المرض الخبيث

د- حسين علي غالب بابان

يتطلع الأب عبر الزجاج الذي يفصله عن غرفة ابنته بحزن والدموع لا تفارق عينيه، يتقدم نحوه الطبيب وعندما يصل إليه ينظر نحوه والحزن ظاهر على ملامح وجهه ويقول له:

–  أسف الآن ابنتك تعيش لحظاتها الأخيرة و ليس بمقدوري فعل شيء..؟؟

أنزل رأسه إلى الأرض و قال للطبيب :

– هذا هو القدر المؤلم الذي لا مهرب منه حسبي الله و نعم الوكيل..!!

 يتحرك الطبيب بهدوء و يبتعد عنه و بعدها دخل غرفة ابنته ،و نظر إليها و تطالعه ابنته وهي مستلقية على السرير و التعب و الإرهاق يغطيها ،و تقول بصوت خافت و متقطع :

-أبي لماذا تبكي ماذا يحدث..؟؟

أجابها الأب على الفور :

–  لا شيء فقط ألم بسيط في عيني و هذا الأمر يجعلها تدمع.

و إذ هي ترد :

– هل هذا الألم ناتج عن مرض خبيث مثلي .

نظر لها و علامة التعجب واضحة في نظراته، و قال لها :

-من قال لك عن مسألة المرض الخبيث…!!

– أبي أنا أعرف بهذا الموضوع منذ بدايته ،و قد سمعتك في أحد المرات و أنت تتحدث بهذا الموضوع مع الطبيب.

أنزل الأب رأسه إلى الأرض فهو غير قادر على مواجهة المرض الذي يفتك بابنته ،و إذ تقول ابنته :

-أبي ساعدني على الوقوف فأنا أشعر اليوم بالفرحة..؟؟

قال الأب وهو يتقدم لكي يوقف ابنته :

– من أين يأت الفرح بعد الآن..!!

قالت البنت:

–  لقد سمعت أحد المرضى هنا يقول ، بأن الفتاة التي تصاب بمرض خبيث تصبح بالجنة حسناء كالعروس..؟؟

تزداد الدموع المنهمرة من عيون الأب ،و يبتعد عن ابنته التي استطاعت بمساعدته الوقوف رغم مرضها و ضعفها.

تتقدم الفتاة بخطوات بسيطة ،و تقول :

– سوف أرقص لأنني عروس..؟؟

و بعدها ترتمي على الأرض و يتقدم الأب نحوها و يضمها على صدره ،و هي تقول بصوت خافت :

– أنا عروس…أنا عروس..!!

و بعدها يجمد جسدها و تتوقف عن الكلام، و عيناها البريئتان متوجهتان للسماء و يقول الأب :

– نعم الآن أنت عروس في الجنة يا ابنتي الجميلة.ش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى