اختلافات داخل المعارضة السورية في أميركا..بعد لقاء تشاووش أوغلو

شهدت الأوساط السورية في الولايات المتحدة حالة من الانقسام، وذلك على خلفية لقاء وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بممثلين عن الجالية السورية في نيويورك، ومنظمات أميركية- سورية، الجمعة، قبل اختتام زيارته إلى الولايات المتحدة.
وأبدت شخصيات سورية اعتراضها على اللقاء، معتبرة أن اللقاء مع تشاووش أوغلو في الوقت الذي تتوجه فيه بلاده إلى التطبيع مع النظام السوري، قد يُفهم منه موافقة الجالية السورية الأميركية على المسار الذي اختارته أنقرة.
ويرفض الرئيس التنفيذي لمنظمة “سوريا طريق الحرية” الدكتور هشام نشواتي، اعتبار الشخصيات السورية التي حضرت اللقاء أنها تمثل المعارضة السورية في الولايات المتحدة، ويقول لـ”المدن”: “غالبية الحاضرين يترأسون منظمات مجتمع مدني، وتنفذ منظماتهم المشاريع في الشمال السوري الخاضع للنفوذ التركي، ما يعني أن موقفهم من التطبيع سيكون خجولاً، لأنهم يخضعون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لتأثير القرار التركي”.
وكان تشاووش أوغلو، قال بعد اللقاء إنه “التقى بممثلي الجالية السورية في الولايات المتحدة، وجددنا دعمنا للعملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2254”.
وحسب نشواتي، فإن اللقاء لم يُفلح بالحصول حتى على وعود من الوزير التركي بوقف مسار التطبيع، متسائلاً: “ما هو الهدف من اللقاء”؟، معتبراً أن “الأجدى بمنظمات المجتمع المدني السورية- الأميركية إرسال مواقف أكثر قوة وحزماً ورافضة للتطبيع رفضاً مطلقاً بين تركيا والنظام”.
وبذلك، يشدد الرئيس التنفيذي لمنظمة “سوريا طريق الحرية” على أن الاجتماع لا يمثل الموقف السياسي للمعارضة السورية في الولايات المتحدة، لأنه ليس لدى المعارضة السورية في أميركا جهة تمثيلية واحدة، أو مكتب سياسي يعبر عن موقفها السياسي، وإنما هناك تجمعات مدنية ومنظماتية، ويقول: “يجب ألا يُفهم اللقاء على أنه لقاء سياسي وإنما لقاء تجمع لأفراد يمثلون أو يعملون في منظمات المجتمع المدني”.

ويرى نشواتي أن القضية السورية يجب ألا تكون عرضة للمساومات، قائلاً: “للجانب التركي حساباته في موضوع التطبيع مع الأسد، لكن هذه الحسابات لا تعنينا، علماً أن لتركيا إسهامات إيجابية في الملف السوري، وخاصة على مستوى استضافة اللاجئين السوريين”.

بيان الجالية السورية

وأعلنت الجالية السورية، في بيان، انعقاد لقاء مع تشاووش أوغلو بالتنسيق بين “التحالف الأميركي من أجل سوريا” و”المجلس الأطلسي”، كما حضره ممثلون عن الجالية من أكثر من 15 منظمة تسعى لتحقيق الحرية والديمقراطية في سوريا.

وقالت إن قادة الجالية قدموا للوزير التركي والوفد المرافق له توصياتهم السياسية التي تم جمعها من السوريين المقيمين في الولايات المتحدة وفي سوريا، مؤكداً أن “الجالية عبرت عن رفضها بشدة أي تطبيع مع نظام الأسد، وحثت خلال الاجتماع على تذكر الفظائع التي ارتكبها النظام السوري ودوره في رعاية وتمكين الإرهاب قبل بحث أي مصالحة معه”.

من جهته، يرفض رئيس منظمة “مواطنون من أجل أميركا آمنة ومأمونة”، الدكتور محمد بكر غبيس الذي حضر اللقاء، اعتبار البعض أن اللقاء مع الوزير التركي كان بمثابة غطاء لاستمرار مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري.

ويقول لـ”المدن”: “في اللقاء كان الوزير التركي يستمع من الحاضرين للأفكار والتحفظات على مسار التطبيع”، مشيراً إلى أنه “جرى الاتفاق على استمرار عمليات التشاور مع الجانب التركي”.

مجريات اللقاء

وعن مجريات اللقاء، يقول غبيس إن “الوزير التركي أوضح أن المحاولات التي تقوم بها بلاده للتواصل مع النظام السوري، تأتي في إطار التعامل من تركيا مع الواقع، وليس من باب القبول بسلوك النظام”.

وأضاف أن تشاووش أوغلو أشار إلى توقف كل المسارات السياسية السورية بسبب تعنت النظام، وقال إن “المسار الجديد جاء بمبادرة روسية بهدف تحريك الحل السياسي”.

أما عن الجانب السوري في الاجتماع، فأكد غبيس أن الرفض للتطبيع كان قاسماً مشتركاً لكل الحاضرين، وقال: “حضرّنا جيداً للقاء، وأكدنا على موقف موحد رافض للتطبيع”.

من جهة أخرى، أشار غبيس إلى تناول ملف اللاجئين السوريين في تركيا، مبيناً أن “الوزير التركي نفى أن تكون لدى بلاده نوايا لإجبار اللاجئين السوريين على العودة قسرياً”.

وكذلك قال رئيس “مواطنون من أجل أميركا آمنة ومأمونة” إنه تم التطرق إلى المخاطر المحدقة بملايين السوريين في الشمال السوري في حال فتح مسألة “المصالحة” مع النظام، مشيراً إلى أن “تشاووش أوغلو شدد على أن تركيا لن تتخلى عن السوريين والمعارضة السورية، من دون أن يخوض في تفاصيل أوسع”.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى