شكك وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بقيمة التأثير الذي يمكن أن يحققه اللقاء السياسي بين رئيس النظام السوري، بشار الأسد، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
وقال جاويش أوغلو، “لا يمكن أن نقول أي شيء ضد التعليقات في وسائل الإعلام الدولية. يجب مسائلة الأسد. لقاء الأسد قبل أو بعد الانتخابات لن يكون ميزة لنا، ربما سيكون عائقًا”.
واعتبر الوزير أن “الأزمة المستمرة منذ 11 عامًا لن تحل بهذه الطريقة”، مشددًا في الوقت نفسه على الحاجة لحل دائم لإعادة بناء البلاد، في إشارة إلى سوريا.
وتنظم الانتخابات الرئاسية التركية في 14 من أيار المقبل، وسط تنافس بين حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، وحلفائه وأبرزهم حزب الحركة القومية، في مقابل تحالف معارض يضم طاولة سداسية، يقودها كمال كيلتشدار أوغلو.
وحول موعد اللقاء الرباعي لوزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران وسوريا، أوضح الوزير أنه سيعقد في بداية أيار المقبل، في موسكو، وفق المعلومات الأولية التي تلقتها أنقرة من الروس.
وأضاف خلال مقابلة مع قناة “A HABER” اليوم، الاثنين 10 من نيسان، أن اللقاء سيعقد في الفترة المقبلة، وهو أمر جرى نقاشه مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال زيارته إلى تركيا قبل أيام، موضحًا أن الهدف من الحوار إحياء العملية السياسية التي لم تسفر حتى الآن عن أي نتائج، وفق قوله.
كان السفير الروسي لدى النظام، ألكسندر يفيموف، صرّح أمس الأحد، لصحيفة “الوطن” المقربة من النظام، أن انعقاد اجتماع الوزراء جرى تأجيله إلى بداية أيار، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الاتصالات والمشاورات مستمرة بين الأطراف المعنية، للوصول إلى نتائج إيجابية في هذا الإطار.
شروط النظام
وفي 4 من نيسان، انعقد لقاء نوّاب وزراء الخارجية للأطراف الأربعة ذاتها، في العاصمة الروسية، بعد تأجيل سابق حصل في اليوم المقرر لانعقاد اللقاء في 16 من آذار.
وخلال اللقاء، اعتبر نائب وزير الخارجية السوري، أيمن سوسان، أن إعلان تركيا رسميًا، وبشكل لا لبس فيه، أنها ستسحب قواتها من الأراضي السورية كافة، والبدء الفعلي بالانسحاب، هو “المدخل لإعادة التواصل بين الجانبين”.
وقال سوسان، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، “لم نرَ أي مؤشرات إيجابية بخصوص انسحاب القوات التركية من سوريا أو محاربة الإرهاب والقضاء عليه في الشمال الغربي، وخصوصًا في منطقة إدلب، وإعادة بسط سلطة الدولة على هذه المنطقة، بل إن تركيا لم تلتزم بالتفاهمات في إطار (أستانة) أو مع الجانب الروسي”، وفق تعبيره.
الباحث في العلاقات الدولية محمود علوش، أشار في حديث سابق لعنب بلدي إلى حالة “مرونة جزئية” أبداها النظام في المفاوضات، عبر موافقته على المشاركة في الاجتماع قبل الحصول على ضمانات من تركيا بسحب قواتها من سوريا، بالإضافة إلى نجاح الضغوط التي تمارسها موسكو على دمشق للتخلي عن الشروط المسبقة، والقبول بمبدأ أن الحصول على مثل هذه الضمانات يُمكن أن يأتي كنتيجة لعملية التفاوض، لا كشروط مسبقة.
المصدر: عنب بلدي