نظمت وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة، حملة بالتنسيق مع الشبكة السورية لحقوق الإنسان، حملت اسم “دون وجه حق” الهادفة إلى زيادة الوعي الدولي بمحنة جميع المعتقلين السياسيين وتأمين الإفراج عنهم، واختارت الحملة قضية الطبيبة السورية رانيا العباسي وزوجها وأطفالها الستة المعتقلين منذ مارس /آذار 2013، للتذكير بقضية المعتقلين قسرياً.
كما أطلقت الولايات المتحدة حملتها “شهر المحاسبة” والتي تتجدد مع كل بداية آذار، للتذكير بجهودها في محاسبة نظام الأسد على الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري. وقالت السفارة الأمريكية في دمشق في بيان نشرته على حسابها الرسمي عبر موقع تويتر “يصادف شهر آذار الحالي السنة الثانية عشرة التي يواجه فيها الشعب السوري مأساة على نطاق لا يمكن تصوره، الحرب والإرهاب والفظائع والنزوح والهجمات بالأسلحة الكيميائية والاختفاء القسري إضافة لمصائب أخرى منها جائحة كورونا وتفشي الكوليرا وأخيراً الزلزال المُدمّر، وكان على السوريين تحملها”.
وأضاف البيان “مع استمرارنا في مساعدة السوريين في أعقاب الزلزال، لم ننس معاناة السوريين على أيدي نظام الأسد وداعميه، ومن غير المقبول بالنسبة لسياستنا أنّ يستغل النظام السوري هذه الكارثة لمصلحته بدون أن يُحاسب على الجرائم التي ارتكبها، والتي يرقى بعضها لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
حملة متجددة
وأشار البيان إلى أن الحملة التي تتجدد للعام الثاني على التوالي، تسلط الضوء على الطرق التي تدعم بها واشنطن جهود المساءلة الدولية والسورية عن انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات المرتكبة في سوريا، وتؤكد الحملة دعم الولايات المتحدة الثابت للشعب السوري، باعتبارها أكبر مقدم للمساعدات الإنسانية، للسوريين لا سيما في مجال الإغاثة من الزلزال، وكقائد دولي في تعزيز مساءلة نظام الأسد وانتهاكات داعميه. مؤكداً على أن الإفلات من العقاب أمر غير مقبول وستواصل واشنطن الضغط من أجل المساءلة في كل مكان من سوريا.
وقالت السفارة في منشور آخر عبر موقعها على فيسبوك “خلال شهر المحاسبة هذا، نعيد تأكيد دعمنا الثابت للشعب السوري من خلال التعافي من الزلزال وما بعده، ونؤكد على أهمية الجهود لمحاسبة نظام الأسد وحلفائه على انتهاكاتهم لحقوق الإنسان في سوريا.
بموازاة ذلك، نظمت الخارجية الأمريكية بالتنسيق مع الشبكة السورية لحقوق الإنسان حملة “بدون وجه حق” لتسليط الضور على قضية الطبيبة رانيا العباسي المعتقلة مع أطفالها الستة في سجون النظام السوري. وقال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني، إن الحملة يقوم بها مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان في وزارة الخارجية الأمريكية لتسليط الضوء على أبرز حالات المختفين قسرياً في العالم، اختار بالتنسيق مع الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن سوريا قضية اختفاء رانيا العباسي وأطفالها الستة. واختارت حملة “بدون وجه حق” قضية الطبيبة السوري رانيا العباسي وزوجها وأطفالها الستة للتذكير بقضية المخفيين قسرياً في سوريا.
وقالت السفارة الأمريكية في هذا الصدد “في عام 2013، اعتقل النظام السوري الطبيبة رانيا العباسي وزوجها وأطفالها على ما يبدو لتقديمها مساعدات إنسانية للسوريين المحتاجين. وإلى اليوم لا يزال مكان وجودهم مجهولاً. قضية الطبيبة العباسي ترمز إلى العديد من قضايا الاعتقال بدون وجه حق في سوريا وحول العالم. ولهذا السبب تعتبر الطبيبة رانيا العباسي واحدة من الأفراد الشجعان الذين شملتهم حملة #دونما_وجه_حق الهادفة إلى زيادة الوعي الدولي بمحنة جميع المعتقلين السياسيين وتأمين الإفراج عنهم. لا ينبغي أبدًا احتجاز الأفراد بسبب ممارستهم السلمية لحقوقهم الإنسانية أو للدفاع عن حقوق الآخرين”.
ودعت السفارة في شهر المحاسبة، نظام الأسد إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين ومنهم الطبيبة رانيا العباسي وإسقاط التهم الموجهة إليهم بدوافع سياسية. والطبيبة رانيا العباسي، هي بطلة سوريا والعرب بالشطرنج، وكانت قد اعتقلتها قوات النظام السوري يوم الاثنين 11/ آذار/ 2013 من حي دمر بمدينة دمشق مع أطفالها الستة (ديمة/ مواليد عام 1999، انتصار/ مواليد عام 2001، نجاح/ من مواليد عام 2003، آلاء/ مواليد عام 2005، أحمد/ مواليد عام 2007، ليان/ مواليد عام 2011 وهي رضيعة حين اعتقالها)، وصديقتها مجدولين القاضي. وذلك عقب اعتقال زوجها عبد الرحمن ياسين يوم السبت 9/ آذار/ 2013، ولا يزال مصيرهم جميعاً مجهولاً”.
وتقول نائلة أخت الطبيبة رانيا العباسي “في صباح ربيعي بارد، نزلت رانيا سلم شقتها في دمشق، سوريا وهي تحمل ابنتها الرضيعة ليان. تبعها أطفالها الخمسة الآخرون. ركبت الأسرة سيارة واقتيدت بعيدا. كان ذلك في مارس 2013. وكان هذا آخر ما سمع به أي شخص”. وتروي شقيقتها لمنظمة العفو الدولية القصة فتقول: أدركت لأول مرة أن هناك شيئًا ما خطأ عندما لم أتمكن من السيطرة على رانيا. كنت أتصل بهاتف منزل شقيقتي وهاتفه المحمول لعدة أيام دون إجابة.
المخابرات العسكرية
اكتشفت لاحقًا أن مجموعة من المسلحين من المخابرات العسكرية جاءت إلى منزل شقيقتي في 9 مارس / آذار واعتقلت زوجها عبد الرحمن دون إبداء أي سبب.
اعتقلوا [أختي] وأطفالها الستة، وفي طريقهم إلى الخارج، أخذوا جميع كاميرات المراقبة، حتى لا يكون هناك دليل.
وتضيف اختها: خلال عامين ونصف عام لم أسمع عنها شيئًا، فقط بعض المعلومات غير الرسمية التي تفيد بأن رانيا شوهدت في مركز احتجاز تابع لقوات الأمن حول دمشق. لكن لا توجد معلومات رسمية، لا شيء يمكنني الوثوق به. أعاني من القلق ولا أستطيع النوم بالليل – ما زلت أتساءل: هل أطفالها جائعون – أم لا؟ هل هم هادئون أم يصرخون ويبكون؟ هل هم على قيد الحياة؟ أم ماتوا؟ أمي، التي ساعدت في تربية الأطفال – في نفس الوقت جدتهم و”أمهم” – تبكي طوال الليل.
المصدر: «القدس العربي»