داعش يضرب بعنف ويقطع طرقات في البادية ودير الزور

وجه تنظيم “داعش” صفعة قوية لقوات النظام والميليشيات الموالية لها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بعد أسبوع من الهجمات التي نفذها ضد مواقع النظام في البادية وريف دير الزور، أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى.

ونجح التنظيم، ظهر الأحد، بالسيطرة على الطريق الواصل بين دمشق ودير الزور عند عقدة كباجب-الشولا، قاطعاً بذلك الإمدادات التي بدأ النظام بإرسالها لدعم قواته والميليشيات التي تقاتل معها في ريف دير الزور، عقب نقل تنظيم “داعش” عملياته إلى ريف الدير الشرقي، بعد أن ركز خلال الاسبوعين الماضيين الهجمات في منطقة البادية بالقرب من مدينة تدمر.

وحسب مصادر محلية، فإن نحو عشرين من قوات النظام والفيلق الخامس المدعوم من روسيا لقوا مصرعهم منذ ظهر الأحد على يد مقاتلي “داعش” بعد تمكنه من قطع طريق دمشق-بغداد، جنوب دير الزور في عملية مفاجئة.

المصادر أكدت أن بين القتلى خمسة قياديين في الميليشيات الداعمة لقوات النظام، بالإضافة إلى ضابط في الجيش وزوجته، أسرهم التنظيم ظهر الأحد خلال توجههم إلى دمشق على الطريق الدولي وقام بإعدامهم على الفور، وأكثر من عشرة مقاتلين من الفيلق الخامس المكلف بحماية الطريق، لقوا مصرعهم نتيجة الهجوم.

وسبق ذلك هجوم آخر نفذه التنظيم على مواقع للفيلق الخامس قرب بلدة السخنة في ريف تدمر، ما أدى لمقتل وإصابة أكثر من عشرين عنصراً في الفيلق، الذي طلب تعزيزات وصل بعضها، بينما تعثر وصول بعضها الآخر بسبب عملية قطع الطريق.

وكانت مليشيات “فاطميون” و”زينبيون” المدعومة من إيران، ومعظم مقاتليها من الجنسيتين الباكستانية والافغانية، قد أخلت العديد من مواقعها في مدينتي البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي، وأعادت التمركز في منطقة البادية الأسبوع الماضي لمواجهة تصاعد عمليات تنظيم “داعش” في المنطقة.

وعلى الفور لوحظ انتقال تركيز التنظيم هجماته إلى المنطقة التي خففت الميليشيا الإيرانية من تواجدها فيها شرق دير الزور، حيث شن هجمات عديدة يومي الأربعاء والخميس الماضيين، كان أبرزها في محيط “جبل البشري” ما أدى الى مقتل نحو ثلاثين عنصراً من قوات النظام وميليشيا الدفاع المدني.

كما تم تسجيل هجمات متفرقة شنها “داعش” ضد قوات النظام والميليشيات التابعة لها في مناطق متفرقة من البادية وريف دير الزور يومي الجمعة والسبت، بالتزامن مع نشره فيديوهات تظهر تنفيذه عمليات إعدام لأشخاص قال إنهم جواسيس للنظام أو عناصر في قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

ورغم أن خلايا “داعش” التي انتشرت في البادية ومناطق مختلفة من محافظتي الرقة ودير الزور، بعد خسارة آخر معاقل التنظيم في بلدة الباغوز في آذار/مارس 2019 لم تتوقف عن تنفيذ عمليات طيلة العام الماضي، سواء ضد قوات النظام والميليشيات الإيرانية وكذلك ضد قوات “قسد”، إلا أن الهجمات التي شنها مقاتلوه خلال الأيام الأخيرة الماضية تعتبر الأعنف على الإطلاق.

وبينما يرى مراقبون أن هذا التطور النوعي في عمليات “داعش” يكشف عن تمكن التنظيم من تجميع قواه وعودته كمصدر تهديد جدي، يرى آخرون أن مقاتليه يستغلون الخلل الذي أحدثته عمليات إعادة الانتشار الذي نفذته المليشيات الإيرانية، والهدوء العام في العمليات العسكرية منذ بدء أزمة كورونا التي انعكست على جميع القوى العسكرية المنتشرة في البلاد.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى