رمضان ونحن 

بسام شلبي

رمضان جاء

مثل كل عام

و لكن نحن لسنا نحن

هم على هم

و حزن فوقه حزن

و جرح بعد جرح

و رمح تكسر

فوق سابقيه

و قد أثخن طعن

لحن على وتر يتيم

كله آهات.. و آهات

ليس مثله لحن

وطن أصبح مأوى

حقل رماية.. أو مبغى

أو مكب نفايات…

و لم يبق لي وطن

مشرد بين المنافي

أسأل الناس إلحاحا

عن ورق يثبتني

أو يعرف من نحن

نحن من صمنا النهار

و قمنا الليل..

و سبحنا في الأسحار

عدد الكواكب و النجوم

و كل ما في الكون

و فوق الكون كون

امتنعنا عن الطعام والشراب..

و هم يشربون دمنا كل يوم

لا شهر صيام

و لا أشهر حرم

أكلوا لحمنا أحياء و أمواتا

ليلا و نهارا

و لم يتبين لهم الخيط الأبيض

من الخيط الأسود

و لا رف لهم جفن

و ذهبوا يصلون العيد

قبل اكتمال العدة

و ظنوا أن لهم الجنة

خالصة دون الناس!!

و لا يغن شيئا من الحق الظن

رغم عقود من مساكنة

عقدها جبر

شرعها صفر

صمتها قهر

و صبرها مر

مازلوا لا يعرفون

من نحن!!

نحن من اخترعنا النار

و نقشنا الحرف

و ركبنا البحر

و زرعنا القمح

و الزيتون…

و زهر يزهو به اللون

كم مر فوق سفوحنا سفاح!

كم كسرى كسرنا!

كم جلس فوق غزلنا غزاة!

كم سكن قصرنا قصر!

وكم اعتلى العرش عبد قن!

كلهم رحلوا…

و لم يتركوا أثرا

فلم يبق سوى نحن

و نحن.. نحن

ما ضر الرغيف

بقعة كلها عفن

ستزول و نبقى

نحن.. نحن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى