أطلق ناشطون سوريون وعرب حملة جديدة تطالب بإنقاذ المعتقلين في سجون النظام السوري ورئيسه بشار الأسد، والعمل على كشف مصير مئات الآلاف منهم وتسليم جثامين كل من ثبت قتله تحت التعذيب ودفنه في مقابر جماعية وتقدر أعدادهم بمئات الآلاف.
وشدد المشاركون في الحملة على ضرورة محاكمة كل من تورط في هذه المأساة التي شبهوها بـ”المحرقة” التي كانت تبث بشكل مباشر للعالم أجمع، وذلك في إشارة إلى صور “قيصر” التي تم تسريبها وتبرز الممارسات الوحشية التي نكل فيها النظام السوري بأجساد السوريين.
وعلى غرار حملات سابقة، يطالب الناشطون بإغلاق المعتقلات والإفراج عن معتقلي الرأي والضمير لاسيما من ناشطي الحراك الأهلي والسلمي الذين كانوا هدفاً لآلة التعذيب الأسدية، إلا أن الجديد فيها هو المشاركة العربية في هذه الحملة.
الشابة وجدان، وهي ناشطة تونسية، تقول في حديث لـ”المدن” إن “حملة أنقذوا المعتقلين حملة إنسانية وأخلاقية بالدرجة الأولى وهي ليست حكراً على السوريين فقط، بل إن المطلوب هو مشاركة الجميع فيها لما تعنيه من ضرورة التضامن مع أي مظلوم ومع أي إنسان مضطهد، والسعي لنصرته، وأن نكون صوتاً له، وهذا ما يحتاجه المعتقلون السوريون”، مضيفة: “علينا جميعا أن نوصل قضيتهم إلى كل العالم ليشهد على هذه المحرقة التي ترتكب بحقهم منذ 12 عاما”.
وتضيف: “إجرام نظام الأسد بحق السوريين يستوجب وقفة واحدة لكل ناشطي المجتمع المدني وعلى مستوى كل العالم.. إنها قضية الخير ضد الشر، الظالم ضد المظلوم، الإنسان ضد التوحش”. وتؤكد وجدان ضرورة توعية المجتمع العربي والدولي بتفاصيل قضية المعتقلين السوريين “وبحقيقة إجرام بشار الأسد في ظل التجاهل المرير لما يحدث في سوريا منذ أكثر من عشر سنوات”، مشيرة الى أنها “كتونسية وكإبنة موطن أول شرارة في الربيع العربي لا يمكن إلا أن أنحاز للإنسان وحقوقه في مواجهة كل نظام مجرم ومستبد”.
من جانبه، يقول الناشط السوري عامر طه إن “هذه الحملة ليست الأولى من نوعها التي أطلقها السوريون من حقوقيين وغيرهم، بل سبق ذلك العديد من الحملات التي تطالب بحرية المعقتلين في سجون الأسد ومختلف السجون على امتداد الساحة السورية، مثل حملة “بدنا المعتقلين” وغيرها”. ويؤكد أن هذا النوع من الحملات “هو امتحان للإنسانية، حيث أن الهدف منها هو نقل قضية المعتقلين من كونها قضية محلية تخص السوريين إلى قضية تخص كل إنسان في أي مكان في العالم، نظراً للانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها هؤلاء في سجون الأسد على مدى أكثر من 12 عاماً”.
ويضيف طه: “نريد أن نكون صوتاً للمعتقلين. نريد أن يصل صوتهم إلى كل العالم. ليس فقط المنظمات الحقوقية بل إلى جميع الناس في بيوتهم، فهم معنيون بالتضامن معنا ومع الضحايا الذين يتجرعون أسوأ العذابات في هذه المسالخ البشرية.. إنها محرقة، إنه هولوكوست، إنها مجازر مستمرة للإنسان وللإنسانية، وهذا ما لا يمكن نسيانه أو تجاهله”.
في وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتزامن مع حملة “أنقذوا المعتقلين”، تم إطلاق حملة جديدة تطالب السوريين بأن ينتفضوا وأن يستمروا في ثورتهم وأن يعيدوا سيرتها الأولى، وان يجعلوها ثورة من أجل الحرية والكرامة والعدالة وتم إدراج ذلك في الهاشتاغات والكلمات والصور المفتاحية، ومنها قضية الدكتورة رانية العباسي بطلة سوريا للشطرنج التي تم اعتقالها مع زوجها وأطفالها الستة وممرضتها، منذ عام 2013 دون معرفة مصيرهم، وهذا ما اعتبره الناشطون قضية كفيلة بأن ينتفض كل العالم تضامناً مع السوريين في وجه كل هذا الإجرام.
المصدر: المدن