤخراً مع النظام السوري وهي حليف قوي للسعودية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب، اليوم الأربعاء، أن هذه الدول تريد من رئيس النظام السوري بشار الأسد التعامل أولاً مع المعارضة السياسية السورية بطريقة تمنح جميع المواطنين صوتاً لتقرير مستقبلهم.
وأكد المسؤولون العرب أن بشار الأسد حتى الآن لم يُظهر حتى الآن أي اهتمام بالتغيير السياسي.
ما الشروط العربية للتطبيع مع الأسد؟
وذكر المسؤولون العرب أن بعض الدول التي تعارض إعادة قبول النظام السوري ضاعفت من مطالبها، ووضعت شروطاً للتطبيع من أبرزها أن يقبل بشار الأسد بدخول قوات عربية إلى سوريا لحماية اللاجئين العائدين، ومكافحة عمليات تهريب المخدرات إلى دول الجوار، ومطالبة إيران بالتوقف عن توسيع نفوذها في البلاد.
كما أن لبعض الدول العربية مطالب ثنائية، حيث أكد المسؤولون أن المغرب، على سبيل المثال، تريد من النظام السوري إنهاء دعمه لجبهة البوليساريو الانفصالية، التي تريد استقلال الصحراء الغربية.
وكذلك الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، على الرغم من ارتباطها الوثيق بالسعودية، تعارض أيضاً التطبيع الفوري مع النظام السوري بسبب دعمه لجماعة الحوثي.
ضغوط أميركية وغربية لوقف التطبيع مع النظام السوري
وخلال الأيام الماضي ضغطت الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية على الدول العربية للتوصل إلى موقف منسق من النظام السوري، وفقاً لمسؤولين أوروبيين وعرب.
وطلبت دول غربية من الدول العربية دعم قرار الأمم المتحدة (2254)، الذي ينص على وقف إطلاق النار على في عموم سوريا، تهيئة الظروف المؤاتية للعودة الآمنة والطوعية للاجئين والنازحين، إلى جانب إطلاق سراح السجناء السياسيين، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، وفقاً للصحيفة.
وأوضح المسؤولون العرب أن السعودية والإمارات، على الرغم من النفوذ المالي والسياسي لهما، من غير المرجح أن تجبرا الآخرين على تسريع خطوات التطبيع مع النظام السوري.
ويأتي ذلك تزامناً مع وصول وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد إلى مدينة جدة السعودية، اليوم الأربعاء، تلبية لدعوة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، وذلك في أول زيارة لمسؤول رفيع من النظام إلى المملكة منذ العام 2011.
وجاءت زيارة المقداد أيضاً قبيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سينعقد، يوم الجمعة، في جدة، للتباحث بشأن عودة النظام للجامعة العربية.
ويوم أمس الثلاثاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إن موقف بلاده لم يتغير تجاه قرار عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية.
وينص النظام الداخلي للجامعة العربية على أن القرارات يجب أن تتخذ بالتوافق وليس الأغلبية، ولذا فإن استمرار معارضة بعض الدول لعودة النظام السوري للجامعة العربية كفيل بعرقلة الخطوة.
تحولات الموقف السعودي تجاه النظام السوري
ومنذ بداية الثورة السورية عام 2011، اتخذت السعودية موقفاً قوياً إزاء النظام السوري وقطعت العلاقات معه، وأكدت في أكثر من مناسبة على ضرورة رحيل بشار الأسد من السلطة، كما دعمت تيارات من المعارضة السورية.
لكن الخطاب السعودي العلني شهد منذ مطلع العام الحالي تبدلات عدة، برزت خصوصاً مع وقوع الزلزال في سوريا وتركيا في 6 شباط الماضي، إذ بادرت السعودية لأول مرة إلى إرسال مساعدات إلى مناطق سيطرة النظام السوري عبر طائرات حطت في مطاري حلب ودمشق.
وفي 23 من آذار الماضي، قالت الخارجية السعودية، إن المملكة تجري محادثات مع النظام السوري لاستئناف تقديم الخدمات القنصلية بين البلدين.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا