ما غاية النظام من نشر “الفرقة الرابعة” مجدداً في الجنوب السوري؟

تحدث تجمع “أحرار حوران” عن أسباب نشر الفرقة الرابعة لعناصرها في الجنوب السوري مجدداً، بعد مرور عام ونصف من انسحابها.

وكانت حكومة النظام السوري أصدرت قرارًا، بداية الشهر الجاري، يقضي بإعادة نشر قوات الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام على المعابر الحدودية الشرعية وغير الشرعية، والمراكز الحدودية الرسمية، تحت ذريعة منع تهريب الأموال والمواد والبضائع، والمساعدة بضبط سعر الصرف وضبط الحدود، وذلك بحسب قرار “مكتب الأمن الوطني” الذي حمل الرقم 12/8 بتاريخ 2 من كانون الثاني/يناير 2023.

أسباب نشر الفرقة الرابعة في الجنوب مجدداً

ذكر التجمع أن من أهم أسباب إعادة نشر الفرقة الرابعة في الجنوب السوري هو إرادة النظام ومن خلفه الإيرانيون إعادة ضبط عمليات تصنيع وتهريب وتجارة المخدرات في العديد من المناطق وعلى رأسها الجنوب السوري، حيث تشير المعلومات إلى أن العديد من تجار المخدرات بدؤوا بالعمل لصالحهم الخاص.

وتهدف الخطة إلى حصر عمليات تهريب المخدرات من الحدود غير الشرعية والشرعية بيد الفرقة الرابعة، وأيضًا حصر طرق تهريب البشر أي المطلوبين للنظام بصرف النظر عن تبعيتهم بيد الفرقة حيث تشكل عمليات تهريب المطلوبين مصدرًا مهمًا للحصول على العملة الصعبة خاصة أن الدفع عادة ما يتم بالدولار الأميركي.

كما ستعمل الفرقة الرابعة من خلال نشر عناصرها على الطرق الفرعية على فرض إتاوات على عمليات المرور والعبور ونقل البضائع بين المحافظات والمدن، وهذا ما يدل أن القرار الأخير يحمل أبعادًا اقتصادية تتمثل بجمع أكبر قدر ممكن من الأموال.

وعن الأبعاد السياسية للانتشار؛ ذكر التجمع أن القرار جاء في الوقت الذي يتم الحديث فيه عن مشاورات تمتد منذ نحو 3 أشهر لتشكيل إقليم إداري في الجنوب السوري يكون تابعًا من الناحية الشكلية لحكومة النظام السوري في حين يسيطر عليه ويديره أبناء المحافظة.

ويأتي الإجراء بمثابة محاولة لقطع الطريق على أي مشاريع تتعلق بالإقليم الإداري في الجنوب من خلال تكريس سيطرة الفرقة الرابعة، والضغط بهذه الطريقة على الدول المبادرة بهذا المشروع للتراجع بعدة خطوات إلى الوراء والعودة إلى مربع مكافحة تصنيع وتهريب المخدرات وطي صفحة الإقليم الإداري من قبلها.

كما يسعى النظام من خلال هذه الخطوة – وفقاً لتجمع أحرار حوران – إلى ابتزاز الدول العربية والضغط عليها في أكثر من اتجاه، الأول هو استكمال التطبيع بين الدول العربية والنظام من أجل إعادة تعويمه وإعادته للجامعة العربية.

الأردن قلق حيال عودة الرابعة

يبدو أن المملكة الأردنية تخشى من تكثيف عمليات تهريب المخدرات مع عودة الفرقة الرابعة إلى معبر نصيب، الأمر الذي سيدفعها لاتخاذ إجراءات من شأنها الحد من تهريب المخدرات.

ويعلّق الزعبي: “لاشك أن أكثر الشاعرين بالقلق من عودة الفرقة الرابعة هو الأردن لكون الجميع يعلم أن عودة الرابعة هو تحدٍ لها واستمرار في تهريب المخدرات سواء باتجاه أراضيها أو غيرها”.

أما عن الرد الأردني، فيصفه الزعبي بأنه سلبي بشكل كبير، إذ “يكفي بأن يغلق الأردن معبر نصيب ويقطع علاقته مع النظام السوري، كما يمكنه فرض الكثير من الشروط عليه”.

ويعلن الأردن بين الحين والآخر عن إحباط محاولات تسلل وتهريب المخدرات باتجاه أراضيها، وضبطت كميات كبيرة من المخدرات على الواجهة الشمالية لحدودها مع سوريا، من خلال معبر نصيب. واتهم مسؤولون أردنيّون في أكثر من مناسبة الفرقة الرابعة وميليشيات إيرانية بإنتاج تلك المخدرات، وبرعاية المهرّبين التابعين لها في مناطق الجنوب السوري وتسهيل الاتجار بالمخدرات.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد صدّق على ميزانية الدفاع التي تتضمن قانون مكافحة “كبتاغون الأسد” منتصف كانون الأول 2022، ومن المقرر أن يتم تنفيذه بعد وضع إستراتيجية مكتوبة، لتفكيك تجارة وشبكات المخدرات المرتبطة بالنظام السوري، وذلك خلال 180 يوماً.

المصدر: موقع تلفزيون سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى